(حنان عشراوي تنفي وجود قرار فلسطيني بحل السلطة ). حنان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. النفي جاء ردًا على ما قالته مصادر (إسرائيلية) إن محمود عباس سيعلن قريبًا عن حل السلطة. الإعلان والنفي يؤكدان على أن الفكرة متداولة، وأنها أحد الخيارات الممكنة أو المتوقعة، لذا ما ننفيه اليوم قد يكون واقعًا غدًا، والقرارات لا تنبع من فراغ وإنما هي مخرجات حالة، وإجابة عن استحقاقات. لم ينتفع الشعب الفلسطيني كثيرًا بوجود السلطة، والمنتفع الرئيس منها هو الاحتلال الصهيوني الذي فاوض على وجودها. ولأن الشعب لم ينتفع بوجودها، وقد تحطمت أحلامه وآماله باستمرارها، فهو لن يبكي عليها إذا ما تقرر حلها، ولتذهب إلى الجحيم على حدّ قول بعض الغاضبين. السلطة خدمت الاحتلال وأراحته من الأعباء ومن الاحتكاك اليومي الذي يستولد المقاومة، ولأول مرة في تاريخ الاحتلالات في العالم نعرف ما يسمى بالاحتلال (الديلوكس). أي الاحتلال من خمس نجوم، لا يتكلف فيه المحتل عناء السيطرة والاحتلال. الفئة المستفيدة من الاحتلال، هي الفئة المستفيدة من السلطة، والفئة المتضررة من السلطة هي الفئة المتضررة من الاحتلال، والتنسيق الأمني يشهد على مصداقية هذه المعادلة، وإذا نظرت في طبيعة الفئات المتضررة وأحجامها بالنسبة للمستفيدة وجدت جُل الشعب متضررًا ونسبة قليلة مستفيدة. المتضررون 95% والمستفيدون 5% فقط. وطبيعة الاستفادة مادية أو حياتية، لا علاقة لها بالآخرة، ولا بالتحرير ومنظومة القيم. من رفعوا راية المقاومة والتحرير بصدق تضرروا بأشكال مختلفة، فمنهم الشهيد والأسير والجريح، والعاطل عن العمل والممنوع من السفر ومن التعليم، ومن العلاج الخارجي، ومن ظل منهم رافعًا للراية هو الآن في ضيافة معتقلات السلطة، ومحروم هو وأبناؤه من الوظيفة والتجارة والحياة الكريمة. السلطة التي يديرها 5% من الشعب هم الفئة المنتفعة التي شاركت الاحتلال في الإضرار بمصالح الأغلبية، لذا لا نستغرب وجود أغلبية تطالب بحل السلطة، وإخضاع الأراضي المحتلة للأمم المتحدة، أو استعادة الاحتلال القذر لكي يستعيد الشعب المقاومة والتحرير ويضع الحصان أمام العربة كما فعلت كل الشعوب التي احتلها الاستعمار يومًا. (20 عامًا) هي عمر السلطة التي أضفينا عليها صفة الوطنية تفاؤلاً، كافية للقول بأن السلطة عجزت عن تحقيق صفتها (الوطنية) بالمعنى الدقيق والشامل، لأن قادتها بمن فيهم رئيس السلطة هو رهين تصريح إسرائيلي، أو بطاقة شخصية مهمة. (20 سنة) ومخرجات عمل السلطة، ومفاوضاتها، لم تسجل تقدمًا يستحق الاحترام على طريق التحرير، بل حصل العكس، وقدمنا الاعتراف، وأسلمنا (الكوشان)، ومزقنا مجتمعنا على مشروعي المقاومة والمفاوضات؟! (20 سنة) عجفاء حقًا ويقينًا جديرة أن تدفع القيادات للبحث في الحلول والمخارج، وأحسب أن حل السلطة هو أحدها، الذي يجدر ممارسته لا نفيه، لأن بقاء السلطة هو بقاء لأكذوبة وصفوها بالوطنية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.