19.75°القدس
19.62°رام الله
18.86°الخليل
24.51°غزة
19.75° القدس
رام الله19.62°
الخليل18.86°
غزة24.51°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: حماد يروي تفاصيل مجزرة كادت أن تحل بأسرته

جالسا وسط الركام حزينا، ترنو عينه إلى أثاث بيته المحطم، يستذكر ليلة لا تنسى، ولحظات لن تختفي من ذاكرته أبداً، حينما قُصف البيتُ وشُردت العائلة بأكملها، بعد أن كان الموت قاب قوسين أو أدنى –لولا ستر الله ورعايته-. يستذكرُ يوم قُصف بيته جزئيا في اجتياح عام 2004م، لمخيم جباليا وكيف قضى وقتا كثيرا في إصلاحه، ثم ينتقل بذاكرته ليستذكر كيف هُدم بيته كليا في 7/1/2009م، وكيف عاش هو وعائلته بالإيجار لسنتين متتاليتين، انتقل بعدها للعيش في بيته أخته، الذي لم يسلم من قصف الطائرات الصهيونية فجر أمس الاثنين. المواطن بهجت محمد حماد "53 عاما" يروي حكاية ليلة صعبة قضاها هو وعائلته مع لهب الصواريخ وحمم القذائف في فجر يوم الاثنين الموافق 12/3/2012م، فيقول: "في الساعة الثانية فجرا من يوم أمس الاثنين، كنا في منزلنا بالقرب من دوار زمو شرق مخيم جباليا، لنتفاجأ بصوت قصف شديد، حيث استهدف الطيران المروحي الصهيوني باب منزلنا الحديدي، لتشتعل النار بعدها في المكان". وتابع: "فجعنا بالقصف، وأصيبت زوجتي وأطفالي بالهلع الشديد، فناديت عليهم بأن ينزلوا على الفور لنغادر البيت، وعندما وصلنا إلى باب البيت السفلي، وجدنا أن الباب مشتعل بألسنة النيران، ولا مجال لفتحه والخروج من البيت". وتابع حماد وهو يكافح دموعه: "في ظل هذه الظروف المأساوية تذكرتُ أن ابني سائد "24عاما" كان في مظلة البيت السفلية، فناديت عليه .. سائد .. سائد .. ولكن لا مجيب، فخفت عليه أن يكون قد استشهد، وعلا صوت بكاء زوجتي وأطفالي، فاضطررت لكسر الباب الذي كان قد أغلق مع القصف المروحي في الصاروخ الأول،لأجد ابني سائد ملقى على الأرض وقد أغمي عليه نتيجة الدخان المتصاعد، فحملته بسرعة إلى مكان آخر". واستطرد حماد قائلا: "اشتد بنا الموقفُ كثيرا، فلا زالت النيران تشتغل في باب البيت، فألهمني الله أن نختبئ في حديقة مشجرة خلف البيت ولها أسوار عالية ولا نستطيع تخطيها، وبعد وصولنا بلحظات، سمعنا انفجارا كبيرا وحجارة تتناثر علينا، وشظايا تتطاير هنا وهناك ونار تشتغل في البيت، حين أبادت طائرات الF16 المنزل بشكل كامل". واختتم حماد روايته: " أصبنا جميعا بشظايا وحجارة، وبعدها بقليل سمعنا صوت سيارات الإسعاف تدوي في المكان، ولكنها لا تعلم أننا موجودون خلف المنزل، فقمت على الفور برفع أولادي واحدا تلو الأخر من على أسوار الحديقة لنتمكن أخيرا من الوصول للشارع المقابل لبيتنا، لتنقلنا بعدها سيارات الإسعاف إلى مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا، والحمد لله كانت جميع إصاباتنا متوسطة بفعل الشظايا والدخان الكثيف". جدير بالذكر، أن القصف الحربي دمر المربع السكني بالكامل وأوقع عشرات الإصابات في الجيران، منها عائلة "سامي سكر" الذي أصيب هو وجميع أفرد عائلته، كما هو الحال مع عائلة المواطن "نوفل أبو العيش" الذي أصيب ابنه معاذ بإصابة خطيرة، كما لحقت أضراراً جسيمة في مدرسة شهداء جباليا.