17.23°القدس
17.01°رام الله
16.08°الخليل
23.33°غزة
17.23° القدس
رام الله17.01°
الخليل16.08°
غزة23.33°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

«لماذا يصافح العرب زعيم «الإرهابيين في العالم»؟!

علي سعادة
علي سعادة
علي سعادة

بثت القناة العاشرة الإسرائيلية تسجيلاً مصوراً يظهر مجموعة من اليهود، وهم يحتفلون بجريمة إحراق الطفل الرضيع علي الدوابشة، في حفل زواج يهودي في القدس المحتلّة.

في التسجيل يظهر المئات وهم يلوحون بالأسلحة والسكاكين والزجاجات الحارقة، ويطعن بعضهم صورة الطفل الرضيع الذي أحرق حياً ووالديه .

كانوا يرقصون مثل المجانين من شدة الفرح والانفعال، أو هم كذلك، مقتل رضيع يفرحهم إلى هذا الحد، لم يكونوا أقلية، كانوا يعبرون عن فرحة جميع الإسرائيليين الذين لم نسمع منهم ما يشير إلى رفضهم لهذا التصرف المرضي الخطير الموغل في التوحش والجريمة، ولم نسمع لهم صوتا ضد عمليات التصفية والإعدامات الميدانية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي, بشكل ممنهج ومدروس ضد شبان وفتيات فلسطين بزعم القيام بعمليات طعن لمستوطنين ولجنود.

اليمين المتطرف لم يعد كما كان في السابق، بما ينتجه من إرهاب ظاهرة هامشية في فلسطين المحتلة، كما كانت تزعم «النخب» السياسية الإسرائيلية، واقترب هذا التيار الإرهابي بشكل كبير من التيار المركزي في المجتمع الإسرائيلي، بل إنه يتماهى معه، ويكاد يذوب فيه بطريقة تجعل الفصل بينهما صعبا ومستحيلا، ويحتاج إلى فحوصات مخبرية دقيقة للتمييز بينهما.

وهذا يقودنا إلى سؤال هل يوضع «دواعش إسرائيل» وقتلتها ضمن قوائم الإرهاب ويشكل تحالف دولي ضدهم؟ هل يمتلك العالم حقا رؤية أخلاقية مشتركة وواضحة لمفهوم حقوق الإنسان، والحريات وقدسية حياة الإنسان في أي مكان، أم يحافظ العالم على انحيازه الفاضح والمفضوح حين يرى الحقيقة بعين واحدة، العين التي لا ترى الإنسان العربي إلا قاتلا وإرهابيا ومتطرفا ومتخلفا ومعتديا على حقوق الإنسان،ولا ترى إرهاب وجرائم الآخرين ضدنا؟.

طبعا فكرة بناء تحالف دولي ضد « إرهاب إسرائيل المقدس» ساذجة وغير واقعية، وفكرة افتراضية، لكن القهر الذي نشعر به كعرب خانق ومدمر للأعصاب وللقلب، الذي يرفع منسوب الغضب ويرفع الضغط ويربك نبض القلب.

المشكلة أننا العرب نستقبل ونصافح زعيم «دواعش إسرائيل» رئيس وزراء تل أبيب بنيامين نتنياهو الذي عبر صراحة عن رفضه اعتقال أي مستوطن، وتحديدا مرتكبي الجريمة ضد الإنسانية بحرق الرضيع الدوابشة، على عكس توصية جهاز «الشاباك» له، والذي يؤكد باستمرار أن ثمة مباركة عربية لسياسات تل ابيب الحالية تجاه الفلسطينيين.

لن تفيد الإضافة كثيرا هنا، فلا شيء سيتغير لأن كثيرين من العرب اختاروا النوم في حضن الذئب/العدو/ إرهاب الدولة العبرية «المقدس».
عليك الرحمة والسلام يا علي، أيها الرضيع الحريق..في ذكرى مولد أعظم ما أنجبت البشرية، نبيا الإسلام والمسيحية.