20.18°القدس
19.81°رام الله
18.3°الخليل
25.09°غزة
20.18° القدس
رام الله19.81°
الخليل18.3°
غزة25.09°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

ما هو رد ذوي الشهداء؟

حمزة منصور
حمزة منصور
حمزة منصور

الانتفاضة الفلسطينيّة الثّالثة، التي ما زال الضّائقون بها ذرعا لا يعترفون بأنّها انتفاضة، ولا يطيقون سماع كلمة انتفاضة، ويصرّون على تسميتها هبّة، لأنّ الانتفاضة تفسد عليهم مخطّطاتهم، وتهدّد مصالحهم، الانتفاضة هذه –التي جاوز عدد شهدائها 160 شهيدا،أثبتوا أسماءهم في سجلّ الخلود، مجسّدين أنبل قيمة في الحياة، فالجود بالنّفس أقصى غاية الجود –يتكشّف القناع يوما بعد يوم عن أياد محسوبة على فلسطين تتآمر عليها، وكأنّه لا يكفينا تآمر الغرب والشرق والمنسلخين من هموم الأمّة وقضاياها المصيريّة. ولعلّ من أصرح الأدلّة على الجرم المشهود ما صرّح به الجنرال الصهيّونيّ جادي شماني، القائد السّابق للمنطقة الوسطى، من أنّ السّلطة الفلسطينيّة تزوّد الكيان الصهيونيّ بمعلومات لمواجهة الانتفاضة، وهو يعتبر هذه المعلومات أهمّ أنماط التّعاون الأمنيّ، ما أسهم في تحسين الأوضاع الأمنيّة.

فالهدف إذن الذي يلتقي عليه الطرفان هو تحسين الأوضاع الأمنيّة للكيان الصّهيونيّ، الذي لم يتوان يوما منذ زرعه المنتصرون في الحرب العالميّة الاولى في الارض العربيّة في ارتكاب أفظع الجرائم بحقّ الشّعب الفلسطينيّ، من اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه، والاعتداء على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، والتّنكيل بالشّعب الفلسطينيّ قتلا وأسرا وتهجيرا وتعذيبا ممنهجا للأسرى والمعتقلين، وابتلاع الأرض، وتغيير المعالم الجغرافيّة والحضاريّة، وإغراق فلسطين بالمهاجرين اليهود لاستكمال تهويد فلسطين. والوسيلة اليوم لوقف الانتفاضة أو إضعافها -وهي بالمناسبة تنوب عن الشّعب الفلسطينيّ بمجموعه وعن الأمّتين العربيّة والإسلاميّة في الدّفاع عن المقدّسات- هي تقديم المعلومات المتوافرة عن الانتفاضة إنسانا ومكانا وتكتيكات للعدو . والنّتيجة مزيد من الشهداء الذين تتقاطر جثامينهم يوميّا إلى المقابر، والتّنكيل بالآباء والأمهات، وترويع الأطفال، وتدمير البيوت، والمزيد من الحصار والإغلاق والمطاردة. وكلّ واحد من هذه العناوين يشكّل بحدّ ذاته جريمة بحقّ فلسطين الأرض والإنسان والقضيّة. وتتمّ هذه الجرائم بمشاركة فلسطينيّة! ومن جهة تدّعي تمثيل الشّعب الفلسطينيّ

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهنّد
والسؤال الآن: ماذا يقول ذوو الشهداء الذين فقدوا فلذات أكبادهم لقاتلي أبنائهم، سواء منهم من مارس القتل المباشر أو بالاشتراك؟ وماذا يقول أحرار الشّعب الفلسطينيّ؟ والى متى تبقى الفصائل الفلسطينيّة المشاركة في مّنظمة التّحرير الفلسطينيّة ساكتة على هذه الجرائم، أعني الاشتراك في القتل؟ وماذا ينتظر المتعاملون مع العدوّ من ثمن لقاء هذه الجرائم بحقّ شعبهم وقضيّتهم؟

إن الجريمة التي تنفذ اليوم على أرض فلسطين ليست جريمة بحقّ الشّهداء وذويهم فحسب، ولكنّها جريمة بحقّ الوطن والأمّة، تتمّ بالاشتراك بين طرفين: طرف يتجسس، ويجمع المعلومات، ويخابر، وطرف مدجّج بالسّلاح ومعبّأ بالحقد، أخذ موقع الاستعداد، على نقاط التفتيش، ومداخل المدن والبلدات والمخيمات لحصد أرواح شباب في عمر الورود، رأوا وطنهم يسلب، وقضيّتهم تضيع، فنفروا خفافا وثقالا، مستعذبين الشّهادة دفاعا عن وطن يذبح على أيدي العنصرين الصهاينة وحماتهم في الغرب، والمتعاونين معهم من بني جلدتنا.