حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد من مواصلة استخدام العنف، مؤكدا أن الشعب السوري ليس وحده و أن نزيف الدم في سوريا يدفع إلى الانتقام. ونقلت وكالة أنباء "أناضول" التركية عن أردوغان قوله إن "الأسد سيدفع ثمن هذا العنف فيما بعد، وإراقة الدماء في المدن لن تمر دون حساب. إن والده لم يحاسب على أفعاله في هذا العالم، ولكن نجله سيحاسب على هذه المذبحة". وأكد أردوغان على أن الشعب السوري "ليس وحده ولن نتخلى عنه في محنته" ، ودعا النظام السوري إلى فتح "فوري" لممرات إنسانية للمدنيين من ضحايا العنف في هذا البلد المجاور. وقال اردوغان في البرلمان أمام نواب حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الإسلامي إن "الممرات لنقل المساعدة الإنسانية يجب أن تفتح فورا"، داعيا الأسرة الدولية إلى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن. ولم يوضح ما إذا كانت هذه الممرات يفترض أن تبدأ في تركيا التي تتقاسم مع سوريا حدودا طويلة. ودان اردوغان صمت و"تردد" بعض الدول التي لم يسمها حيال "الفظائع" التي ترتكب في سوريا. ورأى أن هذا الموقف "يشجع" النظام السوري على التحرك بوحشية اكبر ضد المعارضة. وقال "نحن، تركيا، سنواصل العمل لإبقاء الفظائع في سوريا على جدول أعمال العالم بأسره"، مذكرا بأن أنقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر "أصدقاء دمشق" في اسطنبول منتصف آذار/مارس. وأضاف "احيي من جديد الشعب والمعارضة على مقاومتهما النبيلة والثابتة (...) الشعب السوري لن يبقى أبدا وحده وتركيا ستكون دائما إلى جانبه". هذا وشنت القوات السورية الثلاثاء هجمات عدة على العديد من المدن السورية التي تعتبر من معاقل المعارضة، في حين أكدت روسيا تمسكها بموقفها السابق من الملف السوري، وعبر الرئيس الأميركي باراك اوباما عن الحذر الشديد إزاء استخدام الخيار العسكري في هذا البلد. وفي الوقت الذي كان الرئيس الأميركي يعرب عن "الألم" إزاء استمرار العنف في سوريا مؤكدا رفضه القيام بعمل عسكري منفرد، كان الرئيس السوري بشار الأسد يؤكد تصميمه على "مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج". وفي أول مؤتمر صحافي له هذا العام يعقده في البيت الأبيض قال اوباما "إن ما يحدث في سوريا مؤلم وشائن، وشاهدنا المجتمع الدولي يحشد قواه ضد نظام الأسد"، مضيفا "من جهة ثانية اعتقد انه سيكون من الخطأ، كما يدعو البعض، القيام بعمل عسكري منفرد او الاعتقاد بان هناك حلا بسيطا" للوضع في سوريا. وقبل يوم من زيارة مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس لسوريا، وقبل ثلاثة أيام من زيارة كوفي انان الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، قال الرئيس السوري إن "الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه اثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سورية المتجددة من خلال تصميمه على متابعة الاصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج". وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 حركة احتجاجية تقمع بعنف، ما تسبب بسقوط أكثر من 7500 قتيل، بحسب الأمم المتحدة. وتتهم السلطات السورية "عصابات إرهابية مسلحة ممولة من الخارج" بالقيام بتفجيرات وجرائم وبزعزعة الأمن واستهداف البنى التحتية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.