في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد عن العشر سنوات منذ العام 2006م، وفي ظل أزمة الكهرباء الخانقة التي يعاني منها سكان القطاع أيضاً والعديد من الأزمات، سارعت المؤسسات الخيرية في قطاع غزة إلى التفكير بوسائل جديدة لدعم المواطنين الغزيين، بمشاريع جديدة غير المشاريع التقليدية كـ السلاّت الغذائية أو المساعدات النقدية، وتماشياً مع أحوال القطاع قامت العديد من الجمعيات الخيرية بالتماشي مع الواقع الغزي لمحاولة تلبية الاحتياجات اليومية للمواطن الغزي المحاصر.

فقررت العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية الداعمة، البدء في تنفيذ مشاريع للإنارة الآمنة لمنازل المواطنين، وذلك لعدة أسباب أهمها مساعدة الطلاب على المذاكرة وخاصة طلبة الثانوية العامة، وإبعاد المحتاجين عن مخاطر إنارة الشموع والمواد المشتعلة، نظراً لما سببته من عدة وفيات بسبب الاستخدام غير الآمن لها، وخطرها الكبير.

حيث أكد المهندس سيف سرور مسؤول اللجنة الاجتماعية بالجمعية الإسلامية بخان يونس لــ "فلسطين الآن"، أن جمعيته نفذت العديد من مشاريع الإنارة الآمنة للأسر الفقيرة والعوائل المتعففة في مدينة خان يونس، وكان آخرها مشروع الإنارة الآمنة بالتعاون مع المبادرة العمانية الأهلية لمناصرة فلسطين.

وأكد المهندس سرور أن هذه المشاريع تستهدف العديد من المنازل للأسر شديدة الفقر، مشيراً أنه يتم اختيارهم بعد عمليات البحث الميداني ومعرفة أوضاعهم بشتى جوانبها، والتأكد من أن هذه العائلات لا تستطيع توفير الإنارة المنزلية الآمنة لمنازلهم، بعدها يتم إدراج أسماؤهم ضمن كشوفات التركيب.

وبين سرور خلال حديثه، أن هذه المشاريع تأتي في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر في قطاع غزة وبصورة غير منتظمة، وتعرض الأطفال لخطر الحرق والاختناق من الشموع والمولدات والتي انتشرت مؤخراً في قطاع غزة، والتي ذهب ضحيتها العديد من الأطفال.

وشكر سرور الجمعيات الخيرية وخاصة المبادرة العمانية على دعمهم السخي للمشروع وسعيهم الحثيث للتخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني، في ظل ما يعانوه.

أضاف سرور: "أصرت الجمعية بتوفير مشروع الإنارة الآمنة في منازل المواطنين للحفاظ على حياتهم وتعزيز صمودهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة" .

المواطن أبو محمد أحد العائلات التي استفادت من مشروع الإنارة الآمنة، وجه شكره للقائمين على مثل هذه المشاريع التي تخدم الطبقة المهمشة في قطاع غزة.

ونوه أبو محمد أن تركيب الإنارة داخل منزله خدمت أطفاله أثناء دراستهم لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، وأصبح يخرج من بيته مطمئناً على بيته بخلاف ما كان أطفاله يشغلون الشمع للدراسة، وما فيها من خطر كبير.