19.63°القدس
19.23°رام الله
17.75°الخليل
22.11°غزة
19.63° القدس
رام الله19.23°
الخليل17.75°
غزة22.11°
الإثنين 11 نوفمبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.75

كنوز دفينة الانهيارات

54
54
زينب علي السيسي

قد تستغربون من ذاك العنوان وتتساءلون ، هل وراء الانهيارات خير يرجى ؟!! أقول لكم : قد يكون الخير كله خبييء الانهيار كما كان كنز الغلامين مخبوئا تحت جدار متهدم وأظهره الله لهم في الوقت المناسب .

 يعاني شعبنا في غزة من انهيارات متتابعة تعود باديء ذي بدء من أيام النكبة حين انهارت الأمة العربية وتخلت عن مسؤولياتها نحو القضية الفلسطينية وتركتنا نهش اليهود ، فتجلى وراء ذلك كذب القومية التي تغنى بها الناصريون ومثقفي ذاك الزمن ، وتكشفت صفرة تلك الأفكار المنحرفة عن مسار العقيدة السوية والتي فرح بها الأعداء كبديل عن التوحد تحت راية الاسلام التي كانت تجاهد تحتها دولة الخﻻفة .

كما انهارت السلطة الفلسطينية في قطاع غزة والتي جاءتنا حاسرة رأسها عن ثوابتها الوطنية والتي صدعت رؤوسنا بها وهي تتغنى بها ( p.l.o الحكم الذاتي نو ) وفجأة أصبح الحكم الذاتي مطمحا ذللت له كل السبل لدرجة وضع اليد في يد الشيطان نفسه ، والتعري من جميع ما يستر جسد تلك السلطة الذميمة التي عاثت بمصائرنا رهقا ، وأرهقت مجاهدينا الأشراف .

 وتجلى خلف ذاك الانهيار صعود المشروع الاسلامي لحكم القطاع ، بغض النظر عن بعض السلبيات التي تعتري الحكم بسبب وجود كل العقبات التي ما فتيء الأخ والعدو يضعها أمامنا ، ليثبتوا لنا وللعالم كله فشل المشروع الاسلامي في الحكم ، ولكن الله لهم بالمرصاد وها نحن ثابتون رغم كل شيء .

 الانهيار التالي وهو الأهم والأخطر والذي يكشف الله به القابض على الجمر من الهارب من الأقدار والكاره لها ، انهيار معظم مقومات الحياة الكريمة في غزة ، ما يتلوه انهيار ثبات بعض الناس وصمودهم في وجه الباطل ، ظهور فئة من الناس تستغل الوضع المزري للمجتمع ومحاولة الصعود على أكتاف الغلابا من الناس .

 مثلما حصل اليوم في انهيار مبنى قيد الانشاء في جامعة الأقصى في خانيونس واصابة عدد من العمال والطلبة بعضهم جروحهم خطيرة ، يدق هذا الانهيار ناقوس الخطر ويثير عدة تساؤﻻت يجب أن تكون قيد الاجابة ، هل وصل الحال الصعب بنا لدرجة اللعب في انشاءات مباني وتشكل خطرا على الناس ؟!! ، هل سيتكرر هذا الخطأ الفادح ؟! ، هل الحصار المقيت أصبح يحاصر أخﻻق ذوي الشأن ويحشرها في زاوية مظلمة ؟!! ، ولكن ماذا تجلى وراء ذلك الانهيار ؟! ، برأيي أن وراء ذلك أياد خفية انتهازية تتلاعب بحياة الناس و أرزاقهم وجاء ذاك الانهيار المؤلم ليكشف الوجه البشع لهم وينقي البلد منهم .

 نحن في غزة كنفق مظلم يؤدي آخره إلى نصر ، كلما انهار جزء منه كشف عن نجوم تتلأﻷ في سماء العز ليأتي غيرها ويضيء عتمة الأنفاق ، كعشتار نحن ، كلما احترقنا بلهيب الظلم نفضنا الرماد وعدنا  من جديد .