9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.89°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.89°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: طريقة لتخفيف أزمة الكهرباء!

كان يوم الأربعاء الماضي السابع من مارس يوماً سعيداً في كلية الزيتونة للعلوم والتنمية، عندما عاينتُ بأمّ عينيّ حلاً إدارياً وفنياً إبداعياً لمشكلة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة...! ذلك الحل الذي جاء بعد سهر ما يقارب شهراً من العمل المتواصل. أعتذر اليوم للقراء الأعزاء عن غياب صاحبينا عبد الرحمن وخربوش بسبب انشغالهما...! أنا أتكلم اليوم عن حدث حقيقي غير ممزوج بالخيال!! بشكل سهل مثل الكثير من الأفكار الإبداعية، التي تجعلك خيرَ فاهمٍ لنظرية السهل الممتنع، استطاع مركز بدائل في كلية الزيتونة أن يعرض حلاً عملياً ساحراً لمشكلة إدارة الكهرباء بما يضمن استمرارها بشكل دائم ضمن الحد الأدنى لمفردات الطاقة المتوفرة. الجميل في الفكرة أنها واقعية، وقليلة التكاليف، وقابلة للتنفيذ الفوري. وهي لا تحمل شعار الحل الجذريّ، لكنها تحمل شعار التخفيف بنسبة تقارب 70% من الآثار السلبية لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وتضمن مرونة عالية لتقلّبات الطاقة بين النقص والكفاية! إذا كانت الحاجَةُ أمّ الاختراع، فذلك مثال ينطبق على التجربة الإدارية العلمية التي شاهدتها! ولما كنت ملمّاً ببعض الجوانب العلمية، بحكم الدراسة سابقا، وبحكم المتابعة المتواضعة؛ أقول بكل جرأة إن المشكلة الإدارية تمّ حلّها بالفعل، وهي تحتاج إلى فترة زمنية ليست طويلة في حال تبنيها لتصبح واقعاً قائماً في كل بيت ومؤسسة، تماماً كما هي اليوم واقع مشهود في كلية الزيتونة. والفكرة التي انتقلت إلى مرحلة الحضور الواقعي على الأرض دخلت مرحلة جديدة من خلال عرضها على المسئولين المتابعين لملف أزمة الكهرباء من أجل تبنيها رسمياً. وأعتذر للقراء مرة أخرى لأنني لا أُفصّل كثيراً في آليات الحل، فذلك له مكان آخر ووقت آخر. وأقول: إن أجمل ما في الفكرة -حسب اعتقادي- هو روح المبادرة الوثّابة التي دفعت إدارة الكلية إلى كسر حاجز السلبية تجاه القضايا المجتمعية ومشاكلها العالقة، إن رؤية تلك المشاكل والفرجة عليها سلبية ما بعدها سلبية، والسلبية الأكبر هي الإبداع الآثم تجاهها، ذلك الإبداع الذي صُدمت وأنا أستمع له في إحدى وسائل الإعلام قدراً! حيث الشكوى عبر الأغنية التحريضية الساخرة من انقطاع الكهرباء! مع أن مصيبة الجميع هنا ما هي إلا جناية يتحمل الاحتلال العبء الأكبر منها، ويحاول أن يعصر من خلالها إرادة الرجال الرجال. إن اللحظات الأخيرة قبل الفجر أكثر إعتاماً وظلمة! ونحن على ما يبدو في اللحظات الأخيرة من حكايات الانكسار، وملامح الفجر القادم باتت أكثر قرباً، لكن الكثير من الناس لا يعلمون! إذا أنعم الله علينا بصبر لا تصمد أمامه الجبال فذلك فضل من الله لا ينبغي أن يدفعنا إلى الاغترار، فننسى قضيتنا الكبرى، ونغرق في تفاصيل تنأى بنا عنها! نحن في رباط موعود، وأكناف بيتٍ مُقَدَّس، على الأرض الطيبة المباركة. إن المعاناة ليست جديدة على الشعب الفلسطيني في كل مراحل نضاله، والانهيار الذي راهن عليه الاحتلال لم يتحقق في تلك المراحل كلها! كل الناس كُتب عليهم الكدح، لكن الكدح في ظل وعد إلهي بألا يضرنّا من خالفنا يستحق منّا الاحتمال أكثر، والسعي الدؤوب نحو إبداع أوسع وأكبر! وروح مبادرة تبحث عن الحلول وتصنع الحياة! إن آلامنا موجودة لا ينكرها منصف، لكن الفعل الإيجابي تجاه تلك الآلام هو العمل من أجل الخلاص منها لا الرقص عليها والعبث بها والانطلاق منها إلى تحريض يوسّع دائرة المعاناة ودوّامة الخلاف. لذلك ينبغي أن يصطفّ البناؤون، وأن يبادر المبادرون، وأن يؤدي كلٌّ منّا -على الأقل- دوره المطلوب!