23.33°القدس
22.86°رام الله
22.19°الخليل
26.12°غزة
23.33° القدس
رام الله22.86°
الخليل22.19°
غزة26.12°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: مطلوب " كلب حراسة "

بعد أن غاب الاعلام المضاد عن عيوننا ظهر الإعلام الموالي والذي يرجعنا لحقبة غابرة من الزمن حين كانت نشرة الأخبار "ساعة كاملة" منها 50 دقيقة حول خروج الرئيس, ورئيس الوزراء والوزير, والعشرة دقائق الأخيرة هي لرصد حالة الطقس، وتنتهي النشرة, أو ينتهي تحقيق الصحيفة بإدانة الشعب, وتبرأة الحكومة. في إعلامنا كل ما تقوم به الحكومة صحيح , صحيح لا يقبل الخطأ, وبذلك ترفع التقارير من الأسفل للأعلى, عن أداء البلد وبنيتها التحتية والتعليم والصحة والرضا الوظيفي والانتاجية والبطالة والفقر والسائقين والكهرباء والمياه ومحطات الوقود وكلها تشير بإيجابية عالية يشعر من خلالها المسؤول بأننا أفضل من "النرويج" في الصحة والتنمية البشرية والضمان الاجتماعي, ومن "السعودية" في مخزون النفط, ومن الكويت في نسبة البطالة, ومن "روسيا" في الكهرباء والمياه ومن "سويسرا" في الرفاهية الاجتماعية واحترام آراء الآخرين. ويبدأ بعدها المسئول "مسئول المقص" بافتتاحات متتالية أكبرها شارع أو مستشفى, وأصغرها لم نكتشفه بعد في "الميكروسكوب"... وتتوالي الكاميرات معها الصحفيين والصحفيات وتنزل الأخبار في النشرات وفي أواسط الصفحات للصحف والمجلات بأن المسئول الفلاني قد افتتح "عمود كهرباء " جديد في مخيم للاجئين في شارع مليء "بمجاري الصرف الصحي" ما يكفي لأن نكون دولة نفطية مستقبلاً. بعد أن غاب الصحفي الجريء بات الخطأ مقبولاً, والتحقيق الصريح الصحيح مرفوضاً, فتوالت الأخطاء وتراكمت, و"الخطأ الأخير يجُبُّ ما قبله" , والعاقبة للصابرين.... فمنعت الصحف والإذاعات والقنوات المضادة من العمل في الضفة وغزة وساء حالنا, حين "طبطب الاعلام على حكوماتنا". كنا في زيارة عند صديق لنا فدار حديث مفاده أن "كلب الحراسة" مطلوب, وهو الاعلام المضاد, لكي يجعل المسئولين حذرين من الوقوع في الأخطاء خوفاً من تسليط الضوء عليها, وما وقع من أخطاء يتابعه الاعلام حتى يتم إصلاحه, وما نحتاج إليه اليوم هو إعلام صريح وقوي, باختصار "نريد كلب حراسة" يجعل المسؤول متيقظ على مدار الساعة.