هل تدرك ماذا يعني أن تمكث تسعين يوما بدون طعام وشراب ؟!! ، أم هل تدرك ماذا يعني أن تتغذى أمعاؤك صمودا بدل الطعام !! ، أن يتساوم عليك الموت والحرية وأنت تنظر لهما بملء عينيك ، تنتظر أن تعرف ما قد يصيبك من عراكهما عليك ، فالأول يطلب جسدك والآخر يطلب روحك ، فروح الحر الشريف ﻻ تموت ولو وارى جسده الثرى ، أن تتداعى أجهزة جسدك معلنة استسلامها للفناء ، وأنت تصرخ فيها لن أستسلم لاحتياجاتك إن كانا معبدة بالذل والهوان ، وأن تتداعى عليك أجهزة الظلم في وطنك وعلى رأسهم عدوك يطلبون رأس صمودك ورسوخك كالجبال ، ويعتقدون أن استسلامك قد حان قطافه ، واهمون هم إذا ، ﻷنهم يعتقدون أن دائرة تفكيرك تدور في فلك جسدك .. في فلك الطين ، فلك الرغائب والشهوات ، هناك فن ﻻ يدركونه ولن يدركوه ، أﻻ وهو فن التعالي على رغبات الجسد والتحليق بالروح في عالم سماوي نوراني ، يستمد نوره من حب الله .. حب الوطن .. حب الكرامة ، نعم هو فن .. التلاشي شيئا فشيئا ، امتناعا عن الطعام ، والتسامي لأجل الحرية والكرامة هو فن بلا شك ، يمارسه من امتلك رهافة الحس والاستعلاء عن الملذات ، وقد تعلمه في مدرسة الوطن وأتقنه ، بيد أننا يجب أن ﻻ نقف موقف المتفرج المنتظر لانتهاء المباراة والسجال بين الموت والحرية ! ، بل يجب أن نصرخ بأعلى أصواتنا وبملء أفواهنا ، أن أوقفوا تلك المهزلة وﻻ تضعوا ارادة البطل محمد القيق تحت المقصلة ، ﻻ تختبروا مدى صمودنا .. فلقد نجح قبله العيساوي والشراونة و خضر وغيرهم ، وأنتم الخاسرون وحدكم في ذاك السجال .
أيها الشعوب الحرة : حري بك أن تصرخي من أجل انسان ذاب جسده عشقا للحرية ، عار علينا إن تشدقنا يشعارات الحرية والقيق يموت أمام أعيننا من أجل مغنم هوته نفسه .
ﻻ تثريب عليكم ، اليوم يحسب لكم وغدا تسألون أمام الله