إذا قلنا اليوم ما أهداف العدوان الصهيوني الأخير على غزة فسيتبادر إلى أذهاننا اغتيال العدو لقائد لجان المقاومة الشعبية زهير القيسي وصهره حنني. وإذا بحثنا عن ذات العنوان في تاريخنا الدامي فسنجد أن العنوان قد ينطبق على سنوات طويلة جدا من العدوان المستمر على أبناء شعبنا في قطاع غزة وغير قطاع غزة منذ أمد بعيد. وعليه فالعدوان الصهيوني هو عدوان مستمر ولم يتوقف يوماً من الأيام على جميع أبناء شعبنا وفي كافة أماكن تواجدهم وبغض النظر عن لونهم السياسي، وقد استمر العدوان الصهيوني حتى وقوات العدو ملتزمة باتفاقات مع ياسر عرفات، حيث كان التعاون الأمني على أشده مع أجهزة الاحتلال من خلال المطاردة الساخنة ومن خلال تبادل المعلومات لإحباط أي عمليات للمقاومة. ومال زال الأمر على حاله حتى في عهد الرئيس عباس حيث وصل التعاون الأمني مع العدو المحتل إلى حد الاندماج والتكامل وذلك رغم استمرار العدو في بناء الجدار وقضم الأرض وبناء المغتصبات وتشريد المقدسيين وتهويد المقدسات في القدس حتى وصل الأمر إلى اللعب على وتر التصريح الخاص بتنقل كبار رجالات سلطة المقاطعة في رام الله. لقد قزم العدو الصهيوني القضية الفلسطينية حتى وصل الأمر به إلى ربطها بقضايا جزئية وبتفاصيل حياتيه وبحاجات إنسانية، ووجد ومع الأسف تساوقا فلسطينيا من قبل فريق الرئيس عباس في المقاطعة . تساوقا فلسطينيا مخجلا مع العدو المحتل حتى وصل الأمر بالسلطة إلى الإصابة بمرض انفصام الشخصية وعن جدارة. فمن وظائف أي سلطة في العالم تأمين حياة كريمة لأبناء شعبها، وحمايتهم من أي عدوان خارجي، فان سلطة عباس تخالف بديهيات وظائف أي سلطة في العالم. فلا هي تقوم بتأمين حياة كريمة لأبناء شعبنا ،ولا هي تقوم بتأمين الحماية لهذا الشعب. ليس لأنها غير قادرة على ذلك بل لأنها ليست راغبة في ذلك، فضلا عن كون السلطة الحالية يفترض بها أن تكون مرحلة من مراحل التحرر الوطني المنشود. وعوضا عن ذلك فالسلطة ترسخ سياسة التمييز في التعامل مع شعبها على أساس لونهم السياسي، فتعطي أبناء فتح ثم أبناء فسائل المنظمة ،ثم هي تحرم أبناء الفصائل الإسلامية. كما تقوم سلطة عباس بملاحقة أبناء شعبها ليس لأنهم مجرمون ولكنهم لأنهم مناضلون يرغبون بالتخلص من الاحتلال ومقاومته، وعوضا عن ذلك تقوم السلطة بالتعاون مع العدو المحتل الذي يهين السلطة في كل لحظة ويتنكر لجميع اتفاقاته معها في كل حين، تتعاون معه في ملاحقة هؤلاء المناضلين، هذا في الضفة . أما في غزة فيتمثل مرض انفصام الشخصية المصابة به سلطة عباس بقيامها بشن حرب إذلال وتجويع بل وقتل وذلك من خلال حرب الإغراق بالأزمات التي هي امتداد لسياسة الخمسة بلدي التي بدأتها حركة فتح منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية 2006م. وتبرز تجليات حرب الإغراق بالأزمات التي تهدف إلى انهاك غزة وتهيئته لإعلان الاستسلام للعدو بأسرع وقت ممكن عبر إنهاكه وتكدير حياته وممارسة مزيد من الضغوط عليه وذلك عبر: - ممارسة الضغط على الجانب المصري فيما يخص منع إدخال الوقود سواء لتشغيل كافة مرافق القطاع الحيوية أو لتشغيل محطة الكهرباء كي يصب الناس جام غضبهم على حماس وعلى حكومة حماس في القطاع، بما يفضي إلى الانفضاض عنها أو الانقضاض عليها عند أي عدوان صهيوني واسع النطاق في القطاع. - حرمان غزة من حصتها من كمية الدواء المخصصة لقطاع غزة والتي يدفع ثمنها الكثير من الدول المانحة أوروبيا وعربيا، حتى وصل الأمر بالناس إلى الموت لنقص حبة الدواء التي تحبسها رام الله عنهم. - حرمان أبناء القطاع من جوازات السفر للخروج والتنقل بحرية فضلا عن التوجه للعلاج في دول الجوار، فمن أصل أكثر من ألف طلب لجواز سفر حملها ممثل حماس في لجنة الحريات ليسلمها لعزام الأحمد لم يصل منها سوى الربع حتى الآن. - مواصلة سياسة الفرز الأمني والفصل الوظيفي على أساس اللون السياسي. - استمرار توظيف عناصر فتح المستنكفين في غزة في جمع المعلومات عن حماس وعن المقاومة في غزة لإيصالها إلى العدو المحتل في إطار التعاون الأمني. - إصرار فتح على تعطيل المصالحة من خلال التنصل من إعلان الدوحة من خلال طلب عباس من حماس مهلة لتشكيل الحكومة التي يقع على عاتقها تنظيم الانتخابات واعمار القطاع وتنفيذ المصالحة وذلك بحجة انه بانتظار ضمانات صهيونية بإجراء الانتخابات في الضفة والقدس، فيما يخفي عباس ومن خلفه حركة فتح الأسباب الحقيقية لتعطيلهم للمصالحة وهي عدم رغبتهم بترؤس عباس للحكومة المرتقبة خوفا من عدم قدرة عباس على الوفاء بالالتزامات المنوطة بالحكومة وخوفا من محاصرة أمريكا وإسرائيل لعباس وعجزه عن تأمين الرواتب فيخسر حينها الدعم الدولي والجماهيرية الشعبية وهو ما صرح به القيادي الفتحاوي وعضو لجنتها المركزية محمود العالول قبل يومين. إلخ من هذه الممارسات التي لا تبشر لا بنجاح اتفاقات المصالحة الموقعة، ولا بشفاء السلطة من مرض انفصام الشخصية الذي شبهه أحدهم بعبد يقوم بلعق حذاء جلاده فيما السوط ينزل على ظهره.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.