26.68°القدس
26.44°رام الله
25.53°الخليل
29.23°غزة
26.68° القدس
رام الله26.44°
الخليل25.53°
غزة29.23°
الأحد 27 يوليو 2025
4.54جنيه إسترليني
4.73دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.54
دينار أردني4.73
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.35

وسيم حسونة.. صلّى بالأقصى إماماً قبل رحيله

12650540_466841340168904_170985142_n
12650540_466841340168904_170985142_n
إسراء العرعير

" أينما زرعك الله أزهر"..  مقولة جسدها شهداء فلسطين عامة، وشهداء الإعداد والأنفاق خاصة، حياة صغيرة عايشوها، لكنها عظيمة الأثر، زهور الذكريات تتفتح يوما بعد يوم، يبدأ الفقد كبيراً ويظل يكبر؛ لكنه فقد من نوعٍ مختلف؛ هؤلاء الذين جبُلوا على حب الوطن؛ وغابوا وراء لثمات الوجوه، باعوا لله أرواحهم حتى نحيا نحن بعزة وكرامة.

رجالٌ لم يعرفوا طريقَ اليأس والهزيمة قط، بل ساروا في طريقٍ معبّد بالتضحياتِ والحواجز والعثرات، فكانوا رجالاً أشداء أقوياء، لو أرادوا انتزاع الجبال لانتزعوها، فمضوا ممتشقين معاولَ العز والتمكين، وحفروا الأرض وصخورها ، وتصبب عرقهم، ونزفت دماؤهم وامتزجت بترب الأعماق، وفاضت أرواحُهم الطاهرة نحو السماءِ، دفاعاً عن دينِهم وأوطانهم.

#رجال_الانفاق

عاشوا بصمت، وحفروا بإتقان، لكن رحيلهم أفاض الأرض دموعا في عيون من عرفهم ومن لم يعرفهم، هم رجال الأنفاق، من تركوا الفراش الناعم والحرير، تركوا الأهل والصحاب؛ لكي يصنعوا لهم طريقا نحو القدس والأقصى، وخنادق العزة والكرامة، نحو تحرير البلاد والعباد من دنس المحتلين الغاصبين.

أحد الأقمار السبعة من شهداء الإعداد والتجهيز ليوم التحرير والنصر، وسيم حسونة ذي التسعة عشر ربيعا عاشها لله ولرسوله كما تروي والدته قائلة:" الحمد لله الذي أكرمني من فضله بوسيم، كان له من اسمه نصيبا وسيما في أناقته وابتسامته وسيماً في شجاعته وبطولته، في أثره على الأطفال، كان يحتضنهم ويعشقهم، ولا يرفض لهم طلبا، يحب مداعبتهم، وادخال السرور على قلوبهم، يراه الكثير من أقرانه قدوة".

مناقب الشهيد

وتكمل والدة الشهيد حديثها عن مناقب نجلها كان صاحب ظل خفيف، دائماً ما يسامرها، ويفاجئها بدخوله للمنزل كما تصف المشهد يخفي صوت قدميه، ويمشي خفياً وبهدوء حتى لا تعلم بوجوده إلا لحظة ما يقبلها، كريماً ومعطاءً لا يبخل على أحد بشيء يتلمس حاجيات أصدقائه ويعطي المحتاج منهم من ملابسه الخاصة.

من يحمل هما يعيش لأجله ويفكر به طيلة الوقت في صحوته ونومته، شهيدنا وسيم قبل أيام من رحيله رأى نفسه يصلي إماما في الأقصى كما تحدث والدته، ذاك الشاب الذي كان يحاول فعل ما بوسعه لينال رضا ربه ووالديه؛ ليستطيع أن يكمل دربه بطمأنينة ورضا.

وتسرد لحظة علمها بنبأ انهيار النفق عليه وعلى أقرانه قائلةً:" لحظة خبر انهيار النفق حمدت الله على ما حل بهم، رجوته أن يفرج كربتهم ويقدر لهم الخير، وأخبرت الجميع وأقسمت لهم والله لو عاد جريحاً لعالجته وأعدته لنفس النفق، وبعد أيام جاء اعلان شهادتهم، استقبلت الخبر بالحمد والرضا والفخر لأنه كان يضحي من أجل الدين والأقصى، وسعيدة أنه نال ما تمنى حيث كان يهيئني قبل يومين من رحيله ويقول:" تخيلوني شهيد رافع اصبع السبابة وابتسم" فصدق الله وصدقه الله".

رحل وسيم وفاضت روحه من أحد أنفاق الأرض، لجنانِ السماء، وترك خلفه الآلاف من المقاومين يكملون طريق العزة والكرامة، وتحرير الأرض، والمضي قدماً في الإعداد والتجهيز، حتى كنس الاحتلال الإسرائيلي من كل فلسطين المحتلة.