18 ربيعا مدة الحياة التي قضتها الشابة صابرين بركة من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث عانت صابرين لما يزيد عن 10 سنوات من مرض الفشل الكلوي.
10 سنوات مدة المرض الذي تفشى في جسد صابرين المنهك بالآلام، وهي المدة ذاتها للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والذي صادف ذكراه العاشرة الشهر الجاري.
10 سنوات مع المرض
تنقلت شهيدة الحصار صابرين طيلة العشر سنوات بصحبة المرض في مستشفيات قطاع غزة والضفة الغربية، صاحبها المرض طفلة صغيرة، وخطفها من الدنيا شابة في مقتبل العمر.
تقدمت والدة صابرين بعدة طلبات لدائرة العلاج بالخارج من أجل منح طفلتها صابرين تحويلة طبية للعلاج في مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، غير أن جميع التحويلات التي منحتها الدائرة اقتصرت على مستشفيات الضفة المحتلة.
وتوضح أم صابرين أن السلطات الإسرائيلي أخبرتها أن وحدة دائرة العلاج الفلسطيني لن تقوم بمنح صابرين تحويلة لمشافيهم بسبب تكلفة العملية المرتفعة.
خرجت صابرين بعدة زيارات علاجية لمشافي الضفة المحتلة غير أن رحلتها العلاجية لم تكلل بالنجاح لتعود إلى مسكنها في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة تصارع الألم من جديد.
شقيق الشهيدة صابرين أشار إلى أن شقيقته كانت تحب الحياة والفرح واللعب كما باقي الأطفال، حيث حمل السلطات المصرية المسؤولية عن وفاة شقيقته بفعل استمرار إغلاق معبر رفح بشكل شبه كامل طيلة العام المنصرم.
وأشار إلى طموح شهيدة الحصار صابرين بإكمال دراستها، ومواصلة حياتها التي حرمت منها، موجها كلامه للقيادة المصرية :"احنا مسلمين مش يهود، افتحوا المعبر أمام الحالات الإنسانية".
وناشد بركة السلطات المصرية تجنيب معبر رفح كافة المناكفات السياسية، وفتحه بشكل يسمح للمرضى والحالات الإنسانية التنقل من خلاله.
عائلة تجرعت الألم
لم تقتصر عائلة الشهيدة بركة على حالتها المرضية المزمنة منذ 10 سنوات، بل تعرض والدها قبل عدة سنوات لجلطة مفاجأة أثناء قيادته الدراجة النارية أدت لوفاته على الفور بحادث طرق.
وبعد قرابة العامين وأثناء ذهاب شقيقها الأكبر لإحضار الدواء لصابرين تعرض لحادث طرق أدى إلى وفاته، لتبقى الأسرة في رعاية شاب يافع حمل المسئولية مبكرا.
ونظرا لحالة صابرين السيئة استعد أحد المتبرعين من دولة قطر التكفل بعلاجها بشكل كامل، غير أن استمرار إغلاق معبر رفح حال دون سفرها لتلقي العلاج.
شهيدة على بوابة المعبر
على أمل فتح بوابة معبر رفح المغلق، توفيت منتصف شهر يناير الجاري المريضة صابرين توفيق بركة من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة المريضة بالفشل الكلوي.
وحاولت شهيدة الحصار صابرين بركة السفر عبر معبر رفح لتلقي العلاج غير أنها اصطدمت ببوابة المعبر المغلق لفترات طويلة، حيث لم يفتح المعبر سوى عدة أيام خلال العام المنصرم.
يشار إلى أن مصر تواصل إغلاق معبر رفح أمام الحالات الإنسانية بشكل شبه كامل، حيث تفتحه خلال 3 شهور ليوم أو يومين، فيما باقي أيام السنة مغلقا أمام شعب لم يقدم لها إلا كل الخير.