من بين ثنايا قطاع غزة، ظهرت "خلود الدسوقي" بريشتها الملوّنة، لتبتكر لنا استخدامات أخرى لمساحيق التجميل "المكياج"، راسمًة بذلك ملامح قضيّتها على كل لوحة ترسمها.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى فلسطين والوطن العربي، استطاعت خريجة كلية الفنون في جامعة الأقصى، بنجاح باهر استخدام مساحيق التجميل "المكياج" لإظهار موهبة الرسم والفن التشكيلي بأنواعه المختلفة.

بزوغ الموهبة وهدفها

وفي مقابلة مع "فلسطين الآن" تتحدث خلود عن بداية موهبتها بالرسم "بداية موهبتي كانت وأنا بعمر الـأربع سنوات، وحصلت على الاهتمام والدعم المعنوي والمادي بتوفير الأدوات اللازمة من أبي وأمي"، مقدمًة الشكر والامتنان لهما وللأهل وللأصدقاء.

وتتّخذ الفنّانة خلود موهبتها وسيلة لتعبر بها عن همومها وهموم وطنها، مؤكدًة على أنه يجب أن تكون إحدى جنود وطنها حتى توصّل رسائله للعالم كله.

"موهبتي هي تفريغ وتعبير عن الواقع أو مكنوناتي بطريقة الأعمال الفنيّة وأيضًا الفنّ رسالة للشعوب"، كلماتٌ تحدّثت بها الدسوقي لتبيّن هدفها من الرسم، ولتوضّح أنها نابعة من قلبٍ عاشقٍ لها وفكرةٍ راسخةٍ في العقل.

أهم لوحاتها وأعمالها

رسمت الدسوقي حتى اليوم نحو 200 لوحة وبأحجام مختلفة، وبلغ حجم أكبر لوحة ثلاثة أمتار وهي تحمل اسم  "ثورة حتى النصر" والتي تعتبرها أهم لوحاتها، حيث تحتوي على 11 شخصيّةٍ ثوريةٍ من جميعِ أنحاءِ العالم، والتي كانت مشروع تخرُّجها من الجامعة، مشيرًة إلى حبّها لرسم الجانب الإنساني ورسم الشخصيات النسائية.

واستطاعت الفنانة الدسوقي  أن ترسم العديد من الشّخصيّات الوطنيّة والثوريّة الفلسطينيّة والعربيّة والعالميّة أمثال "أبو عمار وعز الدين القسام وعبد القادر الحسيني  وجيفارا ومانديلا وعمر المختار وجمال عبد الناصر وهوشي منة"، وعدد من شهداء انتفاضة القدس أمثال " مهند الحلبي وعلي دوابشة"، ورسمت أيضًا عملاق الصبر والإضراب عن الطعام  الصحفي الأسير محمد القيق.

الصعوبات

وعن الصعوبات والعقبات التي تواجهها، تقول خلود لـ"فلسطين الآن"  "أواجه صعوبات كثيرة منها متعلق بسعر المواد المرتفع والأدوات الفنيّة، وأيضًا صعوبة بتوفير الأدوات بشكل عام بسبب عدم دخولها من المعبر بشكل مستمر، ومنها متعلق بصعوبة ثقافيّة من المجتمع وثقافته وعدم قدرته على الاهتمام بالفن بحيث أننا نجد عدم اهتمام بمنهاج التربية للفنيّة بالمدرسة".

ورغم تميز الدسوقي بموهبتها الفريدة إلا أنها لم تتلق أي عرض للتبنّي من أي مؤسسة، وإنما تكتفي بمصروفها الخاص لشراء أدواتها ولوحاتها كي تمارس هوايتها بكل حريّة وتميّز.

ويذكر أن العشرينية شاركت في معارض مشتركة بمعارض وطنيّة أو معارض تخصّ المرأة، ولكن قلة المال والإغلاق المستمر للمعبر منع الدسوقي من  تنفيذ معرض شخصي خاص بها.

وتأتي موهبة خلود الدسوقي لتوضّح أنه لا يقتصر الإبداع في الرّسم بالضرورة على استخدام الأدوات التقليدية، فأرادت أن تجعل من  مستحضرات التجميل "المكياج"، وسيلة إبداعها وتميّزها وتفردها بهذه الموهبة على المستوى المحلي والعربي .