18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.22°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.22°
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
4.97جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.14يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.97
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.14
دولار أمريكي3.72

هدية زوجتك.. هل تنساها حقاً أم تتناساها؟

هدية
هدية

في أولى سنوات الزواج، يحافظ الرجل على إبداء نوع من الاهتمام الاستثنائي للزوجة من خلال منحها هدية خاصة في مناسباتها الشخصية كأيام الميلاد وذكرى الزواج، ولكن مع مرور المزيد من السنوات وتعاظم المسئوليات أمام الزوج تتلاشى ثقافة الهدايا بالنسبة لبعض الأزواج حتى يصبح مرور هذه المناسبات مجرد ذكرى عابرة.

وتنظر الزوجة إلى الهدية الممنوحة لها من قبل الزوج، بنظرة خاصة، فهي تدلل على استمرار الود والتقدير من قبل زوجها، ولكن ما أن يبدأ الزوجان ينسيان هذه اللفتات حتى تبدأ الزوجة بالقلق الفعلي والشك بأن زوجها لم يعد يودها، والسعي لإيجاد الأسباب والمبررات التي جعلت زوجها ينسى ما اعتاد على فعله سابقاً.

عادات ذائبة

وتقول الفتاة ميسّر العثماني (26 عاماً) التي تزوجت منذ نحو 4 أعوام، أن زوجها حافظ على منحها الهدايا المميزة في احتفالاتها الخاصة، طيلة فترة الخطوبة وحتى أول عامين من الزواج، وبعد ذلك ذابت هذه الثقافة كذوبان الزبدة.

وأوضحت العثماني أن زوجها كان شاعرياً جداً خلال السنوات الأولى من الزواج، ويحمل حساً رومانسياً، ولكن غابت كافة هذه الملامح واستبدلت بالجدية والحزم بعد مرور هذه الوقت، معربة عن استغرابها من هذا التقلب الفجائي الذي طرأ عليه.

وأضافت: "حقيقةً لا أعلم لماذا حدث ذلك فجأة، وكأي امرأة فكرت في أشياء كثيرة، إن كان لم يعد يودني، أو أنه على علاقة بامرأة أخرى، أم أن مشاكل وهموم الحياة وتعاظم المسئوليات هي فقط الأسباب وراء ذلك. لقد تحيرت كثيراً حتى تمكن الشك من عقلي وباتت المشاكل تدب بيننا بسبب نسيانه منحي الهدية الخاصة بمناسباتي الشخصية، أو ليس أمراً غريباً؟".

أما الشاب محمد الديب (31 عاماً) والمتزوج منذ 7 سنوات، يرى أن ذوبان ثقافة الهدية عند الزوج، لا يعني بالضرورة عدم تقدير الزوج لزوجته وحبه لها، بل ربما تغلبت عليه مشاكل العمل أو المسئوليات الملقاة على كاهله باستمرار.

وقال الديب: "في فترة الخطوبة يحافظ الرجل على الظهور بمظهر الشاب الرومانسي الذي سيسعد الزوجة دائماً، ويمنحها التقدير الكافي، ولكن بعض الأزواج ينسون هذه الثقافة بعد سنوات قليلة من إنجاب العديد من الأبناء وتعاظم المسئوليات، لذا اعتقد أنه يجب على الزوجة تقدير هذه التغيرات على الحياة الزوجية".

وبيّن أنه على صعيده الشخصي، فإنه يحاول المحافظة على منح زوجته هدية خاصة في مناسباتها الشخصية، مضيفاً: "قيمة الهدية ليست المعيار عند زوجتي، بل المعيار الأساسي هو أن الهدية بمثابة رسالة اطمئنان لها بأنني أذكر هذا اليوم جيداً ولا أنساه، وهذا كل ما تطلبه معظم النساء".

أسباب وحلول

المتخصص النفسي والاجتماعي إياد الشوربجي، يرى أن الحياة الزوجية لا تقتصر على توفير الحاجات الضرورية مثل الملبس والمأكل والمسكن فقط، بل يجب إشباع الحاجات العاطفية لدى الطرفين، مشيراً إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يكون سبباً مباشراً في توفيق العلاقة الزوجية بين أي زوجين.

وقال الشوربجي: "المعروف أن فترة الخطوبة تشهد تبادل الهدايا بين الخطيبين بشكل واضح، حيث تكون الهدايا من كافة الأشكال والأحجام، ولكن ما يلبث أن ينتهي هذا المظهر بعد الزواج عند بعض الأزواج، وتصبح العلاقة الزوجية يغلب عليها الفتور".

وأوضح أن الأسباب التي تقف وراء ذلك مختلفة، أهمها أن الرجل بعد الزواج لا يعود يجد مبرراً لشراء الهدايا والظهور بمظهر الرومانسي أمام زوجته لأنه حصل على الاستقرار الذي يطمح، وكذلك بسبب الضائقة المالية وزيادة المسئوليات والأعباء المادية على كاهل الزوج وخاصة بعد الإنجاب.

ولكن الشوربجي يؤكد أن هذه الأسباب لا تعد مبررات كافية لمنع الزوج من شراء هدية لزوجته في مناسباتها الخاصة، مضيفاً: "الهدية لا تقاس بقيمتها المادية بل المعنوية ومدى تأثيرها في إنعاش حياتهما".

وقدم المتخصص النفسي والاجتماعي بعض النصائح للأزواج الذي يتذرعون بالضائقة المالية التي يمرون بها من أجل منح زوجاتهم هدايا، وقال: "يمكن للزوج أن يلجأ للكثير من الأفكار البسيطة في شكلها والقوية في تأثيرها على الزوجة، مثل شراء البطاقات الصغيرة التي تحمل عبارات إيجابية، فهي ليست مكلفة وتترك أثراً كبيراً في نفوس الزوجات، وكذلك يمكن اللجوء إلى بعض الحلوى مع كتابة بعض العبارات عليها والتي ستكون مؤثرة بالنسبة للزوجة، كذلك لا يمكن إغفال الورود التي تحمل معاني كبيرة للغاية عند الزوجات".

وبيّن أن منح الزوجة هدية هي رسالة من الزوج أن لها قيمة عنده، وإذا كانت الهدية ذات قيمة بسيطة يوضح الرجل لها أن ظروفه المادية الصعبة لم تمنعه من تذكر هذه المناسبة وهذا أمر ستقدره المرأة.

ولفت الشوربجي النظر إلى أن الزوجات يجدن صعوبة في إعادة أزواجهن إلى سابق عهدهم، ويخجلن من طلب الهدية كون طلب الاهتمام بعد المعاتبة يعد مجاملة، ولكنه يرى أنه يمكن للزوجة أن تذكر زوجها من خلال المبادرة بشراء هدية له، معتبراً أن ذلك أفضل طريقة لتذكيره بالمناسبة.