قال معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" في تقرير رصد فيه أبرز الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العام 2015، أن الأراضي الفلسطينية شهدت عاما دمويا بفعل الإجراءات والسياسات العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، مشيرا إلى أن العام 2015، لم يختلف من حيث الجوهر عن غيره من أعوام الاحتلال الإسرائيلي الثماني والأربعين، إلا انه "شهد تصاعدا غير مسبوق في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".
وأوضح أن جيش الاحتلال عمد على مدار العام 2015، وبشكل ممنهج إلى انتهاك الهدنة التي وقعت بين الفلسطينيين و"إسرائيل" برعاية جمهورية مصر العربية في قطاع غزة وذلك عقب العدوان الذي شنه الاحتلال القطاع صيف 2014، حيث قام جيش الاحتلال المتمركز على طول الشريط الحدودي بإطلاق النار، وبشكل شبه يومي، على الفلسطينيين في حال تواجدهم بالقرب من الشريط الحدودي، بالإضافة إلى التوغلات التي كانت تقوم بها جرافات الاحتلال لبعض المناطق القريبة من الشريط الحدودي.
وحسب التقرير فان اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم والأماكن الدينية والأثرية، شهدت تحولا ملحوظ خلال العام 2015، حيث تصاعدت هذه الاعتداءات تدريجيا لتصل ذروتها مع نهاية العام الحالي، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات ترافقت مع حماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي ما يعتبر "نقطة فارقة في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي".
وأشار إلى بعض ابرز الاعتداءات التي نفذها مستوطنون وأودت بحياة فلسطينيين لا سيما قيام المستوطنين بإحراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس، والذي أدى لاستشهاد الأب والأم وطفل رضيع، وإصابة الطفل الآخر الذي لا يزال يرقد في المستشفى لتلقي العلاج.
وارتفع عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين من نحو 753 اعتداء عام 2013 إلى 764 اعتداء عام 2014 ولكنها قفزت في العام 2015 إلى أكثر من 898 اعتداء.
وتميز العام 2015، فيما يخص اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين بحق الفلسطينيين، بطبيعة هذه الاعتداءات التي "اتسمت بالمزيد من العنف والكراهية، والسعي الدائم إلى إحداث أكبر ضرر ممكن بالفلسطينيين وبممتلكاتهم"، حيث أقدم المستوطنون على تعمد قتل عدد من الفلسطينيين بأكثر الطرق دموية ووحشية.
وبلغ عدد الاعتداءات الجسدية التي نفذها مستوطنون ضد الفلسطينيين (ضرب، إطلاق النار، احتجاز، حرق، وقتل) خلال العام 2015 إلى 275 اعتداء، فيما بلغ عدد اعتداءات المستوطنين ضد الأماكن الدينية والأثرية (اقتحام وتدنيس الأماكن الدينية، الأماكن الأثرية الفلسطينية) أكثر من 265 اعتداء، تليها اعتداءات المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين (منازل، مركبات، محلات تجارية ومؤسسات) التي وصلت إلى 231 اعتداء، هذا إضافة إلى اقتلاع أكثر من 13670 شجرة ، كما جرى هدم 482 منزل ومنشأة وصدرت أوامر لهدم 629 منزلا ومنشأة ، كما عملت سلطات الاحتلال على مصادرة 3670 دونما لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية ، وأعلنت مصادقتها على عطاءات ومخططات لبناء 7843 وحدة استيطانية في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.
