يشهد الدولار الأمريكي حالة من الانتعاش في الآونة الأخيرة، مقابل العملات الأخرى، خاصة الشيقل الإسرائيلي، حيث اقترب سعر صرف الدولار لحاجز 4 شواقل.
وفي ظل هذا الارتفاع، الذي يعزو البعض حصوله لانخفاض أسعار النفط، والتي بلغ سعر البرميل فيها إلى أدنى مستوياته منذ 10 سنوات، لينخفض إلى أقل من 30 دولار للبرميل، تظل التساؤلات قائمة، "هل يستمر الدولار في الارتفاع، وهل ذلك مصلحة أمريكية؟!".
عميد كلية التجارة وأستاذ الاقتصاد بالجامعة الإسلامية محمد مقداد، أكد أن الارتفاع في أسعار الدولار لن يطول كثيرًا، لأنه لا يمثل مصلحة طويلة الأجل للولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا الارتفاع مصلحة مؤقتة.
وقال مقداد في حديث لوكالة "فلسطين الآن"، أن الدولار كعملة يتم التعامل معها كأحد السلع، يزيد سعره بزيادة الطلب عليه.
وربط مقداد ارتفاع أسعار الدولار بالسياحة والمنتجات الأمريكية، مشيرًا إلى أن تصدير السلاح والمنتجات الصناعية الأمريكية يزيد الطلب عليها، وبالتالي ترتفع قيمة الدولار الأمريكي.
وأشار إلى أن هناك عوامل سياسية تؤثر في أسعار الدولار، فكلما كانت الولايات المتحدة مستقرة من الداخل والخارج فإن ذلك سيشكل عاملا قويا بالتأثير في سعر الدولار، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل سارت بشكل ايجابي في ارتفاع أسعار الدولار.
وعن قيمة كل من الذهب والبترول قال "يعتبر الدولار العملة الدولية التي يتم فيها تبادل سلع دولية أخرى مثل الذهب والبترول، مؤكدًا إلى أن هناك شبه اتفاق دولي على ربط أسعار البترول مع الدولار"
وتابع "نظام رصيد الذهب ألغي، بحيث أصبح سلعة مستقلة فكلما زاد الطلب عليه كلما زاد سعره، رابطًا ذلك بعوامل دولية بحيث تعتبر بعض الدول الذهب سلعة استراتيجية مما يزيد الطلب عليها".
ويشهد الذهب ارتفاعا في أسعاره هذه الأيام، خلافا لما هو متعارف عليه، حيث كان من المتوقع أن تهوي أسعار الذهب مع ارتفع الدولار الأمريكي، لكن العكس هو ما حصل، حيث بلغ سعر جرام الذهب في الأراضي الفلسطينية 27 دينارا.
وختم مقداد حديثه: "انخفاض سعر الدولار يزيد الصادرات ويقلل الواردات الأمريكية ويعزز الموازنة، معتبرًا ذلك ارتفاع طبيعي لفترة مؤقتة لأنه لا يمثل مصلحة طويلة الأجل للولايات المتحدة الأمريكية".
