9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.89°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.89°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: الربيع العربي و"التحرير الأصغر"

في مرحلة من مراحل المقاومة كان الاعتقاد السائد بأن مقاومة الشعب الفلسطيني بكل ما أوتي من قوة للاحتلال الإسرائيلي هي فقط من أجل تحريك الشارع العربي تجاه القضية الفلسطينية لا من أجل تحرير فلسطين وإزالة دولة الاحتلال " إسرائيل" أو إزاحتها عن المناطق المحتلة عام 1967، باعتبار أن وسائل المقاومة حينها كانت متواضعة جدا رغم الإرادة الصلبة للشعب الفلسطيني. فالأسلحة النارية لم تكن متوفرة بالشكل المطلوب، ولم يكن سلاح " الاستشهاديين" بالأحزمة الناسفة قد وجد، وكذلك لم تكن المقذوفات المهربة أو المصنعة محليا قد دخلت المعركة. في مرحلة متقدمة تطور سلاح المقاومة، وكبرت الآمال والطموحات، حيث أصبحت فكرة التحرير الجزئي بقوى فلسطينية ذاتية واردة عند جميع فصائل المقاومة وخاصة حماس التي أفصحت عن مشروعها السياسي وهو إمكانية قبلوها بدولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 دون الاعتراف بشرعية الاحتلال، ودون التنازل عن حق الأجيال اللاحقة في مقاومة الاحتلال وتحرير ما تبقى من فلسطين. بصورة أو بأخرى تأثر الشارع العربي وتحرك بفعل المقاومة الفلسطينية وخاصة في أعقاب حرب "رصاص مصبوب" التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر 2008 وخرجت الجماهير العربية للمطالبة بنصرة الشعب الفلسطيني واستمر الحراك على هيئة قوافل إغاثة بحرية وبرية إلى قطاع غزة، وتنامت مشاعر الكراهية للأنظمة التي شاركت في حصار قطاع غزة ومنعت سبل التواصل معه وإغاثته، ولأسباب أخرى انطلقت الثورة العربية وبدأت الأنظمة العربية بالتساقط واحداً تلو الآخر، والآن الوطن العربي بانتظار ظهور حكام جدد يعادون دولة الاحتلال ومستعدون لنصرة القضية الفلسطينية. " توازن الرعب والردع " مع المحتل الإسرائيلي تحقق بفعل المقاومة الفلسطينية، وإمكانية التحرير" الجزئي" تحققت على الأرض بعد طرد اليهود من قطاع غزة، والعمق العربي أصبح داعما للمقاومة الفلسطينية لا لأمن الاحتلال، فضلا عن الإقرار الدولي _وإن كان منقوصا_بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي المقابل فإن " إسرائيل" تفقد شرعيتها دوليا بشكل تدريجي، وتفقد حلفاءها والكثير من عناصر قوتها، وهذا يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية اقتربت من " التحرير الأصغر" وإقامة دولة فلسطينية على 22% من الوطن بشروطها، وليس بشروط اتفاقية أوسلو التي لم يعد لها مكاناً في زمن الربيع العربي والفلسطيني.