في عام 1930 وقبل أيام من إعدامهم, أرسل الشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير -رحمهم الله- رسالة إلى العرب جاء فيها: "... وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين أن ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام, وأن يساعدوها بكل قواهم. وأما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو أمتنا وبلادهم فنرجو لهم الثبات والمتابعة..."، ثم أعدموا رحمهم الله يوم الثلاثاء، وما زالت أنشودة "من سجن عكا طلعت جنازة" تتردد في أرجاء الوطن والمعمورة.
الأنظمة العربية والإسلامية خذلت فلسطين وتركتها لقمة سائغة لليهود الذين احتلوا الأرض المقدسة على مرحلتين ثم جاءت اتفاقية أوسلو لتعطي الشرعية للمحتل الإسرائيلي على أكثر من 72% من أرض فلسطين, وبعدها بسنوات تلتها المبادرة العربية للسلام لتوسع دائرة الاعتراف بشرعية الاحتلال لتشمل الدول العربية, وهناك نوايا لتوسيع الدائرة أكثر فأكثر لتطال كافة الدول الإسلامية ولكن هيهات هيهات أن يتم لهم ذلك.
الأنظمة لم تستمع لرسالة المجاهدين الذين طلبوا منهم إنقاذ فلسطين وعدم التنازل عن أي شبر للصهاينة، أما رجال فلسطين وشبابها ونساؤها بل وأطفالها فقد ثبتوا وتابعوا مسيرة الجهاد والعطاء حتى استطاعت المقاومة في فلسطين أن تفرض حالة من توازن الرعب مع العدو الصهيوني لم تتوفر لدى أية دولة عربية.
ما ذكرني ببدايات المقاومة الفلسطينية وأنشودة "من سجن عكا" وما فيها من ذكر للأبطال الثلاثة الذين ارتقوا شهداء يوم الثلاثاء, هم أبطال انتفاضة القدس وخاصة الشهداء الثلاثة _فؤاد أبو رجب وبشار مصالحة وعبد الرحمن رداد رحمهم الله_ الذين ارتقوا إلى بارئهم يوم الثلاثاء بعد أعمال بطولية أدخلت الرعب في قلوب كل اليهود وقلبت الطاولة فوق رؤوس قادة الاحتلال وأثبتت فشل مخططاتهم.
في الختام نؤكد أن انتفاضة القدس مستمرة وفي تصاعد وقد تكون قد دخلت مرحلة أشد عنفًا مما سبق، كما نؤكد أن الأنظمة العربية والإسلامية قد دخل بعضها مرحلة الغيبوبة بعد فترة من التبلد وعدم الإحساس ومنهم من دخل حلف اليهود ضد المقاومة في فلسطين دون أي إحساس بالخجل، وسوف تحاسبهم شعوبهم كما يقاوم الفلسطينيون اليهود إن شاء الله.
