هرعت أم محمود مسرعة إلى مدرسة ابنها الوحيد محمود كي تحضره من المدرسة، فسألها ناظر المدرسة: ما بك يا سيدة، فقالت له أم محمود: أثناء ركوبي إحدى السيارات العمومية، تحدث سائق السيارة عن عمليات خطف لأطفال في قطاع غزة، وقتلهم وسرقة أعضائهم البشرية، فخفت على ابني محمود، وجئتكم كي أذهب به إلى البيت... ناظر المدرسة وهو صديق عزيز، اتصل بي وتحدث عن تلك الواقعة، وطلب أن يتأكد من صحة المعلومات التي يتداولها الناس في الشارع الغزي، وحينها تواصلت مع من يهمه الأمر في وزارة الداخلية والأمن الوطني، وتحققت من الموضوع، ولم يكن لذلك أي أساس من الصحة، وتواصلت مع وزارة الصحة كي يطمئن قلبي أكثر، وفعلاً لم تصل أي حالة قتل لأطفال أو حتى كبار... وفعلاً وجدت أن الموضوع ما هو إلا حلقة من حلقات الشائعات التي تعصف في كل حين على قطاع غزة، ولا أحد يعرف مصدرها، أو صانعيها، ولكن أدواتها هم كثر بقصد أو بدون قصد، وتتناقل بشكل كبير بين سائقي التاكسي، ثم تنتشر كالهشيم داخل المجتمع، وتبدأ انعكاساتها على المواطن الفلسطيني، هذا المواطن الذي صمد في حرب الفرقان، وتحمل قسوة الحصار، وهو اليوم يكتوي من نار الظلام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، فماذا تريدون أكثر يا مروجي الشائعات، فيا أخي العزيز اتقي الله في شعبك وفي وطنك ولا تكن بوقاً لأي معلومة دون التحقق والتأكد منها، فقطاعنا الحبيب لا يحتمل... أما الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، فمطلوب منها أن تتابع تلك المعلومات وأن تكون بتماس مباشر مع المواطنين من خلال الخروج السريع لنفي أو تأكيد ما يتم تداوله بين الناس، وعلى وزارة النقل والمواصلات تفعيل كارت السير، حتى يتم معرفة هوية سائق المركبة، وهذا سيحد بشكل كبير من تداول الشائعات بين سائقي المركبات العمومية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.