20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

أنفاق ونفاق

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

ما جرى من استشهاد سبعة من كتائب القسام خلال حفرهم نفقًا لا يعيب المقاومة في شيء، بل يزيدها قوة وعزة وشموخًا؛ فالأنفاق أحد أسلحة المقاومة والإعداد، وعادة بها أخطاء ومخاطر، وقد يرتقي غدًا (لا سمح الله) أيضًا شهداء ما لم يتدارك ويتدارس سبب انهيار النفق وأخذ العبر؛ فجيش الاحتلال يفقد جنودًا أحيانًا خلال التدريب العادي لأفراده وهو يعد للباطل والظلم؛ فكيف بمن يحفر ويجهز ويعد لحرية شعبه ورفع الظلم عنه؟!

مع حالة الاختلاف في الرؤى والبرامج على الساحة الفلسطينية جميع القوى على مختلف مشاربها الفكرية تجمع على أن قضية الشهداء والأسرى متفق عليها، ولا خلاف في قدسيتهما؛ كون من يقدم روحه للوطن لا مجال لأن يزاود عليه أحد، ومن يقدم زهرة شبابه خلف القضبان أيضًا لا خلاف في مساندته وتحريره.

لكن استشهاد سبعة من عناصر القسام وهم يعدون للمعركة القادمة مع الاحتلال والمفروضة عليهم ب حفر الأنفاق لاقى نوعًا من التهكم والسخرية من قلة قليلة، وهو مس بقدسية الشهداء، أيًّا كانت أفكارهم وعقائدهم، ومهما كان الأسلوب الذي اتبعوه لأجل تحرير الوطن.

للذين مسوا بمكانة الشهداء: هل فلسطين تحررت حتى تعيبوا عليهم حفر الأنفاق؟!، أليست الأنفاق هي الخطر الإستراتيجي على الاحتلال باعتراف قادته؟، أليست الأنفاق هي التي حررت 1450 أسيرًا بأسر الجندي شاليط؟!

اليوم وغدًا ستبقى المقاومة الفلسطينية تواصل تجهيزها وإعدادها للجولات المقبلة مع الاحتلال، والاحتلال هو من فرض على الشعب الفلسطيني أن يقاومه، ولولا وجود الاحتلال لما وجدت المقاومة التي هي فخر كل القوى الفلسطينية.

المقاومة تواجه احتلالًا متغطرسًا لا مثيل له عبر التاريخ، مدعومًا بأسلحة أمريكية وغواصات ألمانية، ويكفي قلقه من إجادة المقاومة في إعداد وسيلة إستراتيجية هي الأنفاق في صدّ العدوان الغاشم خلال ثلاث حروب عدوانية سابقة.

لو كان هناك شك في جهاد ونضال من يحفرون الأنفاق؛ لما خرج ثلاثة أرباع مليون مواطن فلسطيني في عرس شهادتهم، ومن هنا تتضح صورة من شككوا في شهادة السبعة، ولا مجال إلا أن يراجعوا أنفسهم ويتراجعوا عما وصفوا به شهداء الأنفاق، وإلا فقد يوصفون بالنفاق وغير ذلك من أوصاف لا تليق بأي مواطن فلسطيني؛ فالفلسطينيون جميعًا مرابطون ويتحدون الاحتلال بصور شتى.

كيان الاحتلال تتفق قواه جميعًا مع أنها على باطل على ثوابت لا يجوز المساس بها، ومن هنا إن المساس بثوابت الشعب الفلسطيني _وخاصة قضية الشهداء والأسرى_ خروج عن المألوف ويسيء لمن مارسوه قبل غيرهم.

ستنتصر غدًا المقاومة، وسيخرج الاحتلال ذليلًا كما خرج من جنوب لبنان وقطاع غزة، وسيعود كل يهودي أتى إلى فلسطين محتلًّا مغتصبًا إلى بلده الأصلي الذي أتى منه، وعندها سيندم كل من أساء للمقاومة، ويطلب الصفح الجميل.