8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
14.74°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة14.74°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: الناس والمنطق وحماس

قال أحد الفلاسفة القدماء ذات يوم أنه من غير المنطق أن تفكر أو تتحدث بالمنطق بدون منطق ... وهو على كل حال يقصد " أي الفيلسوف" بأن للمنطق آلية وخصائص يجب أن تُلازم هذا التفكير أو الحديث، وأنه لا يمكن أن يقبل شخص منك الكلام على عواهنه ومن دون أن تشفعه بدلالات وشواهد تثبت بالدليل الدامغ صحة حديثك معه . الناس اليوم في قطاع غزة تحتاج للشواهد والبراهين قبل المنطق هذا إن قبلت بالمنطق أصلاً، وأخشى ما أخشاه بأن لا يكون للمنطق سبيل بعد اليوم ، فقد حدثني أحد سائقي سيارت الأجرة قبل أيام وأنا متوجه لمكان عملي بصحبته وفي سيارته بمنطق لم أكن أتوقع أن يصدر عن سائق سيارة وهذا ليس تقليل من شأنه بقدر ما هو احترام لعقله بعد أن ناقشته مبرراً للحكومة تلك الظروف المأساوية التي يحياها الناس فقد قال لي: ألست أنا من الناس، فأجبته بالموافقة فأردف... عندما نطلب من الحكومة توفير أدنى متطلباتنا تتعلل بالحصار وعندما يتعلق الأمر بالضرائب المفروضة على الناس فإنه ليس بإمكاننا أن نتعلل بالحصار مع أننا جزء متضرر من هذا الحصار ؟؟ لم أستطع الرد بصراحة لأنني تعلمت بأن المنطق ما هو إلا مجموع أجزاء، أنا أعرف بأن الحكومة الفلسطينية في غزة وبلا شك قد تقدمت خطوات رغم ما تمر به من ظروف باتجاه ملفات جوهرية أهمها الأمن لكن الأمن على مدرج ماسلوا الذي يتحدث عن أهم الاحتياجات البشرية ليس بالمقدمة فيسبقه الحاجات الفسيولوجية من ماء وغذاء وحتى كهرباء إن جاز التعبير. أحاديث الناس في غزة تشعر الواحد منا بالازدراء والخجل فموضوع توفير الكهرباء في الأصل هو موضوع أقل ما يمكن توفيره للناس مع أني في هذا الموضوع بالذات لا أستبعد بالمرة نظرية المؤامرة فمطلوب من شعب غزة أن يستمر في النظر تحت قدميه وممنوع من النظر إلى ما يصبوا إليه يريدون منا أن نستبعد بملايين الكيلومترات تحرير بلدنا على طريقة " أشغلوهم بأنفسهم" أو نظرية كنداليزا رايس القديمة الجديدة " الفوضى الخلاقة" والتي يسبقها مثل هذه التفاهات، لكن ومع ذلك فإن هذا منطق قد لا يقبله الناس وأن الناس لديهم من الوطنية ما يكفي وقد يقول قائلهم إن الحديث عن التحرير يفرض أن يتوحد طرفي الانقسام على الأقل فأين هم من الوطنية ؟؟. لذلك فإن المنطق الأعوج لا يمكن أن يشكل علماً يستند إلى مرجع فليس هناك مرجع يُعتد به يمكن أن يحمل في طيات صفحاته خللاً لاستقامة الفكرة التي يجب أن يُبنى عليها وتبقى الفكرة مسروقة إلى أن يظهر ما يمكن أن يثبت بأنها ذات أساسات متينة، أما أن تأتي لكي تتحدث بأسلوب " فهلوي" فهو لا يمكن أن يمر على كل الناس وإن كان يمكن المرور به على بعض عقول أولئك الذين يستمتعون بالنظر إلى المظاهر أما الجواهر فتحتاج إلى زمن كي تثبت للناس أنها جواهر وأن الذهب لا يمكن أن يصدأ، حماس الذي أحبها الناس وأعطوها كل الثقة التي تستحق يستحقوا عليها المعاملة بالمثل، نعم يحترم الناس فكرة أن الوضع التي تعيشه غير طبيعي وأن هناك استهداف واضح لزعزعة مكانتها في قلوبهم ولا شك أنهم يردون أن يفرقوا بين الأمس واليوم ويريدون أن يضعوا الناس في حسابات الربح والخسارة، لكن ذلك لا يعني بتاتاً المرور بسهولة على ما يؤرقهم وأن الحكومة مطالبة بفعل المزيد لأننا بصراحة وبالمنطق لسنا مستعدين لتبديل الذهب بالتنك .