انطلقت باكورة العمليّات التي ينفذها أبناء الأجهزة الأمنيّة، ضد الاحتلال الإسرائيلي، في الضفة المحتلة أمس الأحد، في تطورٍ نوعي، أربك حسابات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والسلطة الفلسطينية، لما بينهما من تنسيقٍ أمني على أعلى المستويات.
ومما زاد الأمور تعقيداً لدى السلطة، أن العملية التي نفذها الرقيب أول، أمجد السكري، قرب "بيت ايل" في مناطق لا يدخلها إلا كبار ومسئولو السلطة الفلسطينية، فهل تعتبر هذه العملية البطولية، أول الغيث لانخراط الأجهزة الأمنية في "انتفاضة القدس" أم أنّها سحابة صيفية زائلة؟.
صفعةٌ وإرباك
واعتقد المحلل والخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن عملية أمجد السكري، ستحرك عناصر كبيرة، داخل الأجهزة الأمنية الفلسطيني، التي لا تؤمن بالاحتلال والتنسيق الأمني، مشيراً إلى أن أمجد كان له شرف السبق في هذه العمليات.
ونفذ الشهيد "أمجد سكر" عملية إطلاق نار صباح أمس الأحد، على حاجز "بيت إيل" شمال رام الله أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين جروح اثنين منهم خطيرة.
وأوضح "البطة" خلال حديثه لـ "فلسطين الآن" أن العملية سببت حالة من الإرباك في صفوف أجهزة الاحتلال الأمنيّة، التي ظنّت أن عقيدة العسكري الفلسطيني لصالح المشروع الإسرائيلي، والتي عبّر عنها رئيس المخابرات في الضفة ماجد فرج.
والشهيد أمجد البالغ من العمر ( 34 عاماً) هو رقيب أول في الشرطة ويعمل مرافقاً لرئيس نيابة رام الله النائب أحمد حنون، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال أصغرهم ستة شهور.
وأكد الخبير أن العملية، قد وجّهت صفعة للذين يراهنون على الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ليكونوا عملاءً وخونة للاحتلال.
وبيّن أن عملية "السكري" ستوتر العلاقات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
فلترة السلطة وإحباط الإسرائيليين
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، مؤمن مقداد، أنّ قيادة الأجهزة الأمنيّة الفلسطينية ستعمل على فلترة عناصر الأجهزة الأمنيّة، وزيادة الرقابة على حملةِ السلاح، وتقنين حمل السلاح في مناطق التّماس، مستبعداً تغيرات جذرية في تعامل الاحتلال مع السلطة.
ولفت في حديثه لــ "فلسطين الآن" أن "إسرائيل" صُدمت من العملية، لاسيّما، أن العملية تمّت على حاجز VIP، مشيراً أن أجهزة الاحتلال كانت مطمئنّة لكل من يدخل الحاجز، ومما زاد الأمور تعقيداً على الاحتلال، أن منفذ العملية مرافق لشخصية في أجهزة أمن الضفة.
وأكّد "مقداد" أن العملية أربكت حسابات الاحتلال بنوعيّة منفذها، وأن الخطر أصبح يحيط بالاحتلال من كل جانبٍ، حتّى الطرف الذي أمنوه وهو الأجهزة الأمنية في الضفة، بحكم التنسيق الأمني.
ورجّح أن عملية "بيت ايل" ستولد غيرها من العملياتِ المشابهة، لافتاً أن العملية سببت إحباطاً كبيراً للإسرائيليين، واستفزت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.



















