23.02°القدس
22.74°رام الله
21.64°الخليل
25.88°غزة
23.02° القدس
رام الله22.74°
الخليل21.64°
غزة25.88°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

تقييم ذاتك بوابة لنجاحك

خبر: ماذا أنجزت العام الماضي؟

بمحطات نجاح وفشل مختلفة, انقضى عام كامل بأيامه وشهوره, ولا زالت تساؤلات كثيرة محيطة بنا غير قادرين على الإجابة عليها دون تقييم لما مررنا به من واقع. كثير من المواهب والقدرات نمتلكها دون أن نوظفها بشكل صحيح, وعشرات الفرص تمر بنا دون أن نستغلها, ومئات من الأسرار البسيطة في علم الإدارة كنا غائبين عنها, لو تفحصناها جيدًا سيكون حالنا في العام القادم أفضل بكثير لما نحن فيه, فلماذا نضيع عامًا قادمًا آخر دون أن نعرف أخطاءنا في 2011, ونستفيد منها في 2012. سألت محمد الحوراني خلال تحقيقي هذا عن أهم الإنجازات التي حققها في العام الماضي؟ وهل هو راضٍ عن نفسه؟ فقال لي" فشلت في كل شيء ولم أستطع تحقيق أي شيء, حتى الدراجة النارية التي أمتلكها قد تحطمت في حادث" عاودته بسؤال آخر: ما سبب الفشل الذي أصبت به؟ فأجابني: "المنحوس منحوس لو حطوا على رأسه 100 فانوس". علمت وقتها أن محمد لا يعرف قدراته ولا ما يريد أو كيف يريد؟ ولن ينجح أبدًا في تقييم ذاته ما دام يتعامل بهذه الطريقة؟ بحساب صغير وبصحبة الورقة والقلم تعال أنا وأنت عزيزي القارئ نحسبها "صح" ما هي الأمور التي كنا نسعى لتحقيقها العام الماضي؟ هل فشلنا أم نجحنا في ذلك؟ وما هو مقدار الفجوة بين ما كنا نريده في بداية عام 2011 وما نحن عليه اليوم في بداية 2012؟ يحثنا خبير التنمية البشرية والحضارية الدكتور طارق سويدان على مفتاح النجاح المتمثل في معرفة أنفسنا أولاً, ثم أين نقف؟ ويدعونا للبحث عن أهم احتياجاتنا الإنسانية للوصول إليها من خلال قدراتنا ومواهبنا. [title]فلنقدر ذاتنا أولاً![/title] لنحلل الأمور خطوة بخطوة, ولنبدأ بالبوابة الرئيسة لكل أنواع النجاحات المنشودة, ومهما تعلمنا من طرق النجاح وتطوير الذات, دون تقديرنا لذاتنا وقدرتنا على تقييم أنفسنا فلن ننجح في الأخذ بأي الطرق, لأننا في نهاية المطاف سنرى أننا غير أهل ولا نستحق هذا النجاح! وتقدير الذات لا يولد مع الإنسان بل هو مكتسب من تجاربنا في الحياة وطريقة ردود فعلنا تجاه تحدياتنا ومشاكلنا, يرى صديقنا أحمد منصور والذي يعمل في العلاقات العامة لشئون اللاجئين أن الثقة بالنفس هي نتيجة تقدير الذات, بحيث يملك الجميع قدرات ومواهب خاصة به, ولكنه لا يقدرها, فلا يحسن استغلالها أو تقييم أدائه بدونها, ونعقب على كلام أحمد بما قالته د. نانسي ويلوت أستاذ علم النفس بجامعة كولومبيا "إن صورتنا عن أنفسنا تسهم بشكل فعال في نجاحنا‏‏؛ لأن أي خلل يحدث في هذه الصورة يدفعنا لسوء تقدير إمكاناتنا ومستقبلنا وطموحاتنا، مما يعرقل قدرتنا علي تحقيق الأفضل‏". وبعد تقديرنا لذاتنا نستطيع أن ندخل إلى بوابة التقييم والتخطيط, وقد ننجح في تقييم أنفسنا بأنفسنا, أو بالاستعانة بأصدقاء مقربين لنا أو أقرباء يعرفوننا جيدًا ليحللوا شخصياتنا, ويحددوا نقاط قوتنا وضعفنا. ما هي المجالات التي أقيّم نفسي فيها؟ حين سألت الصحفي وطالب ماجستير الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة رامي العجلة كيف تقيّم نفسك عام 2011؟ فقال لي من أي ناحية؟.... كنت مجبرًا حينها أن أبحث عن أهم الأمور التي تستوجب التقييم من الشباب, أسعفني في الإجابة الدكتور طارق سويدان حيث وضع أربعة أدوار مهمة يمكن للمرء أن يقيِّم ذاته بها, وإن نجح في تقليل الفجوة بين بداية العام ونهايته فهو يرتقي بشكل كبير وعلينا في كل دور من الأدوار أن ننجز أقدر ما نستطيع ثم نطور عليه العام القادم. الدور الاجتماعي: في هذا الدور نحتاج لتقييم أربع علاقات رئيسة؛ الأولى العلاقة مع الوالدين تتلوها العلاقة مع الأسرة (الزوجة والإخوة والأعمام والأقرباء) والثالثة علاقتنا بأرحامنا, أما الرابعة هي مع الأصحاب سواء في (العمل أو الدراسة أو الحياة) معتبرًا سويدان أن علاقات العمل أسرع الطرق لتحسين الوضع الوظيفي للإنسان. الدور الفكري: نستطيع تقييم وضعنا الفكري من خلال خمسة أمورٍ نعرف أين وصلنا في كلٍّ منها وهي "قراءة كتابين شهريًّا على الأقل" وهي الحد الأدنى من الثقافة, والمقصود هنا في الكتاب ليس ما اتفقت عليه الأمم المتحدة 50 صفحة, بل ما يريده د. سويدان هو 200 صفحة للكتاب, على أن يكون أحد الكتابين في مجال تخصصنا وعملنا, والآخر ثقافة عامة, ثم حضور "ثلاث دورات سنويًّا" بواقع 15 ساعة لكل دورة أو أكثر, ونحتاج لــ30 ساعة تدريبية في مجال تخصصنا على الأقل سنويًّا, و15 ساعة في الأشياء الأخرى (المحاسبة, الطباعة.... ) أما الشيء الثالث حضور مؤتمر علمي كل 3 سنوات في مجال التخصص لكل منا, لنأخذ آخر ما توصل إليه العلم ونبني العلاقات مع أساطين العلم التخصصي وكبارهم, والشيء الرابع هو متابعة مجلة علمية متخصصة في مجالي, وأخرى مجلة ثقافية أو سياسية أخرى, والشيء الخامس هو متابعة اثنين من العلماء في مجال تخصصك من خلال (قراءة كتبهم, ومتابعة مواقعهم, وقراءة مقالاتهم في المجلات, ومتابعة دوراته). الدور الصحي: هناك أربع قواعد في الدور الصحي أولها أن يكون لنا نظام غذائي فلا يأكل الشباب كل شيء؛ فنحن مطالبون بتخفيف أكل الدهون واللحوم الحمراء بكثرة كما المشروبات الغازية، وإن كان لا بد فالتقليل منها واستخدام المشروبات الغازية "الدايت" والابتعاد قدر الإمكان عن "المايونيز" باعتباره أسوأ اختراع غذائي في التاريخ بسبب تركيز الكولسترول فيه بكمية كبيرة, وأن تكثر من أكل الخضار والفواكه مع التقليل من أكل الحلويات. أما القاعدة الثانية التي تخضع للتقييم في الدور الصحي فهي النظام الرياضي, وما يحتاجه المرء من الرياضة هو نصف ساعة في اليوم فقط أو ثلاث ساعات في الأسبوع, أكثر من ذلك فقد تجاوزت لأن تكون رياضي, وأعلى درجات الرياضة واللياقة هي السباحة, ويعتبر الجري ثالث الرياضات في اللياقة مع أهمية كبيرة لرياضة المشي. والقاعدة الثالثة أن يكون لك وزن محدد وهناك قانون عام في الوزن المثالي, ويكون بالنسبة للشباب هو "الطول بالسنتيمتر – 100" يعطيك الوزن المثالي, وبالنسبة للفتيات فهو "الطول بالسنتيمتر – 110" يعطيكِ الوزن المثالي, وفي الدور الصحي نود الوصول للوزن المثالي وأن نحافظ عليه بأن نبقى عنده, أما في الأدوار السابقة والتالية فعلينا الارتقاء والصعود. ثم القاعدة الرابعة في الدور الصحي فعلينا أن نعالج الأمراض التي تصيبنا دون أي تأخير, وإجراء الفحوصات الدائمة بين كل فترة وأخرى. الدور المالي: وهناك ثلاث معادلات رئيسة لهذا الدور نستطيع من خلالها تقييم أنفسنا فيما حققناه من أرباح, واستطعنا توفيره من أموال, أو ما امتلكناه من أصول وعقارات, فالمعادلة الأولى هي "مضاعفة الدخل الشهري كل ثلاث سنوات" وبالنسبة للموظفين يرى الموظف الحكومي رائد سلامة من مخيم الزيتون وسط غزة بأن هذه القاعدة هي مجرد أحلام بالنسبة للموظفين أمثاله، مشجعًا المرء على مشاريع الاستثمار الخاصة. أما القاعدة الثانية التي من خلالها نكون قادرين على تقييم ذاتنا في الدور المالي فهي "مضاعفة الملكية لدينا كل 5 سنوات" ونقصد بالملكية هنا كل الأملاك "سيارة, بيت, عقار, أسهم, أموال في البنك" وأضاعفها خلال خمس سنوات قادمة. وتتحقق المعادلات السابقة بادّخار 20% من أي راتب نحوزه خلال الشهر سواء من خلال وظيفة أو مشروع.... وهناك معادلة رابعة للذين يملكون الأموال "الأغنياء" وهي معادلة استثمار الفائض من الأموال وتكون باستثمار 30% أسهم, و40% في العقارات كالصناديق العقارية والمحافظ العقارية, و30% الأخيرة في الاستثمار المباشر "مطعم, محل فواكه, محل ملابس..." وعلينا الحذر من أن نضع كل أموالنا في الاستثمار المباشر أو في مجال واحد فقط, هذا ما وضحه كل من د. أنتوني أياكوينتو, والخبير ستيفن سبينيلي في كتابهما المشهور "لا تضع كل البيض في سلة واحدة", وعلينا في ختام الدور المالي أن لا ننسى الصدقة لأهميتها عند الله تعالي. [title]لا تخشَ من التغيير[/title] سألت الصيدلاني الشاب أحمد وليد الزطمة عن اغتنامه للفرص التي مرت في حياته فقال "الفرص التي أتيحت لي صغيرة ولا تلبي طموحي, وأنا بانتظار الفرصة الكبيرة لأوافق عليها" هذا رأي د. ستيفن كوفي صاحب كتاب "العادات السبع" والذي يقول "يجب أن يقول الإنسان لا؛ لأن هناك نعم أكبر منها بانتظاره", تعارض خريجة الجامعة أحلام حسونة الشاعرة والمصورة من مدينة رفح كلا من الزطمة وستيفن الرأي فهي تؤكد على ضرورة اغتنام الفرص بصورة سريعة حتى تأتي الفرصة الكبيرة, موضحة لنا بأن نسبة الفرص التي تمنح 2% فقط والباقي يتم صناعتها من قبلنا نحن, وهذا ما وافق عليه علماء الإدارة. وقد يكون تغيير العمل أو الوظيفة, أو تغيير الروتين وما تعودنا عليه, يرفع من الروح المعنوية لنا, وقد يفتح آفاقًا جديدة لنا نحو تحقيق أفضل الأرباح والتعرف على أشخاص جدد فلا خوف من التغيير, وفي هذا الأمر يقول د. علي الحمادي الخبير في التنمية البشرية "هناك نفر قليل من الناس لو تغير حمار ابن الخطاب لتغيروا، وأفضل أسلوب للتعامل مع هؤلاء هو عدم الالتفات إليهم، كما أن الزمن كفيل لمسحهم (إما بالإقالة أو الاستقالة أو التقاعد أو الانتقال أو الموت أو... إلخ)". [title]أنا والفشل! ...[/title] هذا عنوان مقال للكاتب والمفكر الإسلامي د. عبد الكريم بكار صاحب كتاب "تكوين المفكر" وكتاب "اكتشاف الذات" فيقول في مقاله (أنا والفشل): "أخفقت في إنقاص وزني ليكون مثاليًّا أو قريبًا من المثالي، وإني أعتقد أن معركة (الخسخسة) على وزن (الخصخصة) هي أقسى وأطول معركة يخوضها المبتلون بزيادة الوزن أو البدانة، والمهزومون في تلك المعركة أكثر بكثير من المنتصرين" وأضاف "أخفقت في الانتظام في ممارسة الرياضة، ومع أنني أجيد بعض فنونها إلا أنني لم أتمكن من الالتزام بأي منها مدة طويلة من الزمن على الرغم من شعوري بأهميتها القصوى لصحة البدن" هكذا قيم د. بكار الدور الصحي خلال مدة محددة معروفة لديه. أما على صعيد الدور الاجتماعي فيقول "أشعر في بعض الأحيان أنني أكثر من الكلام في المجالس العامة وفي كل مرة أقول: هذا غير ملائم، وقد يكون فيه نوع من الهضم لحقوق الآخرين ممن هم قادرون على الكلام. وربما كان ذلك نتيجة إغراء بعض الحاضرين لي بأن أتكلم أكثر وأكثر من خلال تشجيعهم وتفاعلهم، ولكن هؤلاء دائمًا قلة وأغلبية الخلق عندنا صامتون، وربما كان لهم رأي آخر". وعلى الصعيد الفكري والثقافي يقول بكار "أخفقت في تعلم اللغة الإنجليزية على الرغم من محاولاتي المتكررة، ويبدو أن ذلك يعود إلى عدم إدراكي في مقتبل العمر (وهو وقت تعلم اللغات) لأهمية معرفة لغة حية ومهمة للغاية في التضلع من المعرفة". [title]نموذج (S.W.O.T)[/title] يعتبر هذا النموذج من أهم النماذج المتبعة في تحليل الواقع وتشخيصه, والتخطيط للمستقبل من خلال معرفة نقاط القوة والضعف وتحديد الفرص والمخاطر للأفراد والمؤسسات. كل حرف من اسم النموذج له دلالة ومعنى (S.W.O.T) مقتبس من بداية كلمة هي بمجموعها تمثل فكرة النموذج ... "نموذج تحليل جوانب القوة والضعف والفرص والمخاطر". • نقاط القوة لدينا (Strength): يجب علينا البحث الدقيق والتمحيص الجيد في شخصتنا للوصول إلى نقاط القوة.... ماذا تجيد؟ فيم أنت مبدع؟ ماذا تمتلك من مهارات؟ (قوي الحفظ, محبوب, كاتب, مترجم, قادر على دراسة الجدوى وكتابة المشاريع, قوي في لغة من اللغات, مصور جيد) وقد يساعدنا أصدقاؤنا ومعلمونا في الوصول لهذه النقاط. • نقاط الضعف لدينا (Weakness): وهو ما نحن بحاجة لتحسينه أو تفاديه (غير منظم, خجول, غير جيد في الإلقاء, غير مجازف). •الفرص المتاحة (Opportunities): وهي المجالات التي تمتلك فيها فرصًا (كالتدريب, والحاسوب والانترنت, كتابة مع صحيفة, معرفتك لإحدى الشخصيات الهامة كعلاقات عامة في أي مجال, توفر المال لديك, ...). •العوائق (Threats): هي الأمور التي قد تمنعك من تنفيذ ما تريد فعله (الديون, قلة المال, ضعف العلاقات, عدم امتلاكك لسيارة...). [title]نماذج من غزة[/title] على أصداء كأس من الشاي الحارّ في الصيدلية التي يعمل فيها أحمد الزطمة خريج كلية العلوم والتكنولوجيا كمساعد صيدلي، أجابني بكل هدوء: نجحت في المحافظة على تمارين الرياضة ولو مرتين في الأسبوع, ونجحت في التعرف على أصدقاء جدد في مجال العمل وموردين للأدوية بسعر أقل مما يتيح فرصة أمامي في إنشاء مشروع صيدلية خاص بي بعد توفر الأموال المطلوبة, تنهد أحمد قليلاَ ثم تحدث بكل وضوح أنه فشل في تحقيق وظيفة حكومية العام الماضي والعام الذي قبله بسبب تركيز الامتحان الحكومي على أمور ثانوية غير مهمة -على حد قوله- وهو بانتظار العام القادم لتحقيق هدفه بوظيفة. يعارضه الرأي الشاب محمد قنديل والذي أنهى بكالوريوس فنون جميلة من جامعة الأقصى؛ فهو لا يبحث عن وظيفة حكومية, ونجح في إنشاء مشروعه الخاص "مسمكة لبيع السمك" واعتبر العام الماضي ناجحًا بامتياز, وعلى رائحة السمك المشوي من داخل المسمكة قال "العام القادم أفكر بإنشاء مطعم قريب من شاطئ البحر خاص بالمأكولات البحرية فقط". أما صديقنا أحمد منصور والذي يعمل في دائرة شئون اللاجئين فلم يتغير الوضع المالي عنده نتيجة المصاريف الكثيرة والانشغال في الأمور الحياتية والدراسية, ولكنه نجح في الالتحاق بأكاديمية دراسات اللاجئين في البحرين والتي فتحت له آفاقًا جديدة في عمله وعلى مستوى علاقاته, مع نيته إكمال بكالوريوس الإعلام في جامعة الأزهر في الأعوام القادمة, واعتبر أحمد الوظيفة الحكومية أو الخاصة أفضل من المشروع لعدم الرهان على أي مشاريع في غزة مفضلا عدم خوض أي من المغامرات أو التجارب التي شاهد بعض نتائجها من قبل. وننتقل لصديقنا رامي العجلة والذي نجح العام الماضي في الالتحاق بماجستير الإعلام في الجامعة الإسلامية معتبرًا إياه إنجازًا كبيرًا, وتحويل ما يدخره من أموال لمشروع كان يفكر فيه محاولاً زيادة دخله لدراسة الماجستير, وبالرغم من نجاحه في الدراسة إلا أن طموحه في الارتقاء بوظيفته لا زال معقودًا بأمل العام القادم. وفي نقاط الضعف والقوة للعام الماضي تحدث رامي "أمتلك إرادة وتصميمًا استطعت من خلاله الوصول لهدفي وهذا من نقاط القوة لدي, وكم كنت أتمنى أن أتخلص العام الماضي من نقاط ضعفي المتمثلة في خجلي والتوتر نتيجة ضغط العمل, ومقدرتي على الإلقاء وإدارة ورش العمل، وأنا بانتظار العام القادم لتحقيقها" وأضاف "استطعت في العام الماضي زيادة رصيدي الثقافي بعد قراءة عشرات الكتب من بينها الوسطية في الإسلام وكتب الكاتب مصطفى صادق الرافعي". في جلسة شبابية ضيقة أمام شاشة (اللاب توب الحديث), وأجهزة (الموبايل) حدثني هيثم النباهين من مخيم البريج أن العام الماضي كان حافلاً بالمهارات التي اكتسبها في عالم البرمجة وخصوصًا التعرف على نظام تشغيل "الماكنتوش" والعمل عليه, وأنظمة التشغيل للهواتف الذكية التي تعمل وفق نظام يسمى "ios" وقال "سعيت بكل قوتي العام الماضي لزيادة خبراتي البرمجية خارج مجال الدراسة بواسطة البحث والمتابعة عبر مواقع الانترنت". هيثم لا زال يدرس تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية, وقد فشلت فرصته بالعمل لصالح شركة بريطانيا في مجال تطبيقات لأجهزة "الأيفون, والأيباد, والأيبود" عبر وسيط في غزة, وسبب الفشل عدم تحقيقه للتوازن بين الجامعة والعمل, وهو مصمم على تخرجه في الجامعة خلال السنة الحالية, وينهي هيثم قوله "لو كنت أعرف كيف أقيم ذاتي بعد كتابة خطة سنوية لحياتي لاستطعت تحقيق أشياء كثيرة". [title]أعلى استثمار للطاقة[/title] عندما يكون التخصص الدراسي هو نفسه الوظيفة هو نفسه العمل التطوعي الملتزم به، عندها يكون الإنسان في أعلى استثمار للطاقة, بسبب تراكم الخبرات والمعلومات مع الوظيفة والتطوع. نعود لأحلام حسونة الشاعرة والصحفية من رفح؛ فهي اكتسبت خلال العام الماضي مهارات كبيرة في العمل المؤسساتي بعيدة كل البعد عن تخصصها الجامعي, ولعلها اطلعت على إحصائية مفادها أن 80% من الأمريكان يعملون بوظائف بعيدة عن تخصصهم. نجاحات حسونة ارتبطت في مجال الكتابة الأدبية, فقد حققت نقلة نوعية في الكتابة كما قال المتابعون لها خلال العام الماضي مما أعطاها ثقة كبيرة في نفسها وزادت الثقة بعد انتهائها من تخصص آخر في الجامعة إضافة للغة العربية. تقول حسونة "تقييم الذات أساسي للوصول للحاجات الإنسانية, لنستطيع إكمال ما بدأنا به الأعوام الماضية". وبعد هذا التحقيق المطول لماذا لا نبدأ أنا وأنت بوضع المحددات التي سنسير عليها العام القادم, بشرط أن تكون منطقية وقابلة للتحقيق, وإن خططنا بطريقة صحيحة من بداية العام من المؤكد أننا سنقيم أنفسنا لما وصلنا له في نهاية العام اكمال مشوارنا, فلنستغل الفرصة من الآن لعام سيأتي, ولنتجنب ما فشلنا به, ونقاط ضعفنا, ولنركز نحو نجاحنا ونقاط قوتنا.