9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.62°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.62°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: المعتصمون في بيرزيت

لم يجد أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت من يردع تغولات الأجهزة الأمنية على أبناء الكتلة الإسلامية والتيار الإسلامي بشكل عام، فقرروا الاعتصام في داخل الجامعة للمطالبة بالإفراج عن زميلهم الطالب (عمران المظلوم) من سجن الأمن الوقائي، ووقف عدوان الأجهزة الأمنية على حرية الطالب الجامعي. الجامعات هي محضن الحريات، ومحضن الأحرار، ومنها خرجت كل قيادات العمل الوطني والإسلامي تقريبًا، لا في فلسطين فحسب بل وفي الوطن العربي والعالم. الجامعات حرم له قداسة علمية وأخلاقية وسياسية، وقمع الطالب الجامعي، يعني قمع الحريات في مجتمع يعتمد في ثورته على الوعي الجامعي. الجامعات محضن الثقافات المتعددة والمتنوعة، ومركز التشكيلات الحزبية الممتدة في مدن وقرى الوطن، والبيئة الجامعية تتقبل الرأي والرأي الآخر، لأن في هذا التقبل بناء متكاملاً للشخصية السوية، ومن يخالف هذه المفاهيم ويعتدي على الشخصية الجامعية، لا يمثل وطنًا، ولا يمثل القانون، فقد تموت الحريات في كل مكان ولكنها لا تموت في الجامعات. لماذا تلاحق الأجهزة الأمنية أبناء الكتلة الإسلامية في الجامعات؟! ولصالح من؟! لأنها تكره الحريات، أم لأنها تبغض الإسلام! أم لأن الوعي الذي تحمله الكتلة، وتنمية الجامعات يهدد مصالح هؤلاء القادة المتخلفين؟ الراسبين في الميدان الأكاديمي والثقافي مأساة الأجهزة في الوطن العربي، وفي فلسطين، أن بعض قادتها جهلة، ولا يفهمون معنى الحريات ودورها في بناء الوطن والمستقبل، فكيف إذا دخل على قلة الفهم مشكلة التنسيق الأمني لخدمة المحتل ولاءً له، أو ولاءً للراتب والرتبة. في ضوء توقف مسيرة المفاوضات، أعلن ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية، أن لجنته بصدد دراسة وقف (التنسيق الأمني مع الاحتلال) ردًا على موقفه من المفاوضات، والأمر لا يحتاج دراسة، فقد جرّم المجلس التشريعي الفلسطيني التنسيق الأمني واعتبره خيانة وعمالة، ولأن صوت الحرية في الجامعات يترجم موقف التشريعي، ويترجم موقف الوطنيين عادة، ترى الأجهزة الأمنية أن إسكات هذا الصوت وقطع لسانه أولوية عندها، ومن هنا يأتي قمع أبناء الكتلة الإسلامية في الجامعات. في هآرتس تحذير صادر من جهاز المعلومات إلى الحكومة الصهيونية يحذر من قيام انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة مركزها الانتهاكات في المسجد الأقصى، واليأس من المفاوضات. وأحسب أن الشعب الفلسطيني مُقبل على انتفاضة ثالثة لا محالة بسبب ما ذكرت هآرتس، وبسبب حالة القمع التي تتعرض لها الحريات في الضفة المحتلة، ولكنها انتفاضة ثالثة شاملة ضد المحتل من جهة وضد القمع الداخلي من جهة ثانية، وهي انتفاضة تتغذى بلا شك من روح الربيع العربي التي تنتقل في العواصم العربية لكنس القديم والإتيان بالحرية وبالعدالة في عالم جديد. المعتصمون في جامعة بيرزيت قد يكونون شرارة هذه الانتفاضة على القمع إذا وجدوا إسنادًا من زملائهم ومن المثقفين ومن الشعب والمدافعين عن المسجد الأقصى من رجال ونساء. قد يكونون أيضًا شرارة هذه الانتفاضة على المحتل. ولا تناقض بين مستويات الانتفاضة المتوقعة هذه لأن مخرجاتها واحدة (الحرية والعدالة).