10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.54°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.54°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

ربو المناشير في الخليل.. ثروة طبيعية أم عبء اقتصادي

maxresdefault
maxresdefault

 "ذهب فلسطين الأبيض" أو " نفط فلسطين الأبيض"، هكذا اصطلح على تسمية الصناعة الاستخراجية الوحيدة في فلسطين، والتي تعنى باستخراج وصناعة الحجر والرخام الضاربة جذورها في الأرض منذ عشرات السنين.

 إذا ذكر الحجر ذكرت فلسطين، والتي يعد إنتاجها من الحجر الطبيعي من أفضل أنواع الحجارة في العالم أن لم يكن أفضلها على الإطلاق، فهي تنتج حجرا طبيعيا بألوان متعددة، وبجودة عالية من حيث الصلابة وامتصاص الماء ومعايير جودة أخرى.

 يروج للحجر الفلسطيني جودته كما تروج له قدسيته، فهو من قلب الأرض الطاهرة المقدسة، إلا أنه لا ورود بلا أشواك، ولا صناعات بلا مخلفات ضارة، تكاد تضيع حلاوة هذا الكنز الرباني.

 نعيم شبانة صاحب مصنع "التوفيق لصناعة الحجر والرخام" في الخليل، وفي حديث له مع فلسطين الآن، أوضح بأن مصانع الحجر والرخام لها نوعين من المخلفات، الأول وهو الزوائد الناتجة عن عمليات قص الحجر، وهي مخلفات يسهل التخلص منها حيث تعاد للكسارات لتكسيرها وإنتاج " الحصمة " بكافة أنواعها وأحجامها، أما النوع الثاني من المخلفات والذي يشكل مشكلة حقيقية فهو المخلفات السائلة التي تسمى " ربو المناشير" وهي الغبار الناتج عن عمليات القص المختلط بالماء.

 ويضيف شبانة: "تجتهد المصانع في التغلب على هذه الإشكالية، فمنهم من حاول حلها بشكل شخصي، وذلك بشراء الفلاتر أو العصارات بحيث تستخلص المياه من الربو لإعادة استخدامه في عملية الفص، والتخلص من المادة المتبقية والتي يطلق عليها مسمى " الكمخة". إلا أن هذا الحل يواجه تحديا من حيث ارتفاع تكلفة شراء العصارات، إضافة لارتفاع تكلفة صيانتها، كما أن هذه العصارات تحل جزء من المشكلة، فـ"الكمخة" تحتاج إلى مكبات بعد عصرها، وهذه المكبات غير متوفرة".

ماهر احشيش المدير التنفيذي لاتحاد الحجر والرخام في فلسطين، وفي حديث له مع فلسطين الآن، وصف احشيش صناعة الحجر والرخام بأنها العمود الفقري للصناعة الفلسطينية، كما أنها تشكل شبكة أمان اجتماعي، حيث تنتج 5% من الناتج المحلي، وتوفر عشرات آلاف فرص العمل للمواطنين.

وأوضح حشيش أن التخلص من مادة الربو حتى الآن يتم بطريقة عشوائية، حيث لا يوجد مكبات محددة قانونية تلتزم بمعايير الأمان والسلامة، والمعايير البيئية المختلفة، فعندما تجف هذه المادة بشكل كامل تتحول إلى "بودرة " يسهل تطايرها، وبالتالي تؤثر سلبا على الإنسان والمزروعات والبيئة عموما".

ويضيف احشيش حول سياسات المصانع في التخلص من مادة الربو من المصانع بشكل أولي، فالأمر يختلف حسب حجم المصنع ونوعية منتجاته، إضافة للوضع المادي لأصحاب المصنع، جزء منهم يستخدم العصارات في داخل المصنع، ومنهم من يستخدم "السيلوهات"، وهي براميل تستخدم لترسيب مادة الربو للحصول على الماء ومن ثم التخلص من " الكمخة" المترسبة، فيما يستخدم عدد آخر من المصانع برك الترسيب الأرضية، وهي أيضا أسلوب من أساليب الترسيب للفصل ما بين المياه والمادة اللزجة " الكمخة" وهي في مجملها تتغلب على مشكلة توفير المياه التي تعاني فلسطين عموما والخليل تحديدا من شحها خاصة في الصيف، إلا أنها لا تحل إشكالية تراكم الكمخة، بل تفرزها لنقلها إلى خارج المصنع.

اتحاد الحجر والرخام حسب احشيش يحاول الترويج لتقنية العصارات لكل مصنع، كما أنه وفي ذات الوقت يسعى لتوفير مكبات قانونية للـ "كمخة".

وابدي احشيش تفاؤله قائلا: "هناك بشرى سارة في هذا الموضوع، حيث تم إجراء العديد من الأبحاث والدراسات التي أثبتت أن لمادة الربو التي تعتبر مادة ملوثة للبيئة من جهة، وعبء اقتصادي على صاحب المصنع من جهة أخرى، هناك بارقة أمل باستخدام هذه المادة في إنتاج بعض المواد الإنشائية الأخرى، أي أنها ستتحول من مخلفات إلى منتج صديق للبيئة يعتبر مدخلا لصناعات أخرى، إلا أن إنجاز هذه الاقتراحات تحتاج إلى تضافر الجهود على أكثر من صعيد، وإقامة تعاون ما بين وزارة الاقتصاد، ووزارة الحكم المحلي، وسلطة جودة البيئة، واتحادات الصناعات المختلفة، والغرف التجارية والجامعات، لإنجاح عملية التخلص الأمن والسليم لهذه المخلفات، إضافة لإدارة عملية تدوير هذه المادة والاستفادة منها.