18.9°القدس
18.66°رام الله
17.75°الخليل
20.53°غزة
18.9° القدس
رام الله18.66°
الخليل17.75°
غزة20.53°
الجمعة 18 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

خبر: زوجات الشهداء بين ألم الفراق وأذى ذوي القربى

لم تقتصر معانات زوجات الشهداء على فراق أزواجهن بعد الاستشهاد فحسب ، بل امتدت هذه المعاناة لتشمل مرحلة العذاب مع أهل الشهيد وذويها في غالي الأحيان ، فبعد أن توارت جثامين الشهداء الثرى تحت التراب , تبدأ مرحلة العذاب مع زوجات هؤلاء الشهداء , فالألم ازداد آلاما ، والمعاناة اشتدت قسوة ، في ظل واقع جديد يحرمها من أبسط حقوقها باحتضان أبنائها . حياة هؤلاء الأرامل تتابعها نظرات الناس ، وتراقبها نظرات أمهات وآباء أزواجهن من الشهداء ، بعذر أو بحجة خوفهم أن تترك هذه الزوجات بيوت أبناءهن ليذهبن ويعشن في كنف أزواج آخرين غير أبناءهن , فصدر في غالب الأحيان قانون لم ينصف تلك الزوجات وكان نصه على كل زوجة شهيد الزواج بأخ الشهيد . [title]الغيرة تولد آلاما نفسية[/title] وضمن هذا الموضوع أكد زوجة الشهيد " د . م " من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة على أن أشد الألم الذي تتعرض له زوجات الشهداء هو الألم النفسي ، من خلال عدم مراعاة الكلام الموجه لها ، وتوجيه تلميحات تحرجها وتزيد من معاناتها . وتضيف أم محمد " غيرة النساء لها عامل كبير في العذاب الذي تعيشه زوجات الشهداء ، وخصوصا من زوجات أخوة الشهداء ، حيث تخاف كل واحدة منهن أن يتزوج زوجها من أرملة الشهيد ، وتبدأ بكل قوتها حملة شرسة تهدف إلى التنغيص من حياة عائلة الشهيد ، وافتعال مشاكل متتالية معهم ، حتى تصبح أسرة الشهيدة منبوذة من قبل الجميع " . [title]الزواج الثاني فاشل[/title] وتشير أرملة الشهيد إلى أنها تزوجت من شقيق زوجها بعد 3 سنوات من استشهاد زوجها ، بهدف ايجاد أب ثاني لأبنائها الأربعة ، غير أنها اكتشفت أن غيرة الزوجة الأولى يقف حائلا أمام سعادة هذه الأسرة . حيث تشير أم محمد " في ظروف غامضة ، ومن دون مشاكل وصلتني ورقة طلاقي من شقيق زوجي ، لكن المفاجأة أنني حملت بابن من زوجي الثاني ، غير أنه لم يتعرف علينا ، ولم يدفع لنا مستحقاتنا ، بل عاش حياته وكأن شيئا لم يكن " . وتتابع : " حفاظا مني على الترابط الاجتماعي ، ومع أن معي أوراق من المحكمة تجبر زوجي الثاني على دفع مستحقاتي ونفقة ابنه إلا أنني لم أتوجه إلى الشرطة ، وكل ما أبحث عنه هو مصلحة أبنائي . [title]بدلاء ليسوا من البشر[/title] وخلال حديثي مع الأرملة أم محمد ، تفاجئت بل أيقنت أن زوجها الثاني رجل لا ينتمي إلى سلالة البشر ، بل إن قلبه قلب حجر ، لا يسمع أويرى سوى مصلحته الشخصية ، حيث أن أم محمد أنجبت في ذكرى استشهاد زوجها الرابعة ولدا من زوجها الثاني ، لكن الصدمة أنه إلى يومنا هذا لم يشاهده والده ، ولم يجرِ أي اتصال للاطمئنان على صحتهما . وتؤكد أم محمد أنها كانت تربي أربعة أيتام ، وهي اليوم تربي خمسة أيتام ، لأن المولود الجديد لم يقدر له أن يرى والده ، لأن جشعه والده طغى على كل شيء ، وأعمى بصيرته فلم يعد يرى إلا نفسه فقط . [title]الأبناء وكسر الذراع [/title] " مصلحة أبنائي فوق كل شيء " بهذه العبارة بررت أم محمد زواجها الثاني ، لكنها تؤكد أنها من أشد الرافضات له ، غير أن الضغوط أوجبت عليها هذا الزواج ، ودفعتها لفعل أي شيء من أجل مصالح أبنائها . وتصبر أم محمد نفسها بقولها : " بفضل الله استطعت أن أبني منزل لأبنائي ، يوفر لهم حياة كريمة ، ويؤمن لهم مستقبل أفضل ، ويضمن لهم حقهم في هذا الزمن ، وهذا من أكبر الأعمال التي استطعت تنفيذها لأولادي ، وأسأل الله أن يوفقني لتربيتهم على أكمل وجه ، والحفاظ عليهم من كل سوء ومكروه " . واختتمت الأم المكلومة حديثها بقولها : " الزواج الثاني مضر في غالب الأحيان ، ولا يحقق أي من النتائج التي تسعى الأم لتحقيقها لأبنائها ، بل يوجد مصاعب لا يمكن التغلب عليها إلا بعد فوات الأوان ، مع أنني لا أنكر أن الزواج الثاني ينجح في نوادر الحالات ، لكن في الأغلب ينقلب على عقبيه ، ويشرد بسببه الأطفال ، وتفسد كيان الأسرة " .