منذ عامين والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تعاني أزمة اقتصادية حادة بسبب عدم وفاء الدول المانحة بعهودها_المالية_ التي قطعتها للسلطة الفلسطينية في مؤتمرات أنابوليس وفرنسا وشرم الشيخ، دولة الاحتلال "إسرائيل" ضاعفت الأزمة بالتلكؤ في إعادة أموال الضرائب المستحقة للسلطة والتي تقدر بمائة مليون دولار شهرياً، وذلك رداً على توجه السلطة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك عدم موافقتها على العودة للتفاوض قبل تنفيذ "إسرائيل" لشروطها. السلطة الفلسطينية اتخذت الكثير من الإجراءات لسد العجز المالي لديها، وتسببت السياسة الاقتصادية الجديدة بارتفاع حاد في الأسعار في الضفة الغربية وخاصة السجائر، وكذلك ارتفاع في مختلف الرسوم التي تتقاضاها السلطة من المواطنين. متوسط الدخل في الضفة الغربية لا يسمح بشراء السجائر الوطنية فضلاً عن الأجنبية، فالتدخين يستهلك من دخل الفرد الربع تقريباً، ولذلك لجأ قسم كبير من المدخنين إلى السجائر المعبأة يدويًا وسعرها يقل 70% عن سعر أقل السجائر المصنعة تكلفة، فانخفضت مدخولات السلطة من ضرائب السجائر رغم رفع أسعارها فاضطرت لوضع قيود على السجائر "بيتية" الصنع، فرفعت أسعار "الفلتر" وأعتقد أنها فرضت ضريبة على مزارعي التبغ أيضاً. "إسرائيل" استغلت الظرف للضغط على السلطة الفلسطينية، فأغرقت أسواق الضفة الغربية بسجائر أعلى جودة من السجائر المحلية التي تصنعها شركة سجائر القدس بل تضاهي السجائر الأجنبية ولكن بتكلفة أقل بكثير، فدولة الاحتلال هي الراعية لعمليات التهريب التي تغطي ثلث الاستهلاك المحلي من السجائر، وهذا يعني خسارة السلطة الفلسطينية ملايين الدولارات شهرياً. شركة سجائر القدس والشركات الأجنبية بدأت تصرخ للخسارة التي لحقت بها، والسلطة الفلسطينية ازدادت معاناتها، والمواطن يخشى أن تقوم السلطة إما بحرمانه من السجائر المهربة وإما بسد العجز على حسابه من أبواب أخرى، ودولة الاحتلال تزيد الضغط بزيادة الكميات المهربة والأنواع الجيدة، واشتد أوار المعركة بين جميع الأطراف. الذي يهمنا في الموضوع هو المواطن الفلسطيني، ولا أقصد المدخنين بل المواطنين بشكل عام، فنحن نأمل أن تعالج السلطة الفلسطينية وتسد عجزها بسبب تلك الحرب بعيداً عن المواطنين، أي أن لا ترفع أسعار المواد الاستهلاكية والضرائب أكثر مما هي عليه بل نطالبها بخفضها، حيث إننا لم نصل إلى نتيجة حتى اللحظة حول التعديلات الضريبية التي أصدرتها الحكومة في رام الله، وأثارت ضجة ثم اختفت الطناجر وسكتت الحناجر بقدرة قادر.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.