18.07°القدس
17.77°رام الله
17.19°الخليل
22.9°غزة
18.07° القدس
رام الله17.77°
الخليل17.19°
غزة22.9°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

الأمن المفقود وتأثيره على "الدولة العبرية"

كمال الشاعر
كمال الشاعر
كمال الشاعر

بعد اشتعال انتفاضة القدس في غرة في شهر أكتوبر السابق والمجتمع اليهودي يعيش حالة فوضى مطلقة من الخوف والترقب وانعدام الأمن الشخصي، وتسيطر عليه حالة رعب هيستيرية جراء عمليات الدهس والطعن المتكررة التي حدثت على مدار الثلاثة أشهر السابقة من عمر الانتفاضة.

لأول مرة نجد شوارع القدس القديمة خالية من قطعان المستوطنين وانخفاض في عدد عمليات الاقتحام المتكررة للمسجد الأقصى إلا في حالات قليلة تكون فيها الحراسة مشددة من قبل قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي.

فعمليات الطعن والدهس لم تتوقف يوماً واحداً في الضفة الغربية المحتلة وشرقي القدس منذ اندلاع الانتفاضة الثالثة المباركة بل زادت وتيرتها في مختلف مدن الضفة المحتلة والقدس الشرقية، حتى أصبحت تُشكل حالة من الخوف لدى المجتمع اليهودي يؤرق الاحتلال ويقض مضاجعه في كل حين.

والمتتبع للوضع في الضفة المحتلة والقدس الشرقية يرى أنّ أنجح ما يمكن أن يُنفذه الفلسطينيون هي عمليات الدهس والطعن لقطعان المستوطنين أو جنود الاحتلال قرب المستوطنات أو الحواجز العسكرية في الضفة المحتلة والقدس الشرقية وداخل فلسطين التاريخية، مما شكل هاجساً وخوفاً لهم وعدم الخروج من منازلهم.

فالحرب النفسية التي خلفتها عمليات الطعن والدهس التي يقوم بها الشبان الفلسطينيون شكلت خطوةً كبيرة في هز كيان الاحتلال وزادت من لجم قطعان مستوطنيه الذين عاثوا فساداً في الضفة، فكما يقال "انقلب السحر على الساحر".

لقد ازدادت الهجرة العكسية من دولة الكيان بصورة كبيرة وخاصة في الآونة الأخيرة بعد اشتداد ثورة السكاكين في الضفة المحتلة والقدس الشرقية وداخل فلسطين التاريخية، وتشير تقارير رسمية ودراسات أكاديمية إلى أن نحو (26 ألف مواطن يهودي)، يغادرون البلاد كل عام خلال السنوات الأربع الماضية. مما يعني أن الحرب الأخيرة التي بدأت في شهر نوفمبر من عام 2012م، على إثر عملية الاغتيال الجبانة التي قامت بها طائرات العدو الصهيوني لنائب القائد العام لكتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري، وحرب تموز من عام 2014م، وتغيير قواعد الحرب مع العدو الصهيوني مروراً بثورة السكاكين التي اشتعلت مع بداية انتفاضة القدس على يد الشهيد مهند الحلبي التي كان لها الأثر السلبي على المواطن اليهودي وفقدانه الأمن داخل دولة الكيان الصهيوني.

فلقد حذرت نخب يهودية من أن حالة الإحباط التي يعيشها المجتمع اليهودي بسبب الفشل الذريع في الإجراءات الأمنية المتبعة في وضع حد لانتفاضة القدس، مست بشكل غير مسبوق بالمزاج العام في إسرائيل.

وقد حذر مفكر يهودي بارز من أن الإحباط الذي يعيشه المجتمع اليهودي سيدفع قطاعات من اليهود لمغادرة دولة الكيان، بحثًا عن الأمن. وفي نفس السياق يقول المفكر اليهودي يوسي كلاين: إن بعض اليهود شرعوا في التفكير ملياً بالمغادرة من الدولة العبرية، بسبب طغيان حالة الإحباط التي مردها تدني مستوى الشعور بالأمن الشخصي.

لأول مرة منذ تأسيس الدولة العبرية يستطيع شبان فلسطينيون صغار من مواليد اتفاقية أوسلو وما بعدها أن يحدثوا حالة من الرعب والخوف لدى المجتمع اليهودي عجزت عنه جيوش اثنتين وعشرين دولة عربية مجتمعة أن تحققه.