27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.8°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.8°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

مذبحة الحرم الإبراهيمي.. 22 عاماً والعدوان متواصل!

هشام منور
هشام منور
هشام منور
يوماً بعد يوم تزداد الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني وسط صمت دولي وتواطؤ عربي، وربما تشاغل في الآونة الأخيرة عن قضيتهم الأولى فلسطين بقضاياهم وشؤونهم الداخلية، لكن ذلك لا يبرر على الإطلاق تجاهل إجرام الاحتلال والسكوت عن جرائمه مهما كانت المبررات.
 
نقول ذلك، والهبة الشعبية الفلسطينية لا تزال مستمرة وكل يوم يزيد عدد الشهداء الذين يدافعون عن شرف الأمة في فلسطين. اثنان وعشرون عاماً، مرت على ارتكاب اليهودي الإرهابي باروخ غولدشتاين مذبحة الحرم الإبراهيمي٬ والتي راح ضحيتها 29 مصلياً فلسطينياً وأكثر من 150 جريحاً كانت إصاباتهم آنذاك متفاوتة.
 
تلك الصورة الدامية، ما تزال عالقة على جدران الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، لم تمنع ذكراها أهلنا في الخليل من مواصلة مقاومة الاحتلال ولم يرهبهم ذلك في يوم من الأيام.
 
ومع تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المهمة المتسارعة في تهويده، والمحاولات الرامية إلى منع الفلسطينيين من الدخول إليه، وتحويله إلى كنيس يهودي، يحقق أحلام الاحتلال في السيطرة على المدينة القديمة التي يرفض سكانها الاستسلام والرحيل.
 
الحرم الإبراهيمي الأسير (كما كل الشعب الفلسطيني الأسير بقرارات نخبه السياسية) أيضاً، محاط بعشرات البوابات العسكرية التي حصدت أرواح سبعة شهداء فلسطينيين خلال الهبة الجماهيرية الفلسطينية الحالية التي اندلعت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، فيما أصيب عدد آخر، في دلالة تشير إلى أن الاحتلال وجنوده وقطعان مستوطنيه يصرون على ارتكاب المجازر في مدينة الخليل التي قدمت أكثر من 50 شهيداً تحت أنظار العالم ومسمعه.
 
منذ ذلك الوقت، يواصل الفلسطينيون مطالبهم للمجتمع الدولي والعالم، بضرورة حماية أهالي مدينة الخليل الذين يتعرضون إلى هجمة استيطانية شرسة تسعى إلى تهويد المدينة، واستئصال هويتها العربية والإسلامية منها، لكن لا حياة لمن تنادي!
 
الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه لم يتوقفوا، حتى اليوم، عن قتل الفلسطينيين في محيط الحرم الإبراهيمي٬ والاعتداء عليهم، كذلك مهاجمة بيوتهم، وإغلاق الطرقات المؤدية إلى الحرم وإحاطته بعشرات البوابات العسكرية، إضافة إلى إغلاقه عشرة أيام في السنة وفتحه أمام المستوطنين في أعيادهم الدينية، على حد زعمهم، وكذلك منع الأذان بشكل متكرر ومتواصل.
 
الشعب الفلسطيني ما يزال يواجه الاحتلال وجرائمه اليومية، وإرهاب المستوطنين الذين يتخذون من المستوطنات في الضفة الغربية مصانع للتطرف العنيف، وقواعد للانطلاق لقتل الفلسطينيين وارتكاب الجرائم بحقهم بتمويل ورعاية رسمية من حكومة الاحتلال، فالإرهاب اليهودي يستشري في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، ويسيطر عليها مثل ما حدث مع الطفل المقدسي محمد أبو خضير، والرضيع علي دوابشة، والذين قتلهم المستوطنون حرقاً.
 
تفشي التطرف اليهودي بصورة أكثر بشاعة سواء في المجتمع الإسرائيلي، أو داخل صفوف المؤسسات الإسرائيلية الرسمية والسياسية والعسكرية، يأتي في ظل صمت دولي وعربي وتجاهل لمأساة الشعب الفلسطيني الذي يجد نفسه وحيداً في مواجهة جبروت الاحتلال، ولم تعد دعوات قتل الفلسطينيين تنطلق من الغرف المغلقة بل أصبح هناك تسابق من المسؤولين الإسرائيليين على إطلاق تلك الدعوات.
 
التغول الإسرائيلي في التطرف وارتكاب الإعدامات الميدانية التي كان لمحيط الحرم الإبراهيمي والحواجز العسكرية المنتشرة في محيطه نصيب منها، ما كان له أن يتواصل لولا تباطؤ المجتمع الدولي في وضع آلية لحماية الشعب الفلسطيني، وغياب الرادع الدولي والمحاسبة الدولية الحادة للجم المتسوطنين ووقف اعتداءاتهم وجرائمهم.
 
الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين لا يمكن أن تسقط بالتقادم، والجريمة التي ارتكبها المتطرف اليهودي غولديشتاين لن تمر دون عقاب ولن يمحوها إصدار تصريحات عمل أو تقديم تسهيلات مالية للسلطة، أو حتى تغيير سياسة الاحتلال تجاه أهلنا في الضفة الغربية، فطالما لم يزل الاحتلال وينتهي إجرامه بحق شعبنا لن تتوقف الأجيال الصاعدة والناشئة عن مقاومته.
 
فالاحتلال الإسرائيلي يواصل استباحة كل ما هو فلسطيني ويستهتر بحياة الإنسان، فما يزال يمارس سياسة الإعدام الممنهج ضد أبناء شعبنا، ويسرق أراضيهم ومقدراتهم ومواردهم، ويكرّس سيطرته على أراضي الفلسطينيين من خلال التوسع الاستيطاني ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري، وتهويد القدس وتزوير تاريخها وثقافتها ومعالمها، وتعزيز تواجد المستوطنين وإطلاق يدهم وتوفير الحماية لهم في مخالفة صارخة للقوانين الدولية والإنسانية.
 
هي صرخة من حنجرة كل "خليلي" وكل فلسطيني لإخوانهم العرب أولاً، وللعالم بأسره، أن جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين لن تزيدهم سوى صمود على حقهم واستبسال في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية مهما تغولت عليهم.