23.02°القدس
22.74°رام الله
21.64°الخليل
25.88°غزة
23.02° القدس
رام الله22.74°
الخليل21.64°
غزة25.88°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: سائق يعتاش على الأزمات

صحيح أننا نعيش أزمة خانقة نتجت عن نقص إمدادات الوقود ، ما أثر على حركة الناس وتنقلاتهم خاصة الموظفين ويزاد الأمر سوءا عند التنقل بين محافظة و أخرى ، لكن للأسف هناك من يعتاش من وراء الأزمات ويرى فيها ضالته لملء جيبه الذي لا يسبح حمدا ولا شكورا ، فتزيد الأزمة أزمات ، وكما هناك ضحايا حروب و أزمات هناك تجار يتكسبون أيضا. وأقصد هنا بعض السائقين ، لا أقول كلهم ، يستغلون هذا الوضع ، خاصة مع وجود عدد متزايد من الركاب ينتشرون على الطرقات في مقابل نقص في المركبات ، فمنهم من يختار الركاب بعناية وعلى مزاجه ، تقول له " لو سمحت عند المكان الفلاني " ، فيرد " كان زمان و جبر " ، وآخرين يزيدون الركاب عن العدد المسموح به. وإذا اعترضت أقل رد عند السائق : "اللي مش عاجبه ينزل " ، ومن يفعلها "ممن وجد ركوبة بعد طول انتظار " والكل لا يذهب إلا لقضاء حاجة هامة أو حرصا على الوصول إلى عمله مبكرا ، فيركب الجميع مكرهين ، ويتمتمون بكلمات تنم عن عدم الرضا . وسائق آخر ، يشكو للركاب، خسارته من " مشوار " غزة مثلا ، ذهابا و إيابا ، وحسبه فإن تجار السولار ، يبيعون "قلن 20 لتر " بـ100شيقل أي زيادة 30 شيقل تقريبا عما كان قبل الأزمة ، لذلك يضطر لزيادة الحمل بدلا من "رفع التسعيرة". ويصل استخفاف السائق بالراكب إلى حد " تنزيله على بعد من مكان عمله ، وعندما تسأله السبب ، يأتي الجواب جاهزا ، " ما في سولار ، تعال شوف العداد " ، فيقدّر الراكب الظرف فينزل وهو على يقين أنه غير صادق في كلامه. من يومين فقط ، كنت راكبا سيارة عائدا من مكان عملي من غزة إلى رفح ، ما أن لمح السائق محطة تصطف حولها قليل من السيارات للتعبئة ، حتى دار بعربته نحوها منتظرا عدة دقائق ، غير أنه لم ينل ما تمنى . أراد تعبئة سولار ، بـ20 شيقل ن فرد عليه الرجل الذي يتولى التعبئة ولا بـ10 شيقل ، فرجاه " بلاش تقطعنا في الطريق تعال شوف العداد " فرفض قائلا : هذا خاص "بكابونات الحكومة" ، فحرك السائق سيارته وهو يقول " كذابين". هذا السائق الذي ينعتهم بالكاذبين ، نفسه يقول " والله أنا عامل حسابي في قلن في الشنطة احتياط " ، ثم يزيد السائق شكواه فيقول "ننتظر إلى الفجر عند المحطة مشان نعبئ بـ20 شيقل " ، فما كنا مني إلا أن قلت له" كان الله في العون الله يفرجها على الجميع". لكن السائق قطع دعائي ، قائلا " أنا الصحيح مخزن في البيت لأزمة أشد " ، فتنهدت تنهيدة وقلت في نفسي ، تنتظر حتى الفجر لتأخذ نصيب سائق قد لا يكون عنده مخزون سولار مثلك ، وكيف بدك ربك يفرجها عليك إذا كنت تحب نفسك دون غيرك ". تذكرت حينها ، ما قال الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين " كان التاجر المسلم لعصور قريبة يوصي زبائنه أن يذهبوا إلى محل جاره، وبعضهم كان يغلق دكانه إذا باع ما يكفيه وعياله ليتيح فرصة لجاره". فسألت الله أن يكون هذا حالنا جميعا و حال السائقين خاصة ، فلا يستغلوا حاجة الناس ولا يتسابقوا على المحطات لأخذ حق غيرهم ممن يعملون باليومية ولا يجدون ما يخزنون. وللسائق خاصة أقول : القيادة فن و ذوق و أخلاق.