23.9°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
21.1°غزة
23.9° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة21.1°
السبت 19 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

بمساعدة العملاء والسذّج

تقرير: هل بدأت الحرب النفسيّة الإسرائيلية على غزة؟

f007670e9afb8ffa8370ff281fe25cfc
f007670e9afb8ffa8370ff281fe25cfc
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

يسعى الاحتلال الإسرائيلي، وأجهزته الأمنية، وبمساعدةٍ من أعوانه، على نشرِ الإشاعاتِ وبث الأكاذيب، في صفوف الشعب الفلسطيني في غزة، ضمن الحرب النفسية التي يشنها، لزعزعة الصف الداخلي، وترهيب الأهالي، ولاسيما أن الحرب الأخيرة المدمرة لم يمض عليها سوى عامٍ ونصف فقط.

انتشر صباح اليوم وفي المساء سيلٌ من الإشاعات،  أبرزها أن العدو ألقى بمناشير شرق وسط قطاع غزة، يطالبهم بمغادرة بيوتهم، والاتجاه صوب مدارس وكالة الغوث، وأنه تم تجهيز ألف كفنٍ تمهيداً للحرب وغيرها من الإشاعات التي لا صحّة لها، لإثارة البلبلة والارتباك والرعب في صفوف الغزيين وخاصة النساء والأطفال.

فمن وراء هذه الإشاعات، ولماذا تبث في هذه الأوقات، "فلسطين الآن" استعرضت آراء المواطنين الفلسطينيين، ضمن التقرير التالي.

الحرب ليست هدفاً

يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي، مؤمن مقداد، أنه لا شك أن العدو الإسرائيلي، يسخر إعلامه لشن حرب نفسية ضد غزة.

ورجّح خلال حديثه لـ "فلسطين الآن" أن الاحتلال الإسرائيلي، لا يهدف من الإشاعات إلى شنِ حرب على غزة، وإنما إرهابهم وبث الخوف والرعب في صفوفهم، مشيراً أنه الاحتلال يهدف إلى تهدئة مقاومة غزة، وكسب مواقف تتعلق بصفقاتِ أسرى.

وأكد أن مثيري الإشاعات بغزة، والاحتلال، وجهان لعملة واحدة، وهو التلذذ بالحرب على أهل غزة، لافتاً أن هناك من يثير الإشاعات والأكاذيب بغير قصد.

وحذر النشطاء والإعلاميين من المشاركة في الحرب النفسية، وانتقاء الأخبار بعناية ودقة، كي لا تصب في صالح أهداف الاحتلال الإسرائيلي.

أخطر من العسكرية

وبينت الصحفية الفلسطينية، إيمان بارود، أن الاحتلال يدرك أهمية الحرب النفسية في المواجهة مع الشعب الفلسطيني، والتي تفوق في خطورتها وآثارها الحرب العسكرية ، ذلك أنها تستهدف معنويات الناس ووجدانهم ، فتتسلل إلى نفوسهم لتحدث تأثيرا كبيرا في الآراء والمواقف والسلوك بشكل يحقق أهداف الاحتلال وحكومته .

واعتبرت في حديثها لــ "فلسطين الآن" أن الإشاعة هي أحد أساليب الحرب النفسية التي تتجاوز في خطورتها القنبلة ، فترى الاحتلال يلجأ لبثها من خلال أعوانه بين العامة، لإثارة الخوف والفزع بما يضمن تحقيق الهزيمة.

ونوّهت أن كل ما يثار أو يشاع في مجتمع غزة اليوم من إشاعات يتداولها كثير من الناس عن جهل ، هي في الحقيقة حرب معلنة على غزة تستهدف صمود الجبهة الداخلية وصلابتها التي ما لانت أمام ترسانة الاحتلال العسكرية.

واعتقدت أن الانتصار الحقيقي سيكون بالنجاح في صد هذه الهجمة النفسية من خلال تكذيبها والعمل بقوة في ميدان التوعية ودحضها بالحقائق والبراهين المنطقية .

جراحٌ لم تضمد بعد

وقالت الصحفية الفلسطينية إسراء العرعير، أن الاحتلال على مدار تاريخه، يستخدم الإشاعات التي تؤثر نفسياً على الفلسطينيين، مبينة أن المواطن الفلسطيني اعتاد على مثل هذه الإشاعات، خاصة في الحروب الأخيرة.

وأوضحت في حديثها لــ "فلسطين الآن"، أن الإشاعة لها تأثير كبير، لاسيما على الفلسطينيين الذين ذاقوا ويلات الحرب وتعرضوا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، لافتة أن هناك الآلاف التي لم تضمد جراحهم بعد، في ظل تأخر إعمار غزة.

ووجهت رسالة لمثيري الإشاعات  "بأن جراحات شعبنا لم تضمد بعد؛ كفاكم خدمة للاحتلال بإثارة الاشاعات وعلى أبناء شعبنا دحضها وعدم الالتفاف هذه الاشاعات لأن الاحتلال يريد أن يبث الخوف والرعب في قلوب أبناء شعبنا كما في كيانهم المهزوز لكن هيهات هيهات له لأننا نؤمن بقضاء الله وقدره وثقتنا عالية بمقاومتنا الفلسطينية التي تدافع عنا وتحمينا بكل طاقتها"

إضعاف الجبهة وإهباط الروح

ويقول الصحفي الفلسطيني أحمد لبد، أن الاحتلال يسعى من خلال بث الإشاعات والأكاذيب إلى إضعاف الجبهة الداخلية، وإهباط الروح المعنوية لدى الفلسطيني في غزة.

ويرى "لبد"  في حديثه لــ "فلسطين الآن" أن المواطن في غزة، أيقن أن الإشاعة لا تجدي نفعاً معه، لأنه يدرك مصيره ويؤمن بالقدر، وأصبحت لديه مناعة قوية، وبات قادراً على مواجهتها، وعلى قدرٍ عالٍ من الثقة في المقاومة الفلسطينية، وما حققته من إنجازات.

عملاء وسذج

وتقول الفلسطينية خلود عمرو أن الإشاعات مصدرها الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته، ويتكفل بنشرها عملاؤه والسذج، وأغلبهم من نشطاء التواصل الاجتماعي، دون تفكير بنتائج الإشاعات، وتأثيراتها السلبية على المواطن الفلسطيني.

ونصحت في حديثها لــ "فلسطين الآن" النشطاء بتغليب المصلحة العليا، وعدم الاندفاع في نشر الأخبار من أجل السبق الصحفي، ونشر الفوضى.