هل ما زال العلم يحتاج الخروج من المنزل للحصول عليه؟ وهل جميع العلوم التي نريد الوصول إليها يسهل تلقيها من خلال أنظمة التعلم التقليدية؟ وما لو كانت الحاجة إلى علم أكثر في موضوع معين والظروف والوقت لا يسمحان بالانتظام في مؤسسة تعليمية؟
أسئلة كثيرة راودت المربية "سهام مشة" قبل أن تجد ضالتها، فتقول عن تجربتها: " كنت أرغب بالاستزادة عن قضية اللاجئين وحق العودة، فسمعت أن أكاديمية دراسات اللاجئين تقدم دورات ودبلومات عن بُعد في هذا المجال، وفكرة أن أتلقى المعرفة التي أريدها وأنا في بيتي وبين أسرتي كانت أكثر من رائعة.
تسهيل العملية التعليمية
وتضيف مشة: " بدأت البحث والتقصي عن الموضوع، فعلمت أن هذه للأكاديمية منصة تعليمية الكترونية، تهدف تسهيل العملية التعليمية، وتوفر عناء الخروج من البيت، وهذا بالضبط ما أحتاجه فأنا أم عاملة، وبالفعل التحقت بالأكاديمية، وأنهيت عدة دبلومات ودورات متخصصة الكترونيا، وأرسلت لي الشهادات لاحقا، وبذلك وفرت على نفسي الوقت والجهد والمال، وبنفس الوقت حصلت على معلومات دقيقة وواضحة من مختصين".
"ساجدة مصطفى اشريم" معدة ومقدمة برامج إذاعية، كانت تجربتها مزدوجة في المنصات التعليمية الالكترونية، كانت في البداية طالبة ، ثم أصبحت محاضرة عبر الصفوف الافتراضية، وتوضح تجربتها لـ"فلسطين الآن" فتقول:" التجربة غنية جداً كون المحاضرين والطلاب فيها من بيئات وثقافات مختلفة فيتسنى لنا الفائدة من الجميع من معلومات وخبرات، وهي مناسبة جدا للمواضيع النظرية".
وتضيف شريم:" التفاعل في كلا التجربتين كان مذهل ولم أكن أتوقع أن يكون بهذا الحجم، الكل يريد المعلومة؛ لأن التسجيل كان عن رغبة في طلب معلومة ذاتها، وليس كما هو الوضع في الدراسة النظامية ، كما أن محاضري منصات التعليم عن بعد يهتمون بطلابهم أكثر، ويوفرون مصادر ومراجع أكثر، أما في التعليم النظامي العطاء وتفهم الطلاب أقل من التعليم الالكتروني".
وتكمل شريم حديثها: "ربما كمحاضرة كنت أستاء قليلاً من كوني أتحدث مع جهاز لكن مجرد أن أرى تفاعل ونشاط الطلاب وتساؤلاتهم أنسى ذاك الأمر".
الدكتور "محمد ياسر عمرو" مدير أكاديمية دراسات اللاجئين وفي حديث خاص لـ"فلسطين الآن"، قال :" مع التطور التقني المتسارع والنهضة التكنولوجية سارعت المؤسسات الأكاديمية والجامعات باستثمارها وتصميم برامج تعليمية
تعتمد على التعلم عن بعد أو التعلم الافتراضي أو التعلم الالكتروني، وأنشأت بعض المؤسسات منصات تعليمية لتخدم أغراضها، وهذا النظام هو ما يطلق عليه منصات التعلم عن بعد".
وحول الأساليب المتبعة في نظام التعلم عن بعد، أشار عمرو أن أسلوبين لهذا النظام، أولهما منصات التعلم عن بعد المنتشرة والتي تعتمد نظام الفصول الافتراضية المباشرة والتي يدخل إليها الدارسون المسجلون بحسابات خاصة
ويشاهدون المحاضر ويتحاورون معه، وهذه الطريقة تتيح المشاهدة والحوار والقرب والمناقشة، وهي الأقوى في التأثير والأفضل من حيث التواصل، ولكن يتعين على الدارس التواجد في الصف الافتراضي في الموعد المحدد، كما يسهل
عليه التعارف على زملائه وآرائهم من خلال التواصل المباشر والمحادثة والتعليق أثناء المحاضرة، كما أنه يطلب من الدارس واجبات أو تعيينات وأبحاث أو دراسات، ويقدم الدارس الاختبار في ذلكم. وتعتبر أكاديمية دراسات اللاجئين من المؤسسات الرائدة في ذلك.
التعليم غير المباشر
أما الأسلوب الثاني حسب عمرو فهو منصات التعليم غير المباشرة، والتي تعتمد على تسجيل الدارس في المساق أو البرنامج، ثم يستمع للمحاضرات المسجلة وقد يطلب منه اختبار فيما سمع، وهذا بدأ في الانتشار باللغة العربية، ومن هذه المنصات المنصة السعودية الثقافية "رواق"، والمنصة الأردنية "إدراك".
وأضاف عمرو: "وهناك أيضا البرامج التعليمية التفاعلية، وهي لا ترقى لمنصة تعليمية ولكنها تعتمد غالبا على تقديم محتوى أو كتاب أو ألعاب أحيانا بطريقة تفاعلية مبرمجة تقنيا لهذا الغرض".
وفي مقارنة سريعة بين منصات التعلم عن بعد ونظام التعلم التقليدي، قال عمرو: "فيما يوفر نظام التعلم عن بعد تفاعلا جيدا على مستوى العلاقات إضافة إلى التفاعل في المحيط الجغرافي، إلا أن منصات التعلم عن بعد تتميز بعدم اعتمادها الحضور الشخصي للطالب، وبها مرونة عالية جدا واستثمار ممتاز للوقت، كما أنها زهيدة التكلفة".