23.34°القدس
23.1°رام الله
22.19°الخليل
27.63°غزة
23.34° القدس
رام الله23.1°
الخليل22.19°
غزة27.63°
الخميس 21 اغسطس 2025
4.59جنيه إسترليني
4.82دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.98يورو
3.41دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني4.82
جنيه مصري0.07
يورو3.98
دولار أمريكي3.41

بسام ومنى.. حكاية لقاء بالعيون وعلى ورقة!

12376319_1700658790207817_2635879861974498426_n
12376319_1700658790207817_2635879861974498426_n

الرابعة فجرًا كل العيون يستغرقها النوم إلا عيون منى لم يزرها النوم طوال الليل، وهي تنظر إلى الساعة وتتمنى أن يسير الوقت بسرعة، تخرج والأشواق تسابقها إلى اللقاء مع زوجها بسام الذي تأخر لعام كامل، بجرة قلم صغيرة من ضابط مخابرات يجلس وراء شاشة صغيرة في مكتب مكيف يقرر مصير الاف من عائلات الأسرى.

يتحرك باص "الصليب الأحمر" حاملًا معه أمهات اعتدن منذ سنوات أن يحملن الحزن والحب في قلب واحد في رحلة الزيارة لرؤية أبنائهن، وأطفال كبروا بعيدًا عن أبائهم الأسرى ولم يعرفوهم إلا بالصور، وزوجات يحملن الهم مضاعفًا لتربية الأبناء وتأدية دور الأب والأم معًا.

عيناها لا ترى شيئًا طوال الطريق من المدينة إلى معتقل "مجدو"، فأفكارها الان متركزة في اللقاء معه، وأسئلة يغلفها الخوف والترقب لا تنقطع بداخلها، "هل ستكون الـ45 دقيقة كافية لأحكي له عن اشتياقي؟؟ كيف هي صحته وظروفه في تلك الزنازين التي جربتها لشهور طويلة وتعرف قسوتها جيدًا".

"غرفة التفتيش" حكاية عذاب منفردة تخوضها كل عائلة أسير، قبل الدخول إلى الزيارة، حيث يحرص السجانون على العبث بكل شيء والتنكيل بكل انسان، فمفردات الرحمة والكرامة تغيب من القاموس هنا، حتى الهمسات والضحكات مراقبة، وسيف الحرمان من الزيارة مسلط على العائلات وأبنائها.

تدخل العائلات ومعهم منى إلى غرفة الزيارة بمقاعدها الباردة و الشاهدة على الالاف القصص والروايات، العيون مثبتة على اتجاه واحد هو الممر الضيق الذي يأتي منه الأحبة، أسرى بمختلف الأعمار والأحكام تحضروا منذ أيام لما يعتبرونه فسحة الأمل الصغيرة في ظلام أيامهم داخل المعتقلات.

"كان كثير تعبان والشباب ساعدوا انه يوصل للزيارة "، تقول منى، "عضلة قلبه ضعيفة وما بتعمل إلا بنسبة 13% وعنده إلتهاب رئوي زاد من معاناته الأساسية".

وتضيف بصوت مختلط بالدموع والحزن "الزيارة باختصار كانت على الورقة بدون ما يقدر يحكي معاي أية كلمة لأنه نفسه كان مقطوع من المرض والتعب".

بكل جهده حاول بسام أن لا تضيع لحظة واحدة دون أن يطمئن عليها، ويبث لها أشواقه وأحزانه المكتومة في صدره العليل، بعد أن فرقتهما اعتقالاتهما وظروفه الصحية منذ سنوات طويلة.

انتهت ال45 دقيقة المخصصة للزيارة دون أن ينتهي الحديث بين منى وبسام، لتعود حاملة همومًا بحجم الجبال، إلى بيتهما المهدد بالهدم من قبل الاحتلال.

الأسير بسام السايح زوج الأسير المحررة منى السايح، من مدينة نابلس، مصاب بسرطان الدم والعظم في مراحله المتقدمة، بانتظار حكم عال كما يتوعده الاحتلال الذي يتهمه بالمساعدة في عملية "إيتمار" قبل أشهر.