27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.8°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.8°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

لماذا خطاب التهديد يا...؟!

يوسف رزقة
يوسف رزقة
يوسف رزقة
يبدو أن جبريل الرجوب ما زال يعيش في الماضي. الماضي انتهى، فلا فتح هي فتح، ولا حماس هي حماس، ولا الشعب هو الشعب بعد أن تراكم لديه الوعي حتى وصل القمة التي لا مزيد بعدها. الشعب يعلم ابتداء وقبل لقاء الدوحة الأخير أن الفريق الفتحاوي الذي التقى مشعل قبل لقاء عزام الأحمد تعرض لتأنيب من عباس، ثم تعرض لتهميش منه، وبعدها نقل عباس رئاسة الوفد إلى عزام الأحمد، وماجد فرج، وحينها رفضت حماس استقبال فرج لتصريحاته المعادية للانتفاضة، حين ذكر إحباط قواته لـ(٢٠٠) عملية فدائية ضد العدو في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عمر الانتفاضة الثالثة. هذا الاستبدال كان يهدف إلى عرقلة خطوات المصالحة، بأمر من عباس، وعزام الأحمد سيد من ينفذ تعليمات الرئيس، لذا نجده هو من يدير الملف بدون نجاح.
 
الرجوب نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، يحسب نفسه أنه ما زال يحمل بندقية الأمن الوقائي، وأنه المتحكم الأول والأخير في قرار حركة فتح، لذا ذهب بعيدًا في تهديد حماس، والعودة إلى لغة السلاح والعنتريات لانتزاع غزة من حماس بالقوة؟! لقد تجاوزت غزة بمكوناتها الوطنية بما فيها فتح هذه اللغة الفجة، التي تسيء لفتح قبل أن تسيء لحماس وغزة. ومن ثم وصف البردويل لتصريحات الرجوب بالتوتير ونسف المصالحة، هو وصف مؤدب، وأقل مما يستحق المشهد.
 
إنه وبغض النظر عن ردّ البردويل وغيره، فإن غزة، وأعني هنا كافة سكانها، هم بحاجة إلى ردّ من حركة فتح على تصريحات الرجوب، وهل يمثلها في هذه التصريحات والتهديدات؟! وهل غزة مقبلة على صراع داخلي بقيادة الرجوب ودعم حركة فتح؟! أم أن الرجل يغرّد خارج السرب، لمصالح خاصة، ويبعث برسائل إعلامية للغير؟! إن فتح هي الوحيدة التي تملك الإجابة الشافية، وغزة تنتظر، وتملك الوعي الكافي للمتابعة وهي تنتظر.
 
ثمة أسئلة تقول: هل رسائل الرجوب تتجه إلى دولة الاحتلال أم تتجه إلى النظام المصري تخطب ودّه؟! أم هي رسائل مزدوجة للطرفين في آن واحد؟! هل يقصد الرجوب محاصرة خصمه اللدود محمد دحلان في مركز قوته في مصر؟! أم يهدف إلى تحريض مصر على غزة بالاعتماد على الرجوب؟!.
 
إن وضع مصر مفردة في تحليل هذه التصريحات الغبية سببه ثلاثة أمور:
 
الأول أن الرجوب أعطى تصريحاته إلى موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية برام الله الثلاثاء 23 فبراير ٢٠١٦م.
 
والثاني أن الرجوب بالغ في شراء رضا النظام المصري، مع أنه في الغرف المغلقة يكيل له الاتهامات، حيث قال: "إن أكثر دولة حتى الآن تشجع فتح وتطالب بإنهاء الانقسام وتحقيق مصالحة مع حماس هي مصر وعلى رأسها قيادتها الرئيس عبد الفتاح السيسي وأجهزة الدولة المصرية المختلفة، موضحًا أن القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر قضية مصيرية؟!", بينما يقول مع الآخرين عكس هذا تمامًا؟!
 
والثالث أن الرجوب ينعى المصالحة، ونعيها هنا في الفهم الصحيح نعي دور الدوحة، لأن مصر لا تقبل أن تنجح المصالحة بيد القطريين، والرجوب وعباس يعلمان جيدًا أن نجاح المصالحة بيد القطريين يعني خصومة جديده لهم مع النظام المصري؟!
 
المصالحة قادمة قادمة لا محالة، لأن الشعب الفلسطيني شعب واحد، ولأن وعي الشعب لم يعد يقبل خداع هذه التصريحات وغيرها، وهو يعلم من هم المؤثرون في ملف المصالحة من أهل الداخل والخارج، وحين تتوفر الإرادة ستكون هناك مصالحة وحكومة وحدة وطنية. إن ما يزعج في كلام الرجوب سالف الذكر ليس حديث المصالحة، وإنما تهديدات السلاح والفتنة التي يثيرها وهو غافل عن الحقيقة، بينما يحاول أن يعيش ماضيه القديم بعد أن انتهت صلاحياته.