19.45°القدس
19.3°رام الله
18.3°الخليل
24.5°غزة
19.45° القدس
رام الله19.3°
الخليل18.3°
غزة24.5°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

مُهدِّئات (أونروا) خلال زيارة بان كي مون إلى لبنان

علي هويدي
علي هويدي
علي هويدي

يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة إلى لبنان يوم الخميس 24/3/2016م، سيطلع خلالها على أوضاع اللاجئين في لبنان بوجه عام، وسيتوقف عند احتجاجات اللاجئين الفلسطينيين على قرارات (أونروا) بتقليص الخدمات، التي ارتفعت وتيرتها مع بداية عام 2016م، بعد أن اتخذت الوكالة قرارًا ظالمًا بتنفيذ المزيد من التقليصات الصحية للاجئين في لبنان، خاصة أن ممثلة الأمين العام في بيروت سيغريد كاغ وعدت بنقل مطالب اللاجئين إلى السيد بان كي مون، جاء ذك خلال لقاء جمع السيدة كاغ في بيت الأمم المتحدة بالمدير العام لـ(أونروا) في لبنان ماتياس شمالي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والقيادة السياسية الفلسطينية يوم الجمعة 11/3/2016م.

لا تريد (أونروا) أي استقبال "لا يليق" بالضيف الكريم، ولا تريد أن يكون مكتب (أونروا) الرئيس مقفلًا في ذلك اليوم، أو أن يُستقبل الضيف في مطار بيروت بلافتات الاحتجاجات والهتافات المنددة، أو أن يعم الإضراب كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، فتبدو إدارة (أونروا) في لبنان والإدارة العامة للوكالة عاجزة عن إدارة الأزمة مع اللاجئين، لذلك سارعت (أونروا) إلى طلب الاستعانة ببعض المواقف الدولية الداعمة لامتصاص حالة الاحتجاجات، لتبادر كندا باستعدادها إلى استئناف مساهمتها المالية لـ(أونروا) بعد أن توقفت منذ عام 2010م، ثم عُقد لقاء جمع المفوض العام لـ(أونروا) بيير كرينبول بمبعوث الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزير العمل أحمد مجدلاني في عمان بتاريخ 17/3/2016م، وبحثت بالتفصيل تبعات قرار التقليصات الصحية على حياة المرضى الفلسطينيين في لبنان "فقط"، دون التطرق إلى أية مطالب أخرى تتعلق بالتعليم أو الإغاثة، أو العودة للعمل ببرنامج الطوارئ في مخيم نهر البارد، أو دفع بدل إيجارات للمهجرين، أو استكمال إعادة إعمار المخيم، وعاد كرينبول والتقى الرئيس محمود عباس في رام الله مساء الأحد 20/3/2016م لبحث موضوع التقليصات.

وبادرت الوكالة بتاريخ 18/3/2016م بإعلان إعطاء اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان بدل إيواء عن أربعة أشهر "فقط"، تبدأ من آذار (مارس) الحالي وتنتهي في حزيران (يونيو) 2016م، وبينت أن سبب تأخير دفع إيجار شهر آذار عبر الصراف الآلي يعود إلى إغلاق مكتب وكالة (أونروا) الرئيس في بيروت ثلاثة أيام، ثم أصدرت (أونروا) في لبنان بيانًا صحفيًّا صباح يوم الإثنين 21/3/2016م لا يلبي حاجة اللاجئين المحتجين منذ نحو 75 يومًا، إذ اقتصر الحديث فيه على "سياسة الاستشفاء في لبنان"، وأن الوكالة "ستعلق" السياسية الجديدة مدة شهر تنتهي في 21/4/2016م، ودعت اللاجئين إلى "تأسيس مجموعة عمل فنية من الخبراء لمراجعة تنفيذ السياسة حتى تاريخه والخروج بتوصيات".

هذا ومن المتوقع عقد لقاء يوم الثلاثاء 22/3/2016م يجمع رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير حسن منيمنة بالمدير العام لـ(أونروا) في لبنان ماتياس شمالي، يليه عقد لقاء مع القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة، والحديث يدور عن إعلان مبادرة تتضمن "تسوية" بتجميد تنفيذ قرار تقليص الخدمات الصحية في لبنان "فقط"، الذي بدأ في أول العام الجاري، والعودة إلى نظام الاستشفاء المعمول به سابقًا خلال عام 2015م، دون "الإلغاء" المطلق، حفاظًا على ماء الوجه، مقابل أن "تتوقف" التحركات الاحتجاجية المتصاعدة دون "إنهائها" مطلقًا، والعمل معًا بين (أونروا) والدولة اللبنانية والقيادة السياسية الفلسطينية من أجل الدعوة إلى تأمين أموال من الدول المانحة، وعلى هذا لا حاجة للقيادة السياسية الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية والحراك الشبابي إلى لقاء خاص مع السيد بان كي مون، مع توقع زيارته إلى مخيم نهر البارد يوم 24/3/2016م.

حسنًا فعلت "خلية أزمة (أونروا)" المنبثقة من القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان باستباق زيارة بان كي مون بإعلان يوم السبت 19/3/2016م الرفض القطعي لـ"أي مبادرة لا تتضمن تراجع إدارة (أونروا) عن قراراتها، وتجدد تمسكها بكل القضايا المطلبية المتعلقة باحتياجات اللاجئين الإنسانية رزمة واحدة غير مجزأة"، فبتقديرنا لا تتعدى هذه "المبادرات" أكثر من مُهدِّئات مؤقتة إلى حين انتهاء زيارة الأمين العام، ومحاولة تنفيس واحتواء لحراك اللاجئين التصاعدي السلمي الذي أصبح مؤثرًا على مستوى صانع القرار الأممي، وفيها (أي تلك المبادرات) ما يُخفي نية الاستمرار بالتقليص، وهذه المرة بشراكة فلسطينية ستؤدي في النهاية إلى تحويل "معركة" المطالبة بالحقوق من معركة بين اللاجئين الفلسطينيين و(أونروا) إلى معركة بين اللاجئين الفلسطينيين والقيادة السياسية.

لما كانت إدارة (أونروا) ترى أن المشكلة "الوحيدة" وراء تراجع الخدمات هي عدم توفير الأموال اللازمة من الدول المانحة، وأن لا خلفيات سياسية لعملية التقليص؛ إذًا لتبادر الوكالة باستثمار الحراك الفلسطيني بالضغط على الأمين العام لتحويل ميزانية (أونروا) إلى ميزانية ثابتة، فلاشك أن عيْش اللاجئين الفلسطينيين بكرامة أهم من الحفاظ على ماء وجه إدارة (أونروا).