مبارك ليكم، ومبارك إليكم، مبارك عليكم، ومبارك لينا ومبارك علينا، اليوم هو يوم الفرحة للناجحين في الثانوية العامة، ويوم استخلاص العبر لمن لم يوفق هذا العام في الامتحان، الفرحة كبيرة في فلسطين، هذه الفرحة ربما تختلف عندنا عن أي مكان آخر نتيجة الظروف التي نعيشها، ورغم ذلك نحاول أن نكون في مصاف الأمم التي تولي للعلم اهتماما كبيرا، ونحن نوليه أيضا إلى جانب أولوياتنا المتعددة والمختلفة اهتماما نوعيا لأن جزءًا من صراعنا مع العدو عبر العلم والتعلم. الحقيقة التي يجب أن يدركها أبناؤنا الأعزاء أن الجزء الأكبر من الصراع هو صراع عقول، صراع علوم، صراع إرادات، صراع ثقافات، صراع حضارة وصراع عقيدة، لذلك بات من الواجبات الشرعية أن نتسلح بالعلم حتى نتمكن من مواجهة هذا العدو بنفس الأدوات التي يواجهنا بها، وأحد أهم هذه الأدوات هو العلم ومنه العلم العسكري، علم التخطيط والمواجهة، علم التربية ، علم العقيدة، كافة العلوم هي أدوات للصراع مع العدو، التاريخ والجغرافيا هي أيضا من أدوات الصراع، وإلا كيف نفسر هذه المحاولات الحثيثة للعدو في تهويد القدس وتغيير أسماء الشوارع ومحاولة إزالة المعالم الحضارية والثقافية، لذلك كله مهم أن نجد ونجتهد من أجل مواصلة مشوارنا العلمي من أجل بناء أجيال قادرة على التحدي والمواجهة. هذا اليوم انتظرناه منذ عام، ومن جد فيه وجد طعم النجاح؛ لأن لكل مجتهد نصيبًا، وربما هذا الطعم مختلف من نجاح إلى نجاح، فمن حصل الدرجات العليا طعم النجاح عنده أحلى من من لم يحز على نفس الدرجة، رغم أن القدرات واحدة والظروف البيئية واحدة والقدرة العقلية أيضا واحدة؛ ولكن الفرق في ذلك هو حجم الاهتمام؛ لأنه هناك فرقًا بين من جد من اليوم الأول من العام الدراسي، وبين من أهمل وانتظر شهرًا وراء شهر حتى أدرك اللحظات الأخيرة وشمر عن ساعديه، وهناك من أهمل نفسه، وأهمل درسه ولم يدرك الأمر إلا قبل سويعات من انعقاد الامتحان، وهذا الصنف من الطلبة يصعب عليهم النجاح، لذلك نتمنى لهم أن يدركوا أنهم أخطؤوا وأضاعوا فرصة النجاح والفرح وعلى الأهل أيضا الذين عاشوا أياما عصيبة قبل الامتحان وخلاله ومازالوا حتى ظهور النتائج وهم بين مترقب وقلق رغم شعورهم بتقصير الأبناء؛ ولكن يتمنون النجاح. خلال الامتحانات تابعت ملاحظات الطلاب وملاحظات المراقبين وملاحظات المدرسين، وكان هناك إجماع على وجود خلل في الأسئلة والمدد الزمنية لها وشمولها للمادة وغير ذلك من الملاحظات التي حاولت وزارة التربية والتعليم التقليل منها، ولا نريد أن ندخل هنا في جدلية هذه القضية بقدر ما يجب على الوزارة أن تستقي العبر، لأن الطالب والمراقب والمدرس والموجه هم أدوات للقياس، وطالما أنهم يقولون إن هناك ملاحظات من الواجب على الوزارة أن تأخذ بعين الاعتبار بملاحظات الجميع حتى الطلبة منهم، وهناك أيضا ملاحظات خلال العام الدراسي بحاجة إلى تقييم أيضا سواء في مستويات المدرسين أو أدائهم، ناهيكم عن طول المنهاج وحجم الحشو فيه، وأحيانا تكرار بعض المواد ونقص في مادة علمية في التاريخ والقضية. اليوم يوم فرحة لا يوم ملاحظات؛ ولكنها مناسبة نذكر فيها هذه الملاحظات، ولكن الأمر الذي يحب أن نذكره أن العام الدراسي مر بشكل جيد والامتحانات أيضا تم توفير الأجواء المريحة فيها بتعاون الجميع في تهيئتها، فكان عاما ناجحا. مبارك لكم نجاحكم ونتمنى لكم حياة جديدة في جامعاتكم ومعاهدكم وكلياتكم، مرحلة بحاجة إلى الجد والاجتهاد حتى نتمكن من بناء جيل قادر على المواجهة والتصدي للمحتل الذي يخطط للقضاء علينا إن لم يكن جسديا فعلى الأقل أن يهزمنا معنويا وثقافيا، ولكن هيهات له أن يتمكن من ذلك ونحن نحتفل بهذه الثلة الطيبة المباركة من أبناء الثانوية العامة الناجحين في امتحاناتهم. وكلمة أخيرة نهمس بها في آذان من لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان، أن هذا ليس نهاية المطاف؛ ولكن الفرصة أمامكم حتى تعطوا الدراسة الاهتمام المناسب لتحصدوا الدرجات العليا في العام القادم كما حصدها زملاؤكم هذا العام بعد أن تجدوا وتجتهدوا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.