احتفلت وزارة الإعلام – المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ظهر الخميس، بيوم الوفاء للصحفي الفلسطيني الذي يصادف الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر من كل عام.

وشهد الاحتفال مشاركة واسعة من جموع الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية والكوادر الأكاديمية بقطاع غزة.

وقال مدير المكتب سلامة معروف في كلمته: "آثرنا أن يكون شكل الاحتفال هذا العام مختلفا للخروج بتظاهرة تليق بالمناسبة فامتدت الفعاليات منذ بداية الشهر وعلى امتداده جاعلةً من قضايا القدس والأسرى واللاجئين محاوراً للعمل".

وأضاف: "في هذا اليوم ونحن نحتفل بيوم الوفاء بأهل الوفاء لا بد لنا أن نستذكر زملائنا الصحفيين الذي قدموا أرواحهم على مدار السنوات الماضية".

وتابع: "نسعد أن تضم فقرات حفلنا هذا العام لأول مرة كلمة من زملائنا في الضفة على لسان صحفية مقدسية صورت كلمتها من ساحات المسجد الأقصى المبارك".

وأشار إلى أن فعاليات يوم الوفاء امتدت على مدار شهر كامل تخللها تنطيم ماراثون رياضي بعنوان "ماضون نحو القدس"، ويوم دراسي بالشراكة مع جامعة الأقصى بعنوان "نحو رؤية إعلامية موحدة خدمة للقضايا الوطنية، وإقامة معرض الثوابت الوطنية الذي استمر ليومين، وموجة مفتوحة بعنوان "حماة للحقيقة" شاركت فيها 35 مؤسسة إعلامية مرئية ومسموعة في غزة والضفة، بالإضافة لتدشين طابع بريدي خاص بقضايا الصحفيين

وعن انجازات المكتب خلال 2015، قال معروف إنه تم إصدار 6 إصدارات جديدة تضاف لـ 18 أصدرها المكتب خلال السنوات الماضية، وتخريج 22 دورة تدريبية في مجالات إعلامية مختلفة.

وذكر معروف أنه تم تنظيم 15 ورشة عمل ويوم دراسي وندوة في موضوعات إعلامية ووطنية مختلفة، بالإضافة لموجات البث المشتركة والوقفات التضامنية، وإصدار 600 تصريح للصحفيين الأجانب واعتماد 14 فريقا شبابياً من الخريجين الطلاب وتوفير مستلزماتهم.

وبشأن الخطوط العامة لخطة عمل المكتب في العام القادم، أوضح أنه ستؤكد على تعزيز حرية الرأي والتعبير وعلى رأسها حرية العمل الإعلامي، والاستمرار في الدور الذي يقوم به المكتب في تقديم الخدمات، وتبادل الآراء والمقترحات والنقاش، والمساهمة في تنظيم العمل الإعلامي بغزة على قاعدة المسئولية وجودة الأداء.

كما ستشمل الخطة، بحسب معروف، على تسهيل مهام الصحفيين والتعريف بهم وطبيعة الدور الهام الذي يقومون به، وتعزيز القضايا والثوابت الوطنية ومهارات الإعلاميين. وأعلن أنه سيتم تقديم كافة الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين التي تم توثيقها ورصدها خلال الأسبوع القادم للجنة الوطنية المختصة لتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية.

 دعوات لاحترام حرية الإعلام

بدوره، حيا مراسل قناة الجزيرة القطرية بغزة تامر المسحال في كلمة له خلال الاحتفال، الأسرة الإعلامية الفلسطينية، التي ضحت بدمائها في سبيل نقل الحقيقة، وفضح جرائم الاحتلال.

 وأشار المسحال أن عام 2015 سجل فيه الصحفيون الفلسطينيون نقطة بارزة في أداء رسالتهم بكل وطنية ومهنية، مبينا أنه كان بنكهة إعلامية شابة لا سيما أن انتفاضة القدس كانت نموذجا لتفجير ثورة جيل إعلامي شاب.

ودعا الجهات المسئولة إلى احترام حرية الإعلام وحقوق الإعلاميين والطاقات الإعلامية الشابة في مجتمعنا، لافتا إلى ضرورة استثمار الطاقات الشابة لتحقيق التوعية والدعم وفتح الآفاق واحترام حرية الرأي والتعبير.

وأضاف: "نحن بحاجة لإعلام مهني متنوع يبني ويُبنى عليه، ويكون قادر بمهنية على كشف الحقائق وأن يعمل على مواجهة أي مظاهر للفساد أو الاستبداد في المجتمع للارتقاء بالمجتمع ومكوناته والحفاظ على أجياله".

وطالب المسحال بإطلاق مبادرة للتوافق على وثيقة شرف إعلامية يشارك فيها نخبة إعلامية من ذوي الخبرة والكفاءة مستفيدين من جهود نقابيين وحقوقيين وأكاديميين كي تكون نموذج مهني عملي تستند إليه الأجيال الصاعدة في ظل عدم وجود قانون إعلامي عصري ونقابة موحدة.

وفي كلمةٍ لصحفيي الضفة، قالت الصحفية المقدسية لواء أبو رميلة إن الصحفيين يتعرضون لانتهاكات خاصة خلال اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى من خلال تكسير المعدات والكاميرات

وذكرت أبو ارميلة أن الاحتلال يسعى إلى إسكات صوت الصحفي الفلسطيني الذي يفضح سياساته الإجرامية بحق شعبنا.

ودعت إلى نقل رسالة الشهداء وعوائلهم إلى الجمهور الداخلي والخارجي، مطالبةً في الوقت ذاته إلى إيجاد مؤسسة حاضنة للصحفيين لحمايتهم من طبش الاحتلال.

دعوات لترسيخ الوحدة الوطنية

ومن جهته، وجه القيادي في حركة حماس صلاح البردويل في كلمته بالنيابة عن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، للشهداء والجرحى والأسرى من الصحفيين الذين قدموا كل غالي للدفاع عن رسالتهم ونقل الحقيقة.

وقال: "نتشرف اليوم بتكريم الصحفيين فهم عيون الحقيقة ومن خلاله ننال الشرف بتكريمهم، مضيفا: "نحن بين جموع الشباب الصحفي المقاتل بالكلمات ومنهم من استشهد ومنهم من ينتظر".

وتابع: "هذا العرس يثبت أن شعبنا يحمل إرادة نحو الحياة، وعلى العالم الحر أن يحترم تلك الإرادة الفلسطينية".

ودعا البردويل كافة الصحفيين للانحياز للوطن والحقيقة ليس للأحزاب، وترسيخ الوحدة الوطنية بين صفوف شعبنا. وتخلل الاحتفال، فقرة شعرية، وتكريم الأكاديميين الإعلاميين في جامعات قطاع غزة، والإعلان عن أسماء الفائزين في جائزة الشهيد الطفل على دوابشة للأفلام القصيرة.