25.55°القدس
25.16°رام الله
24.42°الخليل
27.11°غزة
25.55° القدس
رام الله25.16°
الخليل24.42°
غزة27.11°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

ومالها غرفة في بيت العائلة؟

11
11
مصطفى الصواف

الحياة بحاجة إلى تأقلم وفق الظروف والأحوال والمتغيرات التي تطرأ على الحياة لأسباب كان لن فيها يد أو خارجة عن إرادتنا، وهذه المتغيرات تحتاج إلى إرادة وتحد وتعايش بدلا من الشكوى والتذمر والضجر والتأفف، ونحن نعلم أنها لن تتغير على الأقل في الوقت القريب، وهي ستتغير، لأن بقاء الحال من المحال والتغيير سنة كونية. أناقش اليوم مشكلة تعاني منها كل البيوت، والبيوت فيها شباب وشابات يتمنون الزواج فقد تقدم بهم السن والظروف والإمكانيات لا تسمح، خاصة ما يتعلق بمتطلبات الزواج من بيت وفرش كامل، والأوضاع الاقتصادية لا تسمح بذلك، والأمر بحاجة إلى تعاون وتنازل حتى تنفرج الأزمات التي نمر بها، وهذا التعاون وهذا التنازل من طرف الشريكين المقبلين على الزواج، والقضية بحاجة إلى حكمة عالية من الأسرتين.

 هل يرضى الآباء والأمهات حال أبنائهم؟، هل يرضيهم أن كل واحد يعمل بطريقته الخاصة لإشباع رغباته المتعددة؟ هل يرضيكم ما وصلت إليه الأحوال في بعض دول الجوار من زواج عرفي أو غير ذلك؟ لماذا لا نبحث عن حلول؟ وهذه الحلول بحاجة إلى تضحية وتنازلات وهي ليست بعيدة عنا، كنا نحياها منذ سنوات قليلة، لماذا لا نقبل بها اليوم إلى حين، وأقول إلى حين، لأن التغيير سنة كونية.

وأنا هنا اطرح حلا لو فكرنا فيه جيدا قد يشكل مخرجا ولو جزئيا للمشكلة وهو ما يشبه إضاءة شمعة وسط الظلام لا أن نلعن الظلام ولعننا له لن يبدده ولكن تحركنا وجلبنا للشمعة هو الذي يمكن أن يبدده. والطرح الذي أرى انه الحل لواقعنا عبر العودة إلى بيت العائلة، ونتزوج ولو بشكل مؤقت نتنازل فيه عن أحلامنا أو على الأقل نؤجلها ريثما تتحسن الأحوال في قادم الأيام، وهذا التحسن قد يكون قريبا أو بعيدا ولكنه قادم. وأقول لكل الشباب والشابات وماله بيت أمي وأبي، أليست أم الزوج وأبوه أم للزوجة وأب لها، هل الأم أو "الحماية" غول سيأكل الزوجة، أليست الأم هي التي سعت جاهدة لتزويج ابنها كانت تبحث له عن السعادة مع زوجة تمنحه هذه السعادة؟ كيف لهذه الأم أن تتحول إلى "غول" أو "صانعة للنكد"، لقد عشنا ونحن متزوجون في كنف أم وأب ونبكي على تلك الأيام لم نسجل فيها مشكلة أو خلاف، كان هناك تفهم للظروف والأحوال سواء من الأم أو الأب أو الزوج أو الزوجة، وكل واحد منهم تحمل وصبر وأخذ في جانبه كي تسير الحياة، وأنجبنا ونحن في كنفيهما، ثم تحولت الغرفة الواحدة بعد فترة قصيرة في ظل ظروف اقتصادية ليست أفضل من ظروفنا، إلى نصف شقة، والنصف شقة إلى شقة، وانتقلنا إلى بيت مستقل يحوي عددا من الشقق.

صحيح لم يأت هذا في يوم وليلة؛ ولكن بالصبر والعمل وقدر الله فوق كل شيء تغيرت الحال والأحوال وتحقق ما كنا نعتبره حلما صعب المنال، لم نبق ننتظر تغير الأحوال أو توفير شقة وعفش كامل، وكل هذه الأمور جاءت فيما بعد ولم يمض بنا العمر بعيدا سواء كنا شبانا أو شابات، لماذا لا يعمل الشباب اليوم بهذه الطريقة بدلا من حالة التيه والغربة بعيدا عن زوجة تضمنا معها حتى ولو غرفة في بيت أمي وأبي، تقوم على أساس الحب والوئام والاحترام المتبادل.

 يقول البعض إن بنات اليوم لا يقبلن العيش بهذه الطريقة التقليدية القديمة، لماذا؟ هل العيش بهذه الطريقة أليس أفضل للفتاه والشاب من التقدم في السن وإضاعة الشباب، وتصل الفتاة مرحلة متقدمة من العمر يتراجع فيها من يطرق الباب طلبا للزواج ثم نجلس نلوم هذا وذاك ونضرب كفا بكف ندما وحسرة. أيها الآباء والأمهات، أيها الشباب والفتيات، قدروا الواقع والظروف والأحوال ولا تعطلوا سنة الحياة لأبنائكم وبناتكم ووفروا لهم السبل للزواج ولا تقولوا (شقة أو بلاش) إذا توفر في بيت العائلة ولو غرفة فلا بأس، الأرزاق بيد الله والتغيير بيد الله وهو بحاجة إلى عمل والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وإلا تكن فتنة وفساد عريض).

هذا ما وصانا به رسولنا الكريم وهذا هو الأساس الذي تبنى عليه البيوت، والبقية الباقية تأتي مع الأيام بذلك نكون قدمنا شيئا من التسهيل ولو على حساب قناعاتنا وراحتنا.