أطلقت وزارة الزراعة بغزة مشروع ترقيم الحيوانات، الذي يعكس الاهتمام الكبير في تشجيع المزارعين على الاهتمام بتربية المواشي من خلال توفير الرعاية الصحية لها وتنميتها وتشجيعهم على تربية الأنواع الاقتصادية. ويهدف المشروع لتوفير رؤية واضحة ومفصلة ودقيقة عن أعداد الحيوانات وأنواعها وأجناسها وتوزيعها المكاني، كما سيساعد كثيراً في السيطرة على تفشّي الأمراض وانتشار الأوبئة التي قد تُصيبها، بالإضافة لمراقبتها والكشف المبكر عنها والاستجابة السريعة لأي طارئ. ويعرف مفهوم الترقيم في الثقافة البيطرية والإنتاجية الحيوانية بأنه "إعطاء الحيوانات شخصية ثابتة قائمة بذاتها تميز كل فرد منها على الآخر طيلة فترة حياته، فيمكن التعرف عليه ولا يكون هناك أي مجال للالتباس". وقد جرت العادة بين المزارعين على إعطاء أسماء لحيواناتهم؛ لكن هذه الطريقة تكون صعبة في حالة القطعان الكبيرة أو الحيوانات التي تمكث في المزرعة لفترة قصيرة. وتظهر أهمية الترقيم في البلاد التي تسجل فيها انتساب الحيوانات انتاجها ونموها. ويسهم مشروع الترقيم في تطبيق برنامج تطعيم مُتكامل لها، وينصب إيجاباً في طريق تحقيق الأهداف والخطط الإستراتيجية لوزارة الزراعة، التي ترمي لاستدامة الثروة الحيوانية. ويعتبر برنامج الترقيم مبادرة حكومية تتماشي مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية، لأجل المحافظة على سلامتها واستدامتها وتكوين قاعدة بيانات متكاملة للأعداد والأنواع الحيوانية. وانطلاق مشروع الترقيم جاء من أجل النهوض بجودة الخدمات البيطرية والعمل على نقلة نوعية لتوعية مربي الثروة الحيوانية وتنمية ثرواتهم المتعلقة بذلك. وتجرى عملية الترقيم بعدة طرق مثل الكي على الجلد، من خلال استخدام الكي الحامي والبارد، ويحدث بواسطة حديدة على شكل حرف أو رقم يكوي بها الجلد بعد أن تسخن على النار بدرجة الإحمرار أو تورد بسائل النيتروجين، وهذه الطريقة تشوه منظر الحيوانات وتبخس ثمن الجلد عند بيعه، كما أنها قد تعرض الحرق الناشئ للمضاعفات، وتستعمل في الأبقار والخيول؛ لكنها تمتاز بأن الرقم أو العلامة تستمر طول حياة الحيوان. والطريقة الأخرى تكون عبر استعمال الأرقام المعدنية أو البلاستيكية، وتكون من الحديد أو النحاس المطلي وعلى أشكال مختلفة، يمكن بواسطتهما الاستدلال على الحيوان وسنة ميلاده، وتغرس هذه الارقام بصيوان الأذن بآلة خاصة، وتستعمل هذه الطريقة على نطاق واسع في الأغنام والماعز والأبقار والإبل. وأيضا الترقيم عبر استعمال الوشم، ويقصد به الكتابة على الأجزاء الخالية من الشعر بجسم الحيوان عبر آلة مثبتة بأرقام على شكل إبر مع استعمال حبر خاص، إضافة إلى الكي على القرون والأظلاف، وهذه الطريقة سليمة ومأمونة العواقب؛ إلا أنها غير شائعة لصعوبة إجرائها بالقطعان الكبيرة. وكذلك الترقيم عبر وضع الأرقام في سلسلة أو طوق جلدي حول الرقبة، وغالباً ما تتبع هذه الطريقة في الماعز والعجول الصغيرة والخيول؛ لكن احتمالية سقوط أو محو هذه الأرقام وضياعها وارد. أما الطريقة التي ارتأت لها وزارة الزراعة فهي استعمال الأرقام البلاستيكية، التي تمكن من الاستدلال على نوع الحيوان وسنة ميلاده، وهذه القطع تكبس عبر ماكنة خاصة في صيوان الأذن. ولأجل ذلك، زارت طواقم الزراعة أكثر من 60 مزرعة للأبقار والأغنام والماعز، لترقيم (1000) حيوان، وعينها ترنو لأن تصل إلى ترقي (10000) حيوان خلال هذا العام. وقد لاقت الزراعة ترحيباً واسعاً من المزارعين ومربي الثروة الحيوانية؛ كونها تمثل دعماً أساسياً في الارتقاء بصحة ونوعية وجودة الانتاج الحيواني. وتواظب الزراعة إضافة لما سلف على متابعة الحيوانات التي تم ترقيمها، وضبط عملية ترقيم المواليد الجدد وكذلك الحلال الواردة من خارج غزة، كي يتم المحافظة على الهدف الأساسي لهذا المشروع، وهو تكوين قاعدة بيانات متكاملة للأعداد والأنواع الحيوانية، بما يتماشى مع رؤية وسياسة الحكومة الفلسطينية لتحقيق تنمية حيوانية مستدامة. [img=032012/re_1330851700.jpg]ترقيم الحيوانات بغزة[/img] [img=032012/re_1330851715.jpg]ترقيم الحيوانات بغزة[/img] [img=032012/re_1330851737.jpg]ترقيم الحيوانات بغزة[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.