30.57°القدس
30.33°رام الله
29.42°الخليل
31.13°غزة
30.57° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.42°
غزة31.13°
السبت 12 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

خبر: الوكالة " تلعب بالنار " واللاجئون يغلون سلمياً

تزداد في هذه الأوقات معركة الحرب " الباردة " بين وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا " من جهة ، وبين اللاجئين الفلسطينيين في شتي البلدان العربية عامة ، ولاجئ غزة خاصة من جهة أخرى . أصوات واحتجاجات، اعتصامات ووقفات إنسانية وإعلامية متذبذبة، نظمتها الهيئات واللجان الممثلة للاجئين بغزة ، من أجل التعبير عن اعتراضاتهم بكل ديمقراطية تجاه قرارات " الأونروا " الأخيرة بحقهم . تقليص المساعدات وكانت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين أعلنت عن توقف صرف المساعدات المالية الشهرية التي تقدمها للأسر الفقيرة، نظراً لعدم توافر الأموال المطلوبة من الدول المانحة لتمويل المساعدات النقدية ضمن شبكة الأمان الاجتماعي بغزة في الوقت الراهن ، حسب قولهم . وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة الغوث في تصريحات إعلامية سابقة أن الوكالة ستضطر من بداية شهر إبريل/نيسان 2012 إلى عدم صرف مخصصات الدعم التكميلي للأسر المصنفة تحت خط الفقر المدقع، وكذلك إلى عدم صرف المخصصات المتعلقة بالمساعدات المالية التعويضية التي قدرها 40 شيكل، أو 11 دولاراً للفرد في كل دورة توزيع، لجميع مستفيدي البرنامج. [title]احتجاجات ديمقراطية[/title] اللاجئ الفلسطيني الذي ينظر لقمة عيشه كل ثلاثة شهور ، لم يجد سوا الاعتصامات والاحتجاجات للتعبير عن رأيه ، وإيصال صوته للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون ، حيث خرج عشرات المواطنين اللاجئين من كافة أنحاء قطاع غزة في اعتصامات موحدة أمام مراكز وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بالقطاع ، وذلك احتجاجاً علي تقليص خدمات " الأونروا " للمساعدات المالية والمعونية بحقهم . وعبر المشاركين عن غضبهم واحتجاجهم إزاء سياسة تقليص الخدمات والمساعدات ، رافعين لافتات التنديد : " وكالة الغوث مسئولة أمام اللاجئين في حال تقليص الخدمات " ، " تقليص خدمات وكالة الأونروا .. إفقار لفقراء اللاجئين " ، " شعبنا ليس متسول .. شعبنا صاحب حقوق سياسية " ، وهتف المعتصمون برسائل سياسية للأمين العام للأمم المتحدة : " بان كي مون .. اسمع اسمع .. لسياستك مش راح نركع " ، " يا هيئة دولية .. وين حقوقنا الشرعية " . وطالبت اللجنة الشعبية المنظمة للاحتجاج المركزي أمام مقرات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بكافة أنحاء القطاع قبل يومين ، وكالة " الأونروا " بتحمل مسئولياتها والتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين ، والوقوف أمام سياستها الجديدة القاضية بتقليص الخدمات لآلاف المواطنين والأسر الفقيرة . وقال اللجنة في بيان لها : " إن سياسة تقليص الخدمات ، تأتي في ظل الحصار الصهيوني الظالم بحق الشعب الفلسطيني ، وإن هذه الأمور سوف تؤدي لفقد الثقة بالكفيل والمسئول عن اللاجئين الفلسطينيين منذ 48 " . ودعا " الأونروا " للتراجع عن الخطوات الأخيرة ، والعمل علي زيادة مساعداتها ، ومطالبة الدول المانحة بالالتزام بوعوداتها وخدماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين . [title]البيت الضائع [/title] " أبو محمد الشطلي " أحد سكان مخيم النصيرات قال : " الأونروا جرفت لي بيتي قبل ستة سنوات ، من أجل بناء بيت جديد ، ومع اندلاع أحداث 2007م توقفت الأونروا عن البناء ". ويقطن الشطلي في بيت للإيجار مدفوع من قبل "الأونروا " إلا أنهم أبلغوه بأن الأشهر القادمة لن تدفع له الإيجار ، معرباً عن خوفه الشديد من مستقبل بيته الضائع في خضم سياسة الوكالة الجديدة. وعلي ذات الدرب ، تخوف العشرات من أصحاب قصة الشطلي من مستقبلهم " الضائع " حسب ما أسموه ، رافضين أن يقولوا المستقبل " المجهول " ، " نظراً لأن وكالة الغوث تتجه نحو اللامبالاة ، نحو رعاية اللاجئين وتقديم المعونات لهم " حسب تعبيرهم . وتقف " أم زكي " الأرملة البالغة من العمر عتياً في ذات الاعتصام لتقول : " حسبنا الله ونعم الوكيل علي من يريد قطع رزقنا ، هذه الوكالة مش جيباه البر " . ومن بين آلاف البيوت المهددة بتقليص المساعدات والخدمات بيت القعيد " أبو مصطفي " وحوله ثمانية أطفال ينتظرون لقمة عيشهم كل ثلاثة شهور . هذه الحالات وغيرها الكثير الكثير ، تكفلت " الأونروا " بمساعدتهم مادياً وغذائياً بصفتها الممثل الدولي والشاهد الحقيقي علي أحوال اللاجئين الفلسطينيين . [title]محاولات لاحتواء الأزمة[/title] وعلي إثر هذه الاحتجاجات ، نظم وفدا من مدراء المناطق في وكالة الغوث الدولية زيارات ميدانية لهيئات وممثلين اللاجئين بالقطاع ، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي يقوم بها اللاجئون بقطاع غزة . الدكتور عصام عدوان مسئول دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس استقبل ذلك الوفد ، أشار : " إن طبيعة الزيارة تأتي في إطار الاحتواء للاحتجاجات ، ولأخذ ضمانات رسمية بعدم إغلاق مقرات الأونروا ، أو التعرض لشخصياتها العاملة بالقطاع " . وأكد عدوان علي الالتزام بأخلاق الإسلام ، وأخلاق الشعب الفلسطيني في معاملته مع جميع الهيئات الداعمة له ، أو حتى المطلعة علي أوضاعه ، مؤكداً علي عدم تعطيل عمل الوكالة ومقراتها ، ومعرباً في ذات الوقت عن أسفه الشديد إزاء سياسة الوكالة التي " تلعب بالنار " . وقال : " إن هذه الاعتصامات ردة فعل طبيعة إزاء القرارات الأخيرة ، ولن يكتفي اللاجئين بمثل هذه الاحتجاجات ، بل سيتصاعد الموقف كلما اقتربنا من الموعد الحقيقي لتقليص الخدمات والمساعدات المالية " . وحذر عدوان من قيام اللاجئين بأعمال عفوية وفردية ، رداً علي محاربتهم في أرزاقهم ومساعداتهم ، داعياً في الوقت ذاته وكالة " الأونروا " للتراجع عن سياسة تقليص الخدمات ، والعمل علي تركيز خدماتها ومساعداتها للاجئين ، في ظل الحصار الصهيوني القائم علي قطاع غزة " . يذكر أن نحو 80% من الأسر الفلسطينية تعتمد على المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تتبع الأمم المتحدة، حيث يستفيد 106 آلاف لاجئ من هذا البرنامج في قطاع غزة .