(أقسمت على أن آتي بالعالم إلى غزة) بهذه الكلمات الطموحة ذات المصداقية العملية افتتح منسق (أميال من الابتسامات) الأخ (عصام يوسف) كلمته أمام رئيس الحكومة والمشاركين في القافلة (رقم عشرة) من مشروع أميال من الابتسامات التي أطلقته الجالية الفلسطينية في أوروبا مخاطبة به أحرار العالم تضامنًا مع غزة. غني عن القول أن نقول إن الرجل قد وفى بما وعد، ومازال على الوفاء قائمًا، فقد جاء برحلات من كافة القارات وربما البلدان إلى غزة لإعلان التضامن معها ضد من يحاصرها، لقد استقبل رئيس الوزراء رجالاً وقادة من البلاد العربية كافة، من مصر والسعودية والكويت، وقطر والبحرين وعمان والإمارات واليمن وسوريا ولبنان والجزائر والمغرب وليبيا والسودان وموريتانيا، إضافة إلى بلدان أوروبية وآسيوية وإفريقية. وقد تحول هؤلاء جميعًا سفراء لفلسطين ولغزة على وجه التحديد في بلدانهم ومدنهم وقراهم، وأحسب أن هذا أمر مهم، بل في غاية الأهمية لاستنهاض الأمة وترسيخ مفهوم العمق العربي والإسلامي في قيادة مشروع رفع الحصار ومواجهة الصهيونية داخل فلسطين المحتلة وخارجها. القافلة العاشرة التي وصلت غزة قبل أربعة أيام، كانت مميزة وفريدة لأسباب عديدة، منها: 1- أنها أول قافلة نسائية بامتياز جمعت نساءً من الجزائر ومصر والأردن، والدول الأوروبية، ومثلت المرأة المصرية في القافلة أمينة المرأة في حزب الحرية والعدالة بمصر، ومثلت المرأة الجزائرية الأخت (صباح) وكذا زوجة القيادي الإسلامي أبو جرة سلطاني، ومثلت المرأة الأردنية الدكتورة (ديما) زوج الشهيد بإذن الله طارق أيوب الإعلامي المشهور. وكانت المشاركات من كافة الأعمار، ومن الفاعلات في مجال العمل المدني وخدمة المجتمع إلى جانب الدعوة والسياسة. 2- والسبب الثاني يكمن في أن المشاركات والمشاركين في القافلة قد عاشوا أربعة أيام في ظل التصعيد العسكري الصهيوني، وعايشوا الشهداء والجرحى، وزاروا بيوت العزاء والمستشفيات، وعايشوا المقاومة في الميدان، فرأوا بأعينهم بطولة الشعب العظيم، وكانوا فرحين بما رأوا لأنهم وجدوا آمالهم تتحقق في غزة؛ لذا كان خطابهم في الهواتف لأهلهم الذين هاتفوهم مطمئنين وقلقين هو الشكر لله أنه قدر لهم أن يروا بعين اليقين غزة على حقيقتها، حيث رأوها كما قالوا أجمل مما توقعوا، وأفضل مما تصورا، وقرروا أن يعودوا سفراء لفلسطين في بلادهم ومدنهم وقراهم وأحزابهم ومؤسساتهم. 3- والسبب الثالث يكمن في خطاب المرأة المسلمة الذي استمعت إليه من الأخت المصرية، والأخت الجزائرية، والأخت الأردنية، الذي بعث الدفء والحيوية والحياة لا في المكان ومن فيه من رجال ونساء. بل أحسب أن حيوية المرأة وخطابها قد اخترق جدران المسجد الأقصى وفتح أفق المستقبل واسعًا لا أمام الرجال والقادة فحسب، بل أمام فكرة المقاومة والتحرير، وجعلنا نذرف الدمع أمام هذه العزة والشهامة والمصداقية التي حملتها المرأة العربية لغزة الجريحة. لذا أجدني مضطرًا لأن أكرر كلمة الأخت الجزائرية (صباح) مخاطبة منسق أميال من الابتسامات والحضور، قائلة: هذه القافلة رقم (10)، وهي حققت من النجاح (10/10) عشرة من عشرة، لأننا عشنا معركة غزة في الميدان معيشة واقع ويقين لا سماع وحديث، وعرفنا واجباتنا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.