18.07°القدس
17.77°رام الله
17.19°الخليل
22.9°غزة
18.07° القدس
رام الله17.77°
الخليل17.19°
غزة22.9°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

شماتة وزربيحة

وسام عفيفة
وسام عفيفة
وسام عفيفة

في المثل الشعبي التركي قالوا: "لا يمكن حمل بطيختين في يد واحدة"، لهذا تحاول القيادة التركية المحافظة على بطيختها سليمة من الكسر، وهي تقدم مصالحها القومية في صياغة سياساتها الخارجية بناء على معطيات الإقليم الذي تحول إلى طبخة "زربيحة" وهي نوع من الطعام كان يقدم للمعتقلين في سجن النقب. وبنفس طباخ "الزربيحة" فإنه مع تسرب أنباء إسرائيلية المصدر عن تقدم في المفاوضات بين تل أبيب وأنقرة لاستئناف العلاقات بين الطرفين، حتى احتفى بشماتة كتاب فلسطينيون وعرب، أما جوهر الشماتة لدى هؤلاء فليس مبدأ إقامة العلاقات بين تركيا و(إسرائيل)، بل عجز أردوغان الالتزام بشرطه المتعلق بفك الحصار عن غزة متجاهلين كل التطمينات التركية.

 أما سبب الشماتة الثاني فكان من نصيب حماس التي تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا وقطر، وعلى طريقة كيد النسا، ومستعينين بفنون الردح المصرية،" فردوا الملاية" في تقييم علاقاتها الخارجية خصوصا مع تركيا، متجاهلين مسيرة طويلة من السياسات والتحالفات لتيارات واحزاب فلسطينية تشاركت مع (إسرائيل) وأمريكا وروسيا ودول عربية "فشخت القضية الفلسطينية" وينطبق عليهم المثل" ياما الجمل كسر بطيخ وياما البطيخ كسر جمال".

 من العار أن ينتقد كتبة الكنبة من الفلسطينيين دولة مثل تركيا لها حساباتها القومية وعلاقاتها الجيوسياسية سواء مع (إسرائيل) أو غيرها، ويتناسوا حال كبيرهم في المقاطعة الذي لم يجرؤ على وقف التنسيق الأمني خلال ثلاث حروب على غزة حتى اليوم حيث تشتعل الضفة والقدس. يحسب للسلطان العثماني أردوغان -على الأقل- أنه لوح بلسانه خلال 4 سنوات مضت واشترط أن يكون فك حصار غزة ضمن رزمة لاستئناف العلاقات الإسرائيلية التركية التي بالمناسبة لم تنقطع بشكل كامل، بينما يشارك حلفكم العربي والدولي في حصارنا. 

ترى هل تنكسر أقلام هؤلاء الشامتين عندما تسقط أمانيهم، ويكتشفوا أن القيادة التركية لا تزال تضع القضية الفلسطينية على سلم أولوياتها، وأن حماس لن تخسر من المتغيرات في سياسات أنقرة إن لم تكسب، وأنها ليست مثل آخرين يدعون أنهم شربوا من السياسة حتى سكروا وفي النهاية وضعوا كل بيضهم في سلة واحدة، وأن المصلحة الوطنية تقتضي أن تكون فلسطين قضية عربية وإسلامية لا تقزيمها إلى حواري مقسمة بين مناطق "أ" و"ب" و "ج". عندما يتحول شريك الوطن إلى نداهة وفزاعة ونواحة فإنه أخطر من كل تحالفات الأصدقاء والأعداء لهذا قالوا في المثل الشعبي التركي: "لا ترافق الحمار في السفر فإنه كارثة لك".