29.45°القدس
29.21°رام الله
28.3°الخليل
32.16°غزة
29.45° القدس
رام الله29.21°
الخليل28.3°
غزة32.16°
السبت 02 اغسطس 2025
4.51جنيه إسترليني
4.81دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.93يورو
3.41دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.81
جنيه مصري0.07
يورو3.93
دولار أمريكي3.41

في ذكرى استشهاده

تقرير: نضال فرحات.. طائرات القسام لم تعد حلماً

thumb (7)
thumb (7)

"تزف كتائب القسام كوكبة شهدائها الأبرار الذين قضوا نحبهم غدراً في عملية اغتيال مدبرة بينما كانوا يجهزون طائرة صغيرة تعمل بالتوجيه عن بعد..." هكذا جاء البيان، وهكذا نعت الكتائب كوكبة من مجاهديها كان على رأسهم الشهيد نضال فرحات.

ربما كان الحديث عن صنع القسام طائرات بدون طيار وقت صدور ذلك البيان (16-2-2003م)، ضرباً من المستحيل، لكنه اليوم وبعد معركة العصف المأكول غدا الأمر مألوفاً جداً بعدما تكحلت العيون برؤية طائرات الأبابيل القسامية محلقة في سماء فلسطين.

إلا أن عيوننا لم تكن لتشهد هذه الإبداعات، من قنابل وصواريخ وقاذفات وأسلحة وطائرات، لولا جهود العقول القسامية المتراكمة على مدار السنوات، التي كان واحداً من أبرز حلقاتها الشهيد القسامي نضال فرحات، الذي توافق اليوم ذكرى استشهاده الثالثة عشرة.

المحضن: الخنساء

ولد الشهيد القائد نضال فرحات في الثامن من نيسان لعام 1971 لعائلة مجاهدة، ليكون الابن البكر لخنساء فلسطين الأم مجاهدة مريم فرحات -رحمها الله.

نشأ نضال على حب الوطن والتضحية في سبيل الله، حيث كان بيت عائلته الواقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مأوى للمقاومين والمطلوبين لجيش الاحتلال ومنطلقاً لتنفيذ العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال.

تأثر الشهيد نضال بالشهيد القائد القسامي عماد عقل حيث كان بيت عائلته ملاذاً آمناً له، وكان يعتمد على الشهيد نضال في رصد تحركات قوات الاحتلال وإيصال الرسائل السرية ونقل السلاح.

في صفوف القسام

بدأ الشهيد نضال رحلته في حركة حماس بالمواكبة مع اشتعال انتفاضة الحجارة، ليبرز دوره إلى جانب شباب المساجد في الدعوة وتحفيظ القرآن، بما أهّله للانضمام إلى كتائب القسام عام 1993م، معلناً انطلاق مرحلة جديدة ومشرفة في مقارعة الاحتلال وجنوده.

وحين كان المحضن هو الخنساء التي جنّدت أبناءها جميعهم في صفوف الجهاد، بات نضال يجند الاستشهاديين الذين كان من بينهم شقيقه الاستشهادي القسامي محمد فرحات الذي اقتحم مستوطنة عتصمونا جنوب قطاع غزة، وقتل تسعة جنود صهاينة وأصاب آخرين.

التصنيع والتطوير

ومن التجنيد إلى التصنيع انتقل نضال سعياً إلى إيجاد طرق إبداعية لمقاومة الاحتلال وإيقاع الخسائر في صفوفه خاصة في ظل التحصينات القوية التي كانت تتمتع بها المغتصبات الصهيونية في قطاع غزة إبان اندلاع انتفاضة الأقصى مطلع عام 2000.

بتعاضد جهود رفاق القسام والقائد فرحات كان "قسام 1"، أول صاروخ محلي الصنع يطلق صوب مغتصبات الاحتلال في قطاع غزة، لتسجل سابقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

وانطلاقاً من تاريخ السادس والعشرين من أكتوبر عام 2001م، الذي أعلنت فيه كتائب القسام إطلاقها صاروخ "قسام 1"، تفرغ الشهيد القائد نضال فرحات بطلب من القائد العام لكتائب القسام الشيخ الشهيد صلاح شحادة، لتطوير صواريخ القسام.

وعلى نحو متسارع، بدأ نضال وإخوانه المجاهدون في تطوير الصواريخ، فجاء إعلان القسام بعد عدة أشهر عن تصنيع صاروخ " قسام 2"، ثم " قسام 3"، الذي يصل طوله قرابة ثلاثة أمتار بمدى يصل 17 كيلو متر.

الطائرة لم تحلّق!

اتسع نطاق التصنيع لدى كتائب القسام، فشهدنا تطوراً في صناعة العبوات الناسفة والقاذفات المضادة للدروع، وهو ما دفع الشهيد فرحات إلى التفكير باستخدام الطائرات الشراعية للوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.

جرى إعداد الطائرة، لكن لم يُكتب لها أن تحلق، بل أن أرواح خمسة من مجاهدي القسام -على رأسهم نضال فرحات- حلقت أرواحهم في سماء فلسطين شهداء، بعد أن قضوا نحبهم غدراً في عملية اغتيال مدبرة ينما كانوا يجهزون طائرة صغيرة تعمل بالتوجيه عن بُعد وصلت إليهم عبر عملية معقدة.

نعت القسام شهداءها الأبرار، وختمت بيانها بجملة "لن يطول ردنا بإذن الله تعالى"، وقد كان الرد؛ فالصواريخ القسامية الصنع غدت منظومة صاروخية تغطي مساحة فلسطين المحتلة بكاملها.

أما وفاء القسام للشهيد فرحات، فتمثل في سلسلة من طائرات الأبابيل القسامية ذات المهمات المتعددة، وتتالت البيانات القسامية والبلاغات مفصحة عن مهمات قتالية نفذتها طائرات الأبابيل، لتحلق الطائرات وترقب بعيون القسام يوم التحرير وإتمام الوفاء لشهداء الإعداد والتصنيع والمقاومة.