19.45°القدس
19.11°رام الله
18.3°الخليل
24.51°غزة
19.45° القدس
رام الله19.11°
الخليل18.3°
غزة24.51°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

أسرانا وسلاح الجوع

ايمن ابو ناهية
ايمن ابو ناهية
أيمن أبو ناهية

استطاع أسرانا الأبطال داخل معتقلات الاحتلال تحقيق انتصار كبير بفعل إرادتهم القوية وصمودهم وثباتهم وإصرارهم على تحدي جبروت الاحتلال الظالم، وهو أيضًا تأكيد على أهمية نهج المقاومة الشعبية داخل السجون وخارجها في إحقاق الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني. 

السابع من يناير من عام جديد هو يوم تضامني مع أسرانا الأبطال المضربين عن الطعام من أشبالنا وشبابنا وشاباتنا وشيبتنا وشيابنا، وهم يخوضون معركة "الأمعاء الخاوية"، وقد سطروا خلالها أروع ملاحم الصمود والتحدي في مواجهة السجان عبر "سلاح الجوع" الذين لا يملكون سلاحًا غيره في الزنازين والخيم والمعتقلات والسجون، وكسروا كل محاولات الإذلال والقهر من خلال سلسلة إجراءات القمع والتعذيب التي تمارسها سلطات الاحتلال ضدهم. 

الاحتلال فشل في النيل من هاماتهم وعزائمهم ووطنيتهم، لقوة إيمانهم وبرِّهم واعتزازهم بالانتماء لمسيرة الجهاد والنضال من أجل قضيتهم التي دفعوا من أجلها الغالي والنفيس من أعمارهم ودمائهم، وإيمانهم ويقينهم أيضًا بالنصر والتمكين، ليُعيدوا لنا ولأمتهم المجد والكرامة والعزة، وليمسحوا عار النكبة والنكسة عن الجبين.

وقد فضحوا ممارسات وقوانين الاحتلال وسجانيه وممارساتهم اللا إنسانية بحقهم أمام المؤسسات والمحافل الدولية الحقوقية وفي كل الميادين الرسمية وغير الرسمية طوال أيام إضرابهم عن الطعام، داعمين ومدافعين عن قضية أصحاب "الأمعاء الخاوية" التي وقف أمامها الاحتلال صاغراً ذليلاً، لأن الحقوق لا تنتزع ولا تسترد إلا بالقوة وليس بالاستجداء. 

تمثل (إسرائيل) حالة فريدة من حيث ممارسة التعذيب بين دول العالم، بحيث لا توجد دولة أخرى في العالم تشرِّع التعذيب سوى (إسرائيل)، التي شرعت لنفسها التعذيب حين صادق (الكنيست) الإسرائيلي على توصيات تقرير لجنة "لنداو" سنة 1987م، ثم إصدار محكمة العدل العليا واللجنة الوزارية التابعة لشؤون المخابرات مجموعة قرارات سنة 1996م تعطي فيها الضوء الأخضر لرجال "الشين بيت" و"الشاباك" باستخدام التعذيب. 

الأسرى الفلسطينيون يواجهون التعذيب والحرمان والقسوة وكل الانتهاكات والامتهان للكرامة الإنسانية المتنافية مع كل الاتفاقيات والأعراف والمواثيق الدولية، التي تجرم تلك الممارسات اللا إنسانية التي تقوم بها مصلحة السجون الإسرائيلية وعلى رأسها جهاز الأمن العام "الشين بيت" و"الشاباك" بحق أسرانا في سجونها ومعتقلاتها باستخدام العديد من أشكال ووسائل التعذيب، هي انتهاك لحقوق الإنسان. 

ومن بين أساليب التعذيب الذي يتبعونها التعذيب الجسدي، كالضرب المباشر والشبح المتواصل، والكَيْ، والضرب المبرح والمنع من النوم والهز العنيف، أو ما يعرف بالأسلوب النفسي والأكثر شيوعا من حيث الاستخدام عند الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الحبس الانفرادي لفترات طويلة، وعزل المعتقل عن العالم الخارجي، وإصدار الأصوات المزعجة والضوضاء من غرفة مجاورة، وعدم تقديم العلاج للمرضى، ومنع الزيارات، وحرمانه من الخروج "للفورة"، وهدم بيته، ومصادرة أملاكه ..الخ. 

لقد حان الوقت كي يسمع صناع القرار في مختلف عواصم العالم عمومًا وفي عواصمنا العربية والإسلامية والغربية صرخة الأسرى، وأن تتعامل هذه العواصم بشكل مختلف تمامًا مع الانتهاكات الإسرائيلية الفظة للقانون الدولي ولمواثيق الشرعية الدولية، كما وأننا في هذا اليوم نقف جميعًا كشعب فلسطيني وقفة رجل واحد مع أسرانا في إضرابهم عن الطعام تضامنا مع الأسرى المضربين منذ شهور طويلة، الذين يخوضون معركتهم البطولية "بسلاح الجوع" و"الأمعاء الخاوية"، ويرفضون أي مساومة أو مقايضة أو ابتزاز أو تنازل عن حقوقهم المشروعة، حتى لو كلفهم الأمر حياتهم أو هدم بيوتهم.