في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة هجوم صهيوني دمويًا أسفر حتى اللحظة عن ارتقاء 15 شهيدًا وعشرات الجرحى، وبدلاً من تنظيم فعاليات تضامنية مع القطاع الجريح، تواصل أجهزة أمن السلطة حملة الاعتقالات التي تشنها في أوساط المواطنين الفلسطينيين وأنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية. وسجل أكثر من 40 حالة اعتقال في صفوف أنصار حركة حماس منذ توقيع اتفاق الدوحة قبل ما يزيد عن ثلاثة أسابيع. كما أكد شبان أفرج عنهم عن عودة التعذيب في مراكز التحقيق بصورة عنيفة خاصة في مدينة الخليل، حيث يقوم جهازي والمخابرات باستغلال الأجواء الباردة لتعذيب المختطفين عبر شبحهم في أماكن مكشوفة في الليلة وفي الأجواء الباردة وهو ما انعكس سلبا على صحتهم. يتزامن هذا مع مواصلة قوات الاحتلال اعتقال المحررين من سجون أجهزة السلطة ضمن ما يعرف بـ"سياسة الباب الدوار" القائم على تناوب الطرفين على اعتقال المحررين من سجون كل طرف منهما. ففي رام الله اعتقل جهاز "المخابرات العامة" الشاب وليد رداد وهو نجل النائب عن محافظة طولكرم رياض رداد بعد اقتحام مكان عمله في رام الله. كما اعتقل جهاز الوقائي الشاب أحمد كامل دغره، من قرية كفر عين برام الله وذلك بعد استدعائه للمقابلة وهي المرة الثالثة التي يتم اعتقاله فيها لدى أجهزة السلطة. وفي الخليل، أكدت مصادرٌ من المدينة أن جهاز المخابرات اعتقل سعد القواسمي من حارة الشيخ خليل وهو أسير محررٌ من سجون الاحتلال ومعتقلٌ سياسيٌ سابقٌ عدة مراتٍ في سجون الضفة. وضمن سياسة تبادل الأدوار اعتقلت قوات الاحتلال الطالب في جامعة النجاح محمد جمال علي ناصر "20 عاماً" بعد إيقاف سيارةٍ كان يستقبلها على طريق رام الله – نابلس، والطالب قديسي من بلدة دير قديس قضاء مدينة رام الله، وقد أفرج عنه من سجون الأمن الوقائي منذ ما يقارب العشرة أيام بعد 81 يوم من الاعتقال قضاها في سجن الجنيد. ومن الجدير بالذكر أن الطالب محمد كان يقابل لدى جهاز الأمن الوقائي ويوقع لدى جهاز الشرطة في مدينة نابلس بشكل دوري. كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة محررين من سجون أجهزة أمن السلطة من طلبة جامعة القدس وهم محمد شريتح من رام الله ومحمد عدوين من بيت لحم وإسماعيل حلبية، وثلاثتهم سبق أن أمضوا عدة سنواتٍ في سجون الاحتلال الصهيوني أيضاً. [title]الجهاد تستنكر[/title] من جهته، اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "خضر حبيب" أن السلطة والاحتلال هما المستفيدان الوحيدان من استمرار اعتقال "وحيد أبو ماريا" على يد السلطة الأمنية، مطالباً إياها بأن "تخجل من نفسها، وتفرج عن كافة المعتقلين السياسيين لديها". وقال خضر في تصريح صحفي: "إنه لمن العار على أجهزة السلطة الاستمرار باعتقالاتها السياسية في سياق التنسيق الأمني, وخدمة الاحتلال الصهيوني، مرحبا بالخطوة التي اتخذها "ماريا" بإعلانه الإضراب المفتوح عن الطعام منذ ستة أيام استنكاراً لمواصلة اختطافه. وطالب حبيب السلطة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين لتوفير مناخ مناسب يمكن من خلاله تحقيق الوحدة الوطنية, معتبراً أن الاعتقال على خلفية الانتماء السياسي "المعيق الأول لإتمام المصالحة".