كتساف رئيس دولة العدو في السجن بتهمة الاغتصاب والتحرش بموظفات مكتبه؟! وايهود أولمرت في السجن بتهمة تقبل رشاوى بآلاف الشواكل؟! وهكذا يجتمع رئيس دولة العدو ورئيس وزراء دولة العدو معا في سجن ( معسياهو) وبجانبهما في السجن سجناء جنائيون من عامة المجتمع؟!
" السجن لمدة 19 شهرًا لأولمرت بعد إدانته بتلقي الرشاوى في قضية هوليلاند، وإدانته بالتشويش على مجريات التحقيق في قضية هوليلاند وطالانسكي". و قبل أن يدخل أولمرت السجن نشر شريطا مصورا يقول فيه إنّه (لا أحد فوق القانون)، وأنا أتقبل الحكم بالسجن، ارتكبت أخطاء لكنها لم تكن جنائية إلى هذا الحد؟!
الحكم بسجن أولمرت جاء بعد (7) سنوات من التحقيقات عن تهمة بالرشوى اتهم بها عندما كان رئيسًا لبلدية القدس بين 1993 و2003 م. أولمرت يدخل السجن الآن وهو ابن ( 70 ) عامًا. وكان لفترةٍ طويلةٍ أحد الأقوياء في الحياة السياسية الإسرائيليّة، وكان من أصدقاء الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك (قف وفكّر أخي العربي.. سبع سنوات تحقيق، ورئيس وزراء، وعمره سبعون سنة؟!)
لو كان أولمرت رئيساً عربيا لخرج براءة كما خرج براءة صديقه مبارك؟! ولكن حين تحترم الدولة قوانينها، وحين يكون الشعب واعيا بحقوقه وواجباته، وحين يكون القضاء مستقلا استقلالا حقيقيا، وحين يتساوى الجميع أمام القانون، في بلد ما حتى ولو كان العدو الصهيوني فإن رئيس الوزراء ورئيس الدولة يدخلان السجن بعد ثبوت تهمة الإدانة.
في مصر العربية المسلمة كما في غيرها من بلاد العرب، حكمت المحكمة على عشرات المتهمين بالإعدام والمؤبد، بأدلة ملفقة في غضون أشهر معدودة، بينما تستغرق المحكمة الصهيونية سبع سنوات من الفحص والمداولة وجمع الأدلة لتصدر حكما بمدة (١٩) شهرا فقط ؟! ومع ذلك نزعم أن عدونا يدير كيانا مهترئا؟! ونحن ندير بلادا ونسميها أم الدنيا؟!
أولمرت نفسه يقول وهو داخل إلى السجن عن قناعة ذاتية، (لا أحد هنا فوق القانون، ولقد أخطأت ولكن أخطائي لم تكن جنائية؟! ) بينما يقتل الشرطي العربي الفتاة صباغ في أم الدنيا ويخرج براءة، ويقتل الشرطي (٣٧) سجينا في سيارة الترحيلات ويخرج براءة، ويقتل مبارك والعدلي المتظاهرين ويخرجان براءة، ويسرق مبارك ملايين من أموال الدولة ويخرج براءة؟! ويقتل النظام السوري (٣٠٠٠٠٠) مواطن ويجد من يدافع عن بقائه في الحكم؟! وهكذا هو الحال في العراق، واليمن، وغيرها؟!
إن ما يجري مما تعرض له المقال يذكرني بقول علماء المسلمين قديما: ( بأن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت على غير الإسلام، ويهزم الدولة الظالمة وإن كانت على ملة الإسلام) . (العدل أساس الملك).
إننا حين نجري هذه الموازنة السريعة بين أحوالنا وأحوال عدونا، نشعر بالقهر الذاتي، والألم العميق، لأن عدونا أخذ ما كان عندنا وما في ديننا وطبقه وهو على غير الإسلام، ونحن أخذنا ما عنده من أوساخ وأمراض وظلم وطبقناها في مجتمعنا ونحن المسلمين؟!
ماذا نفعل الآن؟! هل نبكي على حالنا وحال أمتنا؟! وهل يجدي البكاء؟! نعم، إن القلب يبكي لأمة العرب والإسلام، ولكن علينا بعد البكاء أن نعمل على استرداد الإسلام والعدل. ولا نصر بغير العدل. عدونا عنده فساد ولكن عنده بقية عدل في التعامل مع أبناء المجتمع اليهودي ، ونحن عندنا فساد من ناحية، وليس عندنا عدل من ناحية أخرى ؟!