هزيمة جديدة لقرارات جيش الاحتلال الإسرائيلي على صخرة الإرادة الفلسطينية، فقرر أن يُدفنوا ليلا قبل أن يتراجع في مقابل الإصرار الفلسطيني على تشييعهم بموكب يليق بهم.
سبعة عشر عريسا زفوا من أرض الخليل للسماء، فجميعهم بعمر الورد، آثروا حور العين، واليوم عرسهم، 14 منهم في الخليل المدينة، و ثلاثة شهداء آخرين جرى تشييعهم في بلداتهم ومسقط رأسهم في المحافظة.
انطلق الموكب مهيبا من مسجد الحسين بعد صلاة الظهر، باتجاه مقبرة الشهداء في حارة الشيخ، عبر الرجال الشارع، فيما وقفت الحرائر على الرصيف يكبرن تكبيرات العيد، ثم لحقن بالموكب.
كان المطر ينهمر بغزارة، فاختلط بدموع الأمهات والآباء، فما بين الفخر وألم الفراق تنهمر الدموع كما المطر رغما عنهم، وتغسل القلوب جميعا، فهذا آخر عهد أجساد أبنائهم بالدنيا، أما الأرواح فقد صعدت إلى بارئها منذ أسابيع بل وأشهر، واستقرت هناك في جنانه.
والدة أحد الشهداء زغردت ملبية لهتاف المشيعين "زغردي يا أم الشهيد، في الجنة عريس جديد"، زغردت هي وأبكت السامعين.
والدة أحد شهداء انتفاضة الأقصى الذي نفذ عملية في مغتصبة تل الرميدة، استذكرت يوم دفن ابنها منذ 3 سنوات، بعدما احتجزه الاحتلال السادي لأكثر من 9 سنوات، فبعد الدفن تنال قلوب الأهالي المرهقة وجعا بعض الارتياح.
واحدة من سيارات الإسعاف ال 17 التي حملت جثامين الشهداء، وقبل أن يصل موكب التشييع للمقبرة أقفلت عائدة للمشفى تحمل أحد الجرحى، فلا القتل يرعب، ولا احتجاز الجثامين يثني، والحرب ضروس على أرض لم ولن تتسع إلا لشعب واحد، ولن تحمل هذه الأرض إلا هوية واحدة ، أما فلسطينية أو فلسطينية.