23.33°القدس
22.86°رام الله
22.19°الخليل
26.12°غزة
23.33° القدس
رام الله22.86°
الخليل22.19°
غزة26.12°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: أمهات كحائطٍ مائل.. اتخذن من الاستهتار شعاراً

مشهدٌ يتكرر أحياناً مع الأمهات، فبعد أن تنتهي الأم من زيارتها تغادر البيت فتتنبه هي بعد فترة أنها نسيت ابنها الرضيع أو يلحظ ذلك آخرون، مشهد ينمّ غالباً عن استهتار هذه الأم بابنها في وقائع أخرى، ومن مظاهر الاستهتار أيضاً ترك الأبناء خارج البيت يلعبون معاً في الشارع لفترات طويلة دون أن تسأل الأم عنهم، بالإضافة إلى حالاتٍ أخرى كثيرة، "استهتار الأم" هو ما تناقشه "فلسطين في هذا التقرير، وهذه بعض الحالات التي رصدتها.. سيدةٌ تنبّهت قبيل أذان المغرب إلى عدم وجود ابنها ذي العامين في البيت، أمرت إخوته بإحضاره من الشارع حيث يكون دائما، لكن فوجئت بعودتهم إليها بدونه بعد وقت غير يسير طال فيها بحثهم، فكان اللجوء للشرطة حلاً رأى الأهل أنه يساعدهم في العثور على الابن المفقود. وبعد ما يقارب الساعات الثلاث، جاءهم اتصال من الشرطة بأن ابنهم موجود لديهم، وتبيّن لاحقا أن الطفل قد ابتعد عن البيت قرابة اثنين كيلو متر إلى أن شعر أحد المارة بأنه قد تاه عن منزله فاصطحبه إلى أسرته، وهناك أكل الطفل ثم نام وبعد أن استيقظ أخذوه إلى قسم الشرطة. أمٌ أخرى احتدت في تعنيف ابنتها العنيدة التي لم تكن قد تجاوزت آنذاك ست سنوات من عمرها، وقد كانت تعد الطعام فألقت بالسكين التي كانت تمسك بها على الطفلة، فأصابتها بجروح في فخذها. [title]قلة الوعي[/title] الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور فوزي أبو عودة بين أن مظاهر استهتار الأم بأبنائها متعددة ومنها عدم اهتمامها بتغذيتهم بشكلٍ سليم، ونظافتهم الشخصية، ومعاملتهم بطريقة توحي بعدم الحنان وقسوة القلب دون مراعاة نفسيتهم، إلى جانب عدم مساعدتهم على تكوين العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة وفي المجتمع، وعدم الاهتمام بالتربية من الناحية الأخلاقية وتقويم سلوكياتهم التي يكتسبونها من آخرين فيبقون على ما هم عليه، وإطلاق العنان لهم للخروج إلى الشارع مما يترتب عليه حصولهم على "تربية الشوارع" التي لا تجدي نفعاً، على حد وصفه. أما الأسباب التي تدفع الأم إلى إهمال أبنائها، فيرى أبو عودة أنها تعود بالدرجة الأولى إلى قلة "الوعي الإيماني" إذ تكتفي بإعداد الطعام اعتقادا منها بأنه مهمتها الوحيدة، ويقول: "للأم أدوار أخرى كثيرة تجاه أسرتها، ولو أدركت وطبقت أنها راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها لاهتمت بالأطفال، فالأم ستُسأل عنهم أمام الله يوم القيامة"، بالإضافة إلى ذلك فقد يكون السبب انشغالها بعدد كبير من الأبناء، أو بوظيفتها إن كانت عاملة، وفي هذه الحالة فإن الحل أن تتقاسم تربيتهم مع الأب، وفقا لأبو عودة. نتائج الحرمان من الرعاية والعناية وخيمة وتُكوِّن فرداً غير سوي مستقبلاً غير منسجم مع الآخرين، بحسب أبو عودة، كونه ينشأ محروما نفسيا وليس له علاقات اجتماعية وغير قادر على التكيّف مع الآخرين، إلى جانب أنه يترك أثرا نفيا سلبيا كبيرا لدى الابن تجاه والدته، حيث تكون في نظره مقصّرة وقد يقصّر في خدمتها عند كبرها. الست سنوات الأولي، في حياة الإنسان هي التي تتشكل فيها شخصيته وفق ما تبينه الدراسات لذا فإنها المرحلة التي يكون في استهتار الأم أخطر ما يكون، وفق ما أوضحه أبو عودة، مبينا أن الابن الذكر يتأثر بشكل أكبر كونه يكتسب قيماً لا أخلاقية مضافاً إليه قوته التي قد يستخدمها في الشر، أما الفتاة فربما تلتزم بالقيم ظاهريا وتفعل عكسها في الخفاء. وكما يقول أبو عودة فإن الأوان للتغيير لا يفوت مطلقاً مهما كبر الفرد لكنه يكون أصعب، مبينا أن على الأم إن تنبهت لخطئها وأرادت الإصلاح أن تضاعف الجهود التي تبذلها في التربية. وينصح أبو عودة الأبناء الذين يعانون من استهتار أمهاتهم في تربيتهم أن يعتمدوا على أنفسهم بالتعرف على القيم الصحيحة وقد يجدها خارج البيت وفي وسائل الإعلام كالتلفاز والإنترنت.