27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.8°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.8°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

بين مصر والجزائر نقف حائرين

اغر ناهض الريس
اغر ناهض الريس
أغر ناهض الريس

أمران غريبان حدثا لي الأسبوع الفائت وأثارا في نفسي مشاعر متناقضة من الحزن والفرح، أولهما حدث حينما كنت جالسًا مع ابن صديق فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية ويدرس في مصر، وحين سألته عن معاملة الطلاب المصريين له بصفته فلسطينيًّا؛ أجاب بحرقة أنه أخبر زملاءه أنه أردني خوفًا من بطش بعض الجهلاء منهم من ضحايا حملات الإعلام البغيضة التي نجحت في تغيير الطريقة التي ينظر فيها بعضٌّ إلى الفلسطيني، فهو لا يعلم أسيكون قادرًا على كبح جماح غضبه، إذا وجه إليه أحدهم إهانة كتلك التي يزخر بها الإعلام المصري الذي وصل إلى حد غير مسبوق من التحامل والكراهية لشعب شقيق لم يكنّ له إلا المحبة والاحترام والشعور بالانتماء.

شعرت بالأسى إذ لم أع من قبل مدى تأثير الإعلام المصري على المواطن البسيط الذي كان حتى الأمس القريب يشعر أن قضية فلسطين هي قضيته المحورية، وأن الشعب الفلسطيني هو امتداده الجغرافي والتاريخي الطبيعي.

الأمر الثاني الذي لم يغب عن أيٍّ منا كان مشهد الشعب الجزائري الأبي، الذي أذهل العالم بالحفاوة التي استقبل بها المنتخب الفلسطيني، الذي زار بلاده فشعر بدفء أهلها ومحبتهم الحقيقية النقية النابعة من القلب، لا أخال أن أيًّا منا شهد مثل تلك الحفاوة من قبل شعب مضيف تجاه الفريق المنافس الذي شعر أنه يلعب على أرضه وبين أهله.

أعادتنا مشاهد تلك المباراة إلى الزمن الذي كنا نشعر فيه بالعزوة، وذكرتنا أن التاريخ المشترك من النضال يتخطى حواجز البلدان وتعاقب السنين ليصبح إرث أجيال وكابوسًا للمحتلين والطامعين، لم نستغرب ردة الشعب الجزائري الأصيل المعروف برفضه الظلم وعدم محاباته أو رضوخه للظالم، ولكن غمرتنا محبته، وملأتنا ثقة بأن فلسطين ستظل في قلب العرب والمسلمين لأنها القبلة التي يرنو إليها كل الأحرار.

بين محبة الجزائر وأهلها وحملات الكراهية في مصر نقف حائرين، ولكننا لسنا قانطين إذ يملؤنا يقين بأن الشعب المصري سيستيقظ من غفوته، ويلفظ تلك القلة المدسوسة التي مازالت تحاول النيل من الروابط التاريخية بين الشعبين بافتراءات لا تخدم إلا الاحتلال وعملاءه؛ فالشعب المصري كأخيه الجزائري شعب عظيم طالما وقف مع فلسطين وأهلها، وما هي إلا غمامة صيف ستنقشع قريبًا بإذن الله، فلتحيَ الجزائر ولتحيَ مصر وليحيَ العرب كلهم كي تحيا فلسطين.